توقيت القاهرة المحلي 12:02:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة في رواية "عائد إلى حيفا" للكاتب الروائي غسان كنفاني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - قراءة في رواية عائد إلى حيفا للكاتب الروائي غسان كنفاني

"عائد إلى حيفا"
القاهرة ـ اسامة عبدالصبور

إحدى روائع كتابات الروائي المناضل الشهيد غسان كنفاني، وقد سبق أن تعرّفت على موضوعها من قبل من خلال المسلسل التلفزيوني "عائد إلى حيفا" وقد جذبني إليها موضوعها الشيق وطابعها العروبي المناضل، وما عرضت له من أفكار، على أنّ القراءة في الرواية له متعة أدبية أكبر، لأنها تجعل المرء يغوص مباشرة في ما أراد أن يقوله الروائي غسان كنفاني دون مؤثرات خارجية، فيلمس بعض العبارات، وبعض الأفكار التي أراد لها الوصول إلى القارئ بطريقة مختلفة.

وتحمل روحًا نضالية إضافة إلى أنّها تميط اللثام عن الوجع الفلسطيني الذي يمثل أبطال القصة جزءًا منه، فمعاناة أبطال القصة تكاد تكون أنموذجًا للكثيرين ممن يعيشون هذا الهم، وهذا الوجع.
وتتحدّث الرواية عن مأساة سعيد وزوجته، هذه العائلة التي اضطرّت إلى النزوح مع آلاف الأسر عن مدينة حيفا بعد غزوها من قبل الصهاينة، وتبدو مأساة النزوح عن المدينة بسيطة أمام مأساة هذه العائلة التي لم تتمكن من إحضار ابنها من المنزل، وهو في الشهر الخامس من عمره، تُرك وحيدًا في المنزل، إلى أن قُدّم هدية ثمينة مع المنزل إلى إحدى الأسر اليهودية، أمّا العائلة المفجوعة فقد عاشت مع مأساتها وجعها أعوامًا طويلة، وعندما فُتح باب العودة إلى المدينة بعد مرور عشرين عام، قرّر سعيد وزوجته العودة إلى حيفا، وعند ما عادوا إلى هناك، وجدوا أنّ منزلهم أصبح بيتًا إلى عائلة يهودية، وابنهم "خلدون" أصبح إبنًا لتلك العائلة اليهودية، وتربّى على أيديهم، وتشرّب عقائدهم إلى حد الثمالة، إلى حد رفض معه الإعتراف بأصله العربي، وتنكّر إلى جذوره مُعلنًا أنّه يقف في الجانب الآخر من المواجهة، وترك هذا الأمر صدى قويًا في نفس سعيد الذي كان يعارض انخراط ابنه الشاب الذي تركه في "رام الله" في المقاومة ضد المحتلّين، أمّا الآن فقد أصبح هذا الأمر أمنية عزيزة وبعيدة المنال.

في هذه الرواية، يرسم غسان كنفاني الوعي الجديد الذي بدأ يتبلور بعد هزيمة 67، العائد إلى مدينته التي ترك فيها طفله يكتشف أنّ الإنسان هو قضية، وأنّ فلسطين ليست استعادة للذكريات، بل هي صناعة للمستقبل.

"مأساة سعيد ومأساة الوطن الغائب تنكشف هنا كلحظة ارتطام بالحقيقة، "فعائد إلى حيفا"، هي بحث عن الحقيقة وقد شكلته درامية الهزيمة، فالخيار ليس بين الإبن الذي فُقد والإبن الذي بقى، بل هو خيار أن يتمرد الإبن على الأب ليصنع الحاضر ويعطي الماضي صورته المختلفة".

ولعل هذه العبارات الموجودة على غلاف رواية "عائد إلى حيفا" هي خير تعبير عن ما كان يرمي إليه الروائي من خلال روايته، فغسان كنفاني الذي عاش كلاجئ يحلم بالعودة، وكمناضل سخّر طاقاته من أجل رسم أحلام العودة إلى بلده، فقد صاغها وفقًا لرؤيته التي كان يتطلع إليها، والتي مارسها فعلًا وقولًا حتى كانت السبب في دفع حياته ثمنًا لها فقضى شهيدًا.

ورواية  "عائد إلى حيفا" هي نموذج من كتابات الشهيد "غسان كنفاني" فقد تميّز بأنّه من روّاد الأدب المقاوم،  بحيث كانت رواياته تلقى صدى طيبًا لدى المخرجين واختير عدد منها كأعمال فنية مصورة مثل "عائد إلى حيفا" وفيلم "السكين" عن رواية "ما تبقى لكم" وفيلم "المخدوعون" عن رواية "رجال تحت الشمس".

ويبدأ الكاتب روايته برحلة عودة سعيد بسيارته مع زوجته صفية، ويصف مشاعر التوتر والقلق التي كانت تجتاحهما وهما في طريقهما إلى حيفا بعد أن سمح العدو للفلسطينين بالدخول إليها بعد عشرين عامًا من احتلاله لها. 

ولطالما حلم بهذه العودة، وهنا يعبر عن حلم كل لاجئ فلسطيني أجبر على ترك بيته وأرضه، وهو إضافةً إلى ذلك أجبر على ترك ابنه "خلدون"  بحيث لم يتمكن من الوصول إلى المنزل لاصطحابه معه في رحلة الهجرة الطويلة، ولكنه لا يتأخر عن وصف مشاعر المهانة التي يشعر بها وهو في طريق العودة، فعند ما قالت له زوجته "لم أكن أتصور أبدًا أنني سأراها مرة أخرى" أجابها "أنت لا ترينها، إنهم يرونها لك" فهي أصبحت محتلة، وأصبحت كما يريدها الإحتلال، وليس كما يجب أن تكون، السخط والغضب يبدوان واضحين في حوار "سعيد"، والتعبير عن رفضه إلى هذا الإحتلال المذل والمهين يريد الكاتب منه توصيف مشاعر الفلسطينيين ومعاناتهم المُرّة، ولكنها رحلة لا بدّ منها، فالمشاعر القوية التي تشدّهم إلى مدينتهم أقوى من أن تقاوم، إضافةً إلى حلم يروادهم بإيجاد ابنهم "خلدون" الذي أصبح شابًا، فهو ما زال يعيش في أحلامهم، ويرغبون باستعادته.

وما زالا يحفظا الأماكن والأسماء، وإن استبدلوها بأسماء أخرى، فما زالت هي هي بالنسبة إليهما، فاحتلال الأرض وتغيير الأسماء لا يغير واقعها، ولا يسقط ملكيتهم لها، ولا يفقدهم الحق فيها، فهي ستبقى كما كانت في السابق بالنسبة إليه، وإن كان واقع القوة والتسلط والقهر يفرض واقعًا غير هذا، وهذا يعبّر عن رغبة الفلسطيني في التمسك بأرضه، وسعيه إلى العودة إليها، وحلمه بأن يتمكن من تغيير هذا الواقع المرير.

وفي طريق العودة تنفلت الذاكرة، وتعود إلى الماضي، ليصف لنا الكاتب مأساة لحظات الفرار من بطش العدو بكل قسوتها، لحظات مرة تعيش مع الزمن، فلا تدفن، بل تبقى تطرق وجدانهم في كل لحظة، لتكون مأساة مستمرة لا تنقطع.

ويصف الكاتب الحرقة واللوعة لتلك اللحظات التي دُفعوا فيها إلى الهجرة دفعًا في مشهد آخر لصفية فيقول "لم تكن كلماتها الطائرة فوق ذلك الزحام الذي لا ينتهي لتصل إلى أي أذن، لقد ردّدت كلمة "خلدون" ألف مرة، مليون مرة، وظلت شهورًا بعد ذلك تحمل في فمها صوتًا مبحوحًا مجرحًا لا يكاد يسمع، وظلّت كلمة "خلدون" نقطة واحدة لا غير، تعوم ضائعة وسط ذلك التدافق اللانهائي من الأصوات والأسماء".

هذا المشهد وإن كان يعبر عن لوعة أم مكلومة اضطرت إلى ترك ابنها ولم تعد قادرة على الوصول إليه بسبب سد كل المنافذ والطرق في وجهها، إلاّ أنّه يعبّر أيضًا عن مشهدية الهجرة القاسية التي اضطر إليها هؤلاء الفلسطينيون، فصوتها لا يسمع من شدة الزحام، فالناس في حالة ذهول وضياع، يدفعون في إتجاه واحد هو الهجرة وترك منازلهم ومدينتهم، وصفية وخلدون وسعيد هم رقم بين هؤلاء الأرقام، ومأساة عائلة هي مأساة كل عائلة هجّرت عن أرضها ظلمًا وعدوانًا.

وقد أبدع الكاتب في استخدام الزمن، من خلال تقنية الإسترجاع ليربط بين الماضي والحاضر، ليوضح رؤية الأمور للقارئ من خلال رؤيته هو، هو يريد أن يوصل هذا القارئ إلى الرؤيا التي يريدها هو من خلال عملية السرد المميز.

فبعد أن عاد بذاكرته عشرين عامًا إلى الوراء، ليعلمنا كيف كان الخروج القسري من مدينة حيفا، وكيف دُفع الناس إلى ذلك وهم في ذهول من ما يجري، وهم لا حول لهم ولا قوة، يعود إلى الواقع حيث كان يقود سيارته في إتجاه هذه المدينة بعد أن مضى على احتلالها عشرون عامًا، عاد بالزمن بضعة أيام ليخبرنا كيف تبلور مشروع رحلة العودة، مع ما رافق ذلك من آلام، وحلم كان يدرك أنه سيبقى مجرد حلم، فحيفا لم تعد لهم، فماذا سيجدون هناك.

يتحدُث الكاتب عن الحنين والمشاعر الدفينة التي تفجّرت في نفس سعيد وزوجته، وهما يتجولان في شوارع المدينة التي عاشوا فيها ردحًا من الزمن، ليوصلنا إلى مدى الحسرة التي يمكن أن يشعر بها المرء في مثل هذه الحالة، وقد نجح الكاتب  بشكل كبير في إيصال هذه المشاعر إلينا، وعند ما وقفا أمام باب منزلهم القديم قال لزوجته "غيروا الجرس" ثم أردف "والإسم طبعًا" وكأنّه أراد أن يقول لها هذا لم يعد بيتنا، بل أصبح ملكًا لأشخاص آخرين، وهذا لم يكن مفاجئًا بالنسبة إليه، بل كان يدركه في أعماقه، وها هو يعترف به الآن بعد أن رآه حقيقة واقعة، فما للفلسطينيين لم يعد لهم، وإنّ ما استولى عليه هؤلاء الأشرار بقوة السلاح والتطرف.

وعندما دخلا إلى المنزل، كانا ضيوفًا عند تلك المرأة التي استقبلتهم، وهي تدرك أنّها في موقع القوة، وهما في موقع الضعف، ولكن ذلك الحنين دفعهما إلى تحمّل هذا الشعور القاسي، ودفعهم إلى التأمل أكثر في الأشياء التي يحتويها هذا المنزل، والتي لم يطرأ عليها تغيير كبير، فهؤلاء الغرباء الذين أتوا من أماكن بعيدة، ما زالوا يستعملون أغراضهم وأشياءهم بعد أن استولوا على منزلهم، فأي ظلم أشنع من هذا الظلم، أن يرى الإنسان أغراضه وأشياءه في يد عدوه، يتنعّم بها، في حين أنّه هو يعاني من التشرد والضياع.

ولقد نجح الكاتب في إيصال كل ذلك إلينا من خلال عباراته وتوصيفاته التي لامست وجه الحقيقة بكل ما تحويه من ألم ومأساة.

ويعود الكاتب إلى تأكيد رؤيته بأنّ سعيد (ويعني به كل فلسطيني) قد أخطأ في ترك بيته، أيًا يكن السبب الضاغط الذي دعاه إلى ذلك، وهذا باعتراف صريح من سعيد عند ما قال لصفية: "بلى، كان علينا أن لا نترك شيئًا، خلدون، والمنزل، وحيفا! ألم ينتابك ذلك الشعور الذي انتابني وأنا أسوق سيارتي في شوارع حيفا؟ كيف أشعر أنني أعرفها وأنها تنكرني، وجاءني نفس الشعور وأنا في البيت، هنا، هذا بيتنا! هل تتصورين ذلك إنه ينكرنا! ألا ينتابك هذا الشعور! إنني أعتقد أنّ الأمر نفسه سيحدث مع خلدون .. وسترين!".

 لعل هذا نوع من مؤاخذة النفس، والندم على القرار الذي أتُخذ سابقًا بالهجرة، حتى لو كانت هجرة قسرية، فالكاتب يرى أنه لا بد من التشبث بالأرض والبيت والولد تحت أي ظرف، حتى لا تنكره هذه الأشياء، يجب أن يحميها ويتشبث بها حتى لو دفع دمه مقابل ذلك، هذه هي القناعة التي توصّل إليها سعيد بعد مضي كل تلك السنين، وهي الحقيقة التي أراد إيصالها لنا الكاتب من خلال رؤيته للأمور.

ويعود "خلدون" إلى المنزل وهما ينتظرانه على أحر من الجمر، لكن الذي عاد إلى المنزل لم يعد "خلدون" بل "دوف الصهيوني" الذي تشرب العقيدة الصهيونية حتى الثمالة، فماذا سيعني له هذان الأبوان العربيان؟

عاد "دوف" بالبذلة العسكرية التي طالما روّعت الفلسطينيين وأبكتهم، فكان لعودته بالبذلة العسكرية رمزية كبيرة، وهذه الرمزية تدلّ على أنّ هذا الشاب "دوف" منخرط في عملية الصراع مع الفلسطينيين إلى أبعد حدود، فقد عاد بكل صلافة وتحجّر وتحدٍّ، وكل ما يعنيه هو ما تربّى عليه من الحقد تجاه العرب بشكل عام، والفلسطينيين بشكل خاص، جذوره كعربي ومولود من أب وأم فلسطينيين لا يعنيه البتة، ولا يريد حتى التعرّف إلى هذه الجذور، فهو صهيوني تربى على أيدي الصهاينة.

تبدو هذه المواجهة من أصعب ما يكون، لكن الكاتب ألبسها وجهها الحقيقي، عند ما أكّد من خلال الحوار الذي دار بين سعيد و"دوف" الذي كان يجب أن يكون ابنه بأنّ الإنسان هو القضية، وما يحمل من فكر، وما يتشرب من تربية، ولا يهم إذا كان ولد من أب عربي أو أجنبي، وهذا ما حدث مع سعيد وابنه.

وهنا يضعنا الكاتب غسان كنفاني أمام مفارقة تاريخية جارحة، أنّ الحق لو ترك قد يتحول من قوة دفاع إلى أساليب تدمير لو سقطت بيد العدو في غفلة منا، عندها تصبح مسألة استعادة حقوقنا مواجهة مع أنفسنا قبل أن تكون صدامًا مع العدو، فسعيد بعد هذه المواجهة سيعيد حساباته، ويبدل نظرته لما كان يحيا فيه، ويتأكد من أمور لم تكن حتى الآن قد وضحت لديه، وستتغير رؤيته إلى الماضي والحاضر والمستقبل، فقد أصبح قادرًا على إتخاذ القرار المصيري الذي كان يهرب منه، وهو حتمية المواجهة والمقاومة.

ولعل أهم ما توصّل إليه الكاتب في هذه الرواية هو أنه عند ما صدم سعيد بصلافة ابنه المفقود "دوف" أحسّ بخطئه عند ما منع ابنه "خالد" من الإلتحاق بالمقاومة الفدائية التي تسعى إلى تحرير الأرض، خوفًا عليه من الموت، لكنه يدرك الآن أن هذا الموت لن يكون موتًا بل شهادة عزيزة تستعيد الوطن من هؤلاء المجرمين المستشرسين في صراعهم على هذه الأرض، تلك المواجهة  دفعته ليقول إلى زوجته وهم يغادرون "أرجو أن يكون خالد قد ذهب.. أثناء غيابنا" ومعارضته إلى التحاق ابنه بركب الفدائيين المقاومين إلى هذا الإحتلال تحوّلت إلى أمنية عزيزة".

هنا تبدو رؤية الكاتب واضحة بكل جلاء ولا لبس فيها، فما أخذ بالقوة لا يستردّ إلا بالقوة، هذه هي القناعة التي أراد أن يوصلها الروائي غسان كنفاني إلى كل من يقرأ روايته، إلى كل من يهتم بأمر العودة، لتكون العودة شريفة وعزيزة وليست مليئة بالذل والمهانة، فبالمقاومة وحدها تسترد الأرض والدور، وبالمقاومة وحدها يسترد الفلسطيني كرامته وعزّته.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في رواية عائد إلى حيفا للكاتب الروائي غسان كنفاني قراءة في رواية عائد إلى حيفا للكاتب الروائي غسان كنفاني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 11:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
  مصر اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon