الموسيقى التي تصدح في مسرح جوهانسبورغ هي نفسها موسيقى تشايكوفسكي الا ان عرض " كسارة البندق " الجنوب افريقي بعيد جدا عن اجواء عيد الميلاد المرتبط بها اذ ان ديكوره هنا هي صحراء كالاهاري.
وتم استبدال اجواء الشتاء بالشمس والرمال واشجار الباوباب الاستوائية.
ويؤدي راقصون انتعلوا جزمات مطاطية وارتدوا بزات عمل زرقاء رقصة "غامبوت" التي اخترعها عمال المناجم في جنوب افريقيا بالتواصل في ما بينهم من دون ان يفهم المشرفون عليهم.
وعرض "اعادة تصور كسارة البندق" يأتي مع الموسيقى والقصة الاصلية من تصميم راقص الباليه الفرنسي الشهير ماريوس بيتيبا ليلة عيد الميلاد واختبار الفتاة الصغيرة كلارا لمغامرة سحرية.
لكن في العرض الجوب افريقي لا ثلوج ولا تنانير قصيرة للرقص بل ان معالجة تقليدية تقود كلارا عبر صحراء كالاهاري حيث تبعث الحياة في رسوم المغاور. اما شجرة عيد الميلاد فهي عبارة عن شجرة باوباب استوائية.
ويقول ديرك بدينهورست مدير فرقة "جوبورغ باليه" التي تقدم العرض، ان عيد الميلاد في النصف الجنوبي من الكرة الارضية يحل في عز الصيف "ومن السخف ان نحاول الادعاء ان الشتاء ينتظرنا في الخارج".
ويضيف "لذا فكرنا في ايجاد كسارة بندق جنوب افريقية تروي قصة كسارة البندق العادية لكن في ديكور جنوب افريقي وفي الصيف".
وعرضت "اعادة تصور كسارة البندق" للمرة الاولى في العام 2008 من قبل الفرقة التي سبقت "جوبورغ باليه".
وهي تعرض مجددا هذه السنة حتى 27 ايلول/سبتمبر.
ويؤكد الراقص كيكي شيلي "هذا العرض مختلف جدا. فالشخصيات تكشف عن شخصياتها الخفية.
والعرض يأخذ من عالم "السانغوما" الجنوب افريقيين الساحر ديكورا له مع اشجار باوباب ولا يكتمل العرض من دون اشراك حلوى "كوكسيستير" الشعبية في البلاد.
ويستند تصميم الرقصات الى اسس كلاسيكية والمعاصر. لكن في نسخة العام 2014 اضيفت الى الباليه عروض سيرك مع بعض الشخصيات التي تسافر الى عالم سحري وهي معلقة على حبال.
ويرى بعض الراقصين ان هذا الحركات البهلوانية تتطلب جهدا اضافيا.
وتقول انجيلا ريفي التي تؤدي دور كلارا "تشكل الحركات البهلوانية التي نقوم بها الان اصعب تحد بالنسبة لي على الارجح فهي تحتاج الى قوة عضلية في اعلى الجسم".
كيتي فيتلا وهي راقصة منفردة في فرقة "جوبورغ باليه" والتي تقوم بدور الساحرة التي تحولت الى "سانغوما" في العرض ترى ان النسخة الجديدة "اكثر خطورة وهي اقل كلاسيكية لكنها حماسية وسريعة".
وتقول مصممة الرقص اديل بلانك ان تكييف العرض لم يكن سهلا في البداية لان الكثير من الراقصين ليسوا من جنوب افريقيا وسبق لهم ان شاركوا في نسخ كلاسيكية كثيرة من "كسارة البندق".
وتوضح "كانوا ينظرون الينا وكأننا اصبنا بالجنون".
وعلى مدى سنوات حاولت فرقة "جوبورغ باليه" التي كانت معروفة سابقا باسم "مزانسي بورداكشنز اند ساوث افريكان باليه ثياتر" تغيير صورتها والوصول الى جمهور متنوع غير جمهورها الابيض بغالبيته.
ويؤكد بادينهورست "نحاول الابقاء على الجمهور الحالي مع ايجاد جمهور جنوب افريقي جديد من الشباب والسود خصوصا. وهذا العرض هو من الطرق التي نختبرها لتحقيق ذلك".
وكان اول عرض لباليه "كسارة البندق" قدم في مسرح "ماريينسكي" في سان بطرسبرغ في روسيا العام 1892.
أرسل تعليقك