c "بول دانسنغ" رقص رياضي يكسر التابو في مصر - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"بول دانسنغ" رقص رياضي يكسر التابو في مصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - بول دانسنغ رقص رياضي يكسر التابو  في مصر

"بول دانسنغ"
القاهرة - مصر اليوم

تتمدد المشرفة على دورة التعليم منار المقدم بامتداد عمود الرقص المعدني، وتتسلق إلى فوق وتنحدر لتصنع عدة تشكيلات قبل أن تستوي فوق الكعبين العاليين الزجاجين لحذائها. ثم تتسلق مجددا إلى الأعلى وتفتح ساقيها للمحافظة على توازنها. المشاركون في الدورة يصفقون. المقدم تتدرب الآن منذ أكثر من سبع سنوات. فما بدأ لديها كهواية أصبح في الأثناء مهنة: فقبل أربع سنوات افتتحت أول استوديو للبول دانسينغ في مصر وأقدمت بذلك على خطوة وسط ضيق المجتمع المحافظ: البول دانسينغ يُعتبر لدى العديد من المصريين كرقصة قبيحة وبغيضة وبدون حياء. لكنها تعد بالنسبة إليها تعبيرا عن تحقيق الذات، ولاسيما هي رياضة محبوبة أكثر ويمارسها عدد متزايد ـ لكن في الغالب خلف أبواب مؤصدة.

الرقص الشرقي نعم ـ البول دانسينغ لا

تعد مصر بأكثر من 92 مليون من السكان بلد التناقضات: الفقر يصطدم بالثراء والإصلاح بالتيار المحافظ والتقليد بالحداثة الغربية. وعليه فإن الرقص الشرقي الذي يعتبر منذ قرون جزءا من الثقافة المصرية وليس أقل إغراء وشهوانية  من البول دانسينغ يبقى مرفوضا في المجتمع، لكن الراقصة المتبرجة لا تغيب في الغالب عن عرس مصري، ولاسيما في أعراس الطبقات البسيطة. وعلى الرغم من ذلك فإن البول دانسينغ يصدم في مصر باستياء ويتم ربطه بوسط الدعارة الذي لا يتم الحديث عنه في مصر.

منار المقدم تدرك هذه الأمور، لكنها لا تتخلى عن هذه الرياضة التي اكتشفتها هي البالغة من العمر 24 عاما عندما كانت تدرس الهندسة في بريطانيا. وبعد شهور قليلة من عودتها افتتحت استوديو في وطنها خاص بالنساء. وتقول:" في البداية كان والداي مصدومين. اذ كانا يخشيان رأي الناس".

لا تثير الانتباه ولا تستفز

في مصر يعيش الناس مكدسين في مجال حيوي ضيق. ولا أحد يقدر على الالتفاف عن المراقبة الاجتماعية. المقدم تعرف هذا الشيء. وهذا سبب أيضا في أن المشاركات في الدروس فقط هن اللاتي يعرفن ما يحصل في الاستوديو الواقع في الطابق الثاني من عمارة في حي غاردن سيتي. ويهذا السياق تقول منار:" الناس يعتقدون أنه استوديو رياضة عادي، نحن نحاول أن لا نظهر في المجتمع ولا نريد استفزاز أحد". وعلى هذا الأساس يبقى الظهور والأنشطة العلنية من المحرمات عليها وعلى تلميذاتها، وحول ذلك تقول "إن هناك قواعد ثابتة". ويُسجل إقبالٌ كبير جداً على دورات التدريب.

إزالة الحجاب ولبس مستلزمات ضيقة

وإلى جانب البول دانسينغ هي تعرض أيضا دروسا في الحركات البهلوانية. وأكثر من 2.600 امرأة انضموا منذ الافتتاح إلى استوديو الرقص على العمود ـ وعددهن في ازدياد. وفي الأثناء افتتحت منار مقرين إضافيين لا يمكن الالتحاق بهما دون الإبلاغ المسبق، لأن الأعضاء فقط هم من لهم حق الدخول، تجتذبهم من خلال الدعاية الشفوية. ويوجد بينهن طالبات ومهندسات وموظفات في مصارف وطبيبات وأمهات ـ حتى من طبقات دنيا. وغالبيتهن مصريات تتراوح اعمارهن بين 20 و 56 عاما، وكثير منهن محجبات، بل إن واحدة تضع النقاب. لكن خلال التدريب يتم التخلي عن كل شيء ويضعن ألبسة رياضية ضيقة. "فقط من خلال ذلك يمكن الإمساك بالعمود وعدم الانزلاق"، كما تقول المقدم.

راقصة بدلاً عن طبيبة

في الأثناء تقوم خمس نساء بحركات تسخين، بينهن ريحان سليمان، الطالبة في علوم الطب البالغة من العمر 22 عاما التي تتدرب منذ نحو سنتين. عائلة ريحان تعرف شغفها، وهي تتوفر على عمود رقص في بيتها. لكن ما لا تعرفه العائلة هو أن الفتاة لم تعد ترغب في مواصلة دراسة الطب، بل تريد أن تصبح راقصة. وعلى الرغم من ذلك فهي تتطلع لإنهاء دراستها تلبية لرغبة أبويها. "بفضل بول دانسينغ أصبحت أكثر ثقة بالنفس ومنضبطة أكثر. لقد اكتشفت بعض القوى التي لم أكن أعرف عنها شيئا ـ قوى خارقة. كما أنني أشعر بأنني رشيقة مثل نجمة روك"، تقول ريحان. والداها لن يتفهما هذا الأمر ولن يقبلاه.

نماذج أدوار قديمة متجذرة

يعد مجتمع مصر جد محافظ ـ حتى بعد ثورة 2011 حين أزاحت الانتفاضة الشعبية حسني مبارك عن كرسي السلطة. وشاركت النساء في تلك الاحتجاجات على أمل الحصول على حقوق أكثر والمشاركة السياسية ولاسيما نيل حرية أكبر. ولكن رغم أن النساء يتمتعن اليوم بثقة نفس أكبر، إلا أنه لا شيء تغير في مشاكلهن. ويدور نقاش عام حول حقوقهن، وهناك محاولة لعدم قصر دورهن على الزوجة، والأم وربة البيت ، لكن الطريق نحو المساواة مازال طويلا. ورغم أن 90 امرأة يشغلن مقاعد داخل البرلمان وتضم الحكومة أربع نساء ولأول مرة توجد محافظة في مصر، فإنّ صورة المرأة الضعيفة والعقلية الذكورية متجذرة في المجتمع. فالزواج القصري وختان النساء والتحرش الجنسي ماتزال ظواهر موجودة في الحياة اليومية بمصر.

لكن من حين لآخر تخرج نساء عن الدور الذي عهده لهن المجتمع مثل الراقصة على العمود منار المقدم وقريناتها اللاتي يتدربن داخل العديد من استوديوهات مصر على هذا الفن الرياضي.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بول دانسنغ رقص رياضي يكسر التابو  في مصر بول دانسنغ رقص رياضي يكسر التابو  في مصر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon