دمشق - سانا
تتابع فرقة أجيال للمسرح الراقص مشروعها الفني الرائد مع جمهور كبير من عشاق فن الاستعراض الغنائي الراقص فالفرقة التي يديرها ويخرج عروضها كل من الفنانين مجد أحمد وباسل حمدان لم تتوقف عن تقديم برنامج واسع من العروض الفنية التي لفتت العديد من محبي الرقص لتكون أجيال من التجارب اللافتة في مجال تنمية نوعية لقدرات الطفل السوري وتربيته فنيا بعيدا عن صرامة المناهج المدرسية وضيق الوقت في الحصص الدرسية.
وبعد عدة عروض كان أبرزها سورية الأم و حكاية وطن ومشاركتها في مهرجان الطفولة بصالة الجلاء مع سبعة آلاف طفل في الخامس من أيار الماضي بالتعاون مع منظمة طلائع البعث قدمت أجيال عرضا استعاديا لمسرحية مدينة الأحلام وذلك مساء أمس على مسرح الحمراء الدمشقي حيث نجحت هذه الفرقة في تحقيق فرجة غاية في المتعة لجمهور الكبار قبل الصغار مكرسة مجاميعها الراقصة في لوحات فنية عالية سواء في الأداء الفردي أو الجماعي لراقصيها وراقصاتها.
وتناولت مسرحية مدينة الأحلام توليفة واسعة من الحكايات العالمية عبر دمج درامي لافت لكل من قصص بائعة الكبريت..سندريلا..علي بابا والأربعون حرامي.. السندباد البحري.. بينوكيه.. بياض الثلج.. شهرزاد حيث قامت فرقة أجيال لمسرح الطفل الراقص بتقديم هذه الحكايات وفق قالب غنائي درامي مشوق بإدارة فنية لافتة من مخرجي العرض اللذين يتابعان تدريب كوادر متجددة من أجيال وفق آلية تمرين مستمرة بالرغم من ضعف الإمكانيات المتوافرة لهذه الفرقة الفتية.
وتمكنت أجيال التي تعتمد في كادرها الراقص على سبعين راقصا من الأطفال السوريين ومن مختلف الشرائح العمرية من بناء حكاية أم جامعة لكل الحكايا العالمية التي تناولتها في العرض عبر حكاية طفل سوري يحتفل بعيد ميلاده راغبا في إقامة احتفال كبير يدعو إليه جميع أصدقائه ليشاركوه في فتح علب الهدايا التي تخبئ في كل منها شخصية معروفة لأطفال العالم.
ونجح العرض الذي أنتجته وزارة الثقافة بصياغة مشهدية جذابة لجمهور الأطفال الذي غصت به صالة الحمراء متجاوبا مع رقصات أجيال عبر المشاركة العفوية بمجريات المسرحية من خلال الحوار مع شخصيات القصص العالمية أو حتى عبر المشاركة في الإجابة على تساؤلات الممثلين على الخشبة.
واعتمد مخرجا العرض على أسلوب اللوحات الراقصة عبر مناخات رقص شعبية سورية وأمريكية وهندية وأوروبية للوصول إلى قلب المشاهد الصغير من خلال دمج عدة مستويات من الأداء على الخشبة ووفق تغليب عنصر الاستعراض الغنائي الراقص على العنصر الدرامي مبتعدين عن تفاصيل السرد الدقيق للقصة المروية.
وتميز العرض بحيوية لافتة ظهرت من خلال أداء أطفال فرقة أجيال حيث بدت عليهم خبرة كبيرة في التحرك على الخشبة والانتقال عبر المناظر المسرحية عبر الرقصات المتتالية وبعيدا عن كليشيهات مسرح الطفل في سورية حيث ظهر ذلك من خلال دمج مستويين من اللغة العربية الفصحى ولغة بطل المسرحية الذي اعتمد على العامية في مخاطبة الجمهور والشخصيات الروائية.
ويأتي عرض مدينة الأحلام بعد عدة عروض للفرقة التي تأسست عام 2007 كان أهمها زمن الانتصارات.. طيور الحرية.. سحر المحبة.. رحلة الفراشة.. الأوبريت الوطني حيث تركز أجيال على تمرير أفكار جديدة عن مسرح الطفل بسورية عبر اشتغالها على مفردات المسرح الغنائي الاستعراضي ووفق مبدأ مسرح الصغار للصغار مبتعدة عن مسرح الكبار للصغار ودليلها في ذلك قدرة الطفل على مخاطبة جمهور المشاهدين الصغار بعيدا عن تكلف اللهجة ونمطية الأداء التعبيري.
يذكر أن عرض مدينة الأحلام من تأليف سليمان واكد.. موسيقا رامي مغربل.. إضاءة بسام حميدي.. أزياء فهد غزال.. والعرض من من انتاج وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا.
أرسل تعليقك