القاهرة - مصر اليوم
أثارت مسابقة التأليف المسرحي التي أعلن عنها المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، جدلا بين الكتاب المسرحيين والمخرجين، فما بين مؤيد ومعارض لهذه المسابقة، جاءت ردود الأفعال، ويرى المؤيدون أهمية المسابقة نظرا لقلة النصوص المسرحية الجديدة، في حين يرى المعارضون أنها تدخل في إطار العبث، لأنها أشبه بالمسابقات المدرسية التي لا تليق بالمسرح المصري الراسخ، كما كانوا يفضلون لو أن المركز أعاد مسابقة توفيق الحكيم التي لم يعد ينتظم في إقامتها بحجة الميزانية، بينما تشير المصادر إلى أن رئيس المركز لم يأخذ رأي مجلس الإدارة في المسابقة المثيرة للجدل.
يذكر أن المسابقة حملت عنوان "الانتماء الوطني" وتم تحديد ٣٠ نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل آخر موعد للتقدم.
ونستطلع معا رأي مجموعة من الكتاب المسرحيين والمهتمين بالشأن المسرحي للحديث عن تلك المسابقة، إذ قال المخرج محمد الخولي، رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح، إن عودة مسابقة النصوص المسرحية بعد توقف دام لمدة عامين تعد أهم أهداف المركز، وتم تخصيص هذه المسابقة للمسرحية الوطنية، نظرا لنقص نصوص المسرحيات الوطنية، لأن المكتبة المسرحية بالمركز لا يوجد بها كم كافٍ من هذه النصوص التي تتناول هذا الشكل.
وأضاف الخولي أن نوعية هذه النصوص تعمل على تعزيز روح الوطن وتنمية النشء على الانتماء والحس الوطني، وهذا ما يسعى إليه المركز دائما ضمن أهدافه، كما يتم تخصيص جوائز للفائزين، فيحصل المركز الأول على قيمة مالية قدرها ١٥ ألف جنيه، والثاني ١٢ ألفًا، أما الثالث فيحصل على ١٠ آلاف جنيه، كما يتم نشر هذه النصوص في كتاب ضمن سلسلة الكتب المسرحية في المركز، كما يقوم المركز بالبحث مع الوزارة على جهة إنتاج تنتج هذه الأعمال الفائزة، نظرا لما تحتاجه الدولة الآن على حس وغرس روح الانتماء للوطن في الأجيال المقبلة.
وقال الكاتب المسرحي حمدي نوار: "بالتأكيد عمل مسابقة للتأليف المسرحي وتحديدا في موضوعات تحث على بعث روح الانتماء الوطني مبادرة جيدة، لكن كعادة الأجهزة الرسمية في وزارة الثقافة تأتي المبادرات بعد خراب مالطة، فلم ينتبه الموظفون في وزارة الثقافة لأهمية إحياء روح الانتماء الوطني وبخاصة لدى أربعة أجيال من الشباب فقدوا تقريبا الحس الوطني والانتماء، وليس أدل على ذلك من كتاباتهم على صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث لا يتورع مثل هؤلاء عن كتابة اسم مصر بحرف السين "ماسر" بالتأكيد خطوة جيدة لكنها جاءت متأخرة جدا.
وأوضح نوار أنه من جانب آخر، لماذا لا يتم طرح أسماء الشخصيات التي ستقوم بقراءة وتقييم مسرحيات المسابقة، فالحقيقة المرة والتجارب السابقة تؤكد أن تشكيل مثل هذه اللجان التي تقوم بتقييم المسرحيات المقدمة يتم تشكيلها من شخصيات تفتقد الدراسة والتخصص، وتخضع لمعايير وظيفية ليست لها علاقة بالغرض المنشود من تشكيل هذه اللجان، ونأمل من القائمين على مثل هذه المسابقات الإعلان عن أسماء شخصيات التقييم والقراءة وهذا ليس عيبا بل هو متبع في كل دول العالم المتحضر.
وقال المخرج المسرحي إميل شوقي: "أعتقد بأن ما يحدث في مسابقة التأليف المسرحي يعتبر عبثًا فنيًا وليس له معنى، لأن أي عمل فني هو عمل إنساني يرفع من قيمة الفرد والمجتمع"، مشيرا إلى أن أي مسرحية هي عمل فني لتمجيد قيم الحرية والعدل والجمال، والمطالبة برفع الظلم ومناصرة الإنسان ورفع المعاناة والضرائب والأجور المتدنية وبطالة الشباب.
وبيّن شوقي أن كل نص مسرحي فيه قيمة وطنية تنصر الحق والعدل والإنسانية، والدراما صراع بين الخير والشر، ولا بد أن ينتصر الخير في النهاية، وكل النصوص تذكر ذلك جيدا، وبالتالي فإن تقديم النصوص بشكها المباشر الفج كالمطلوب في المسابقة يفقدها أهم جمالياتها.
أما الكاتب المسرحي محمد أبوالعلا السلاموني، فقال: "نحن في أشد الحاجة إلى مثل هذه المسابقات التي تحث على الانتماء والمواطنة للحفاظ على الهوية المصرية، والهوية تقوم على التعدد والتنوع بكل معانيه بداية من الهوية الجغرافية منتهيا بالهوية الثقافية، لضمان الحياة والاستمرارية".
وأضاف السلاموني أننا نواجه في الوقت الراهن ظروفا قاسية من عدة دول خارجية من بينها إيران، قطر، وتركيا إلى آخره، تعمل على طمس الهوية، بالإضافة إلى الأخطار التي تواجهنا، مؤكدا أننا في معركة إثبات وجود أي "حالة طوارئ" كما أشار إليها الرئيس السيسي، فنحن الآن نشحذ ما لدينا ونتكاتف من أجل الحفاظ على الهوية المصرية.
أرسل تعليقك