القاهرة ـ سهام أبوزينة
أعلن الدكتور محمد عمران، رئيس هيئة الرقابة المالية، أن التحول إلى الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة لم يصبح خيارًا بل ضرورة وأن التوافق مع مبادئ الاستدامة هو أحد سبل زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية في شرايين الاقتصاد المصري، وهو ما يتطلب من المؤسسات المالية المصرية دمج مبادئ الاستدامة في نظم التشغيل والاستثمار والإدارة بها، وتحولها إلى ثقافة وممارسة يومية وأحد أدوات اتخاذ القرارات داخل تلك المؤسسات.
وأشار رئيس الهيئة، إلى أن أحد أهم الأهداف الإستراتيجية التي وضعها الهيئة من خلال استراتيجياتها الشاملة لتطوير الأنشطة المالية غير المصرفية 2018-2022 هو المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وهو أحد أهم المحاور التي تعمل إدارة الهيئة على تحقيقها خلال الفترة القادمة، وفي سبيل ذلك فقد أنشأت الهيئة وحدة متخصصة في الاستدامة وانضمت إلى مبادرة الأمم المتحدة كأحد الجهات الداعمة وفي طريقها للانضمام إلى منتدى التأمين المستدام SIF والذي يضم حوالي 23 دولة، لتكون ثاني دولة عربية في هذا المنتدى.
وأوضح عمران، أن الهيئة لديها إستراتيجية واضحة الأهداف ولديها خطة عمل محددة تعمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة من خلال عدة محاور منها التوعية بأهمية مبادئ التنمية المستدامة وكيفية دمجها في أنظمة تشغيل المؤسسات المالية حتي تكون ذات جدوى، وكذلك تشجيعها نحو التحول إلى التمويل الأخضر و تبني سياسات الحفاظ على البيئة والحياة الطبيعية النادرة من أجل عالم أفضل، وأشار إلى أن شهر مارس شوف يشهد تنظيم أول لقاء متخصص في شرح مبادئ الاستدامة في صناعة التأمين لزيادة وعي هذا القطاع ومواكبة التطورات العالمية في هذا الشأن، ثم نبدأ شهر أبريل/ نيسان بالمشاركة في تنظيم أول لقاء لمبادرة PSI أو مبادئ التأمين المستدام التابعة للأمم المتحدة وكافة أطراف صناعة التأمين المصرية لتحديد أجندة الاستدامة لهذا القطاع الحيوي والخطوات اللازمة لتفعيل وتحقيق أهداف الاستدامة.
أقرأ أيضًا: تشكيل لجنة لاختيار ممثلي شركات التأمين في مجلس صندوق حماية حملة الوثائق
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي استضافتها الهيئة بمقرها في القرية الذكية، واستعرض خلالها الخبير المالي مارك هال، كبير مستشاري المنظمة الدولية للمراكز المالية للاستدامة FC4S)) مبادرة إنشاء نظام مالي يتبنى التنمية المستدامة في عملياته، ويضمن تدفق الموارد نحو أنشطة صديقة بالبيئة.
حيث أكد مارك هال، على أنه بحلول عام 2020 تكون المنظمة الدولية للمراكز المالية المعنية بالاستدامة قد انتهت عبر شبكتها المنتشرة بمختلف عواصم العالم من إنشاء منصة ذات قيمة استثمارية تمثل البناء الأساسي للنظام المالي القائم على الاستدامة في عملياته، وتحظى بالثقة من جانب صانعي السياسات ومتخذي القرارات الاستثمارية في العالم.
تضمنت فعاليات الحلقة النقاشية التعريف بالمنظمة الدولية للمراكز المالية للاستدامة والتي تمثل شراكة بين المراكز المالية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتم تدشينها في اجتماع بالدار البيضاء - المغرب - برئاسة كل من مركز الدار البيضاء المالي ووزارة البيئة الإيطالية فى سبتمبر 2017، ويصل أعضائها لأكثر من 20 مركز مالي دولي عضو فى تلك المنظمة في أقل من 18 شهرًا.
كما جرى مناقشة مارك، في المقترحات والأولويات التي من الممكن أن يستخدمها جميع أصحاب المصلحة في القطاع المالي غير المصرفي لوضع خارطة طريق لإنشاء مركز مالي إقليمي بالقاهرة بعد أن تم إعلان مركزين ماليين في إفريقيا، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق الاتساق بين السياسات المالية والاستثمارية فيما بين العواصم المختلفة، والمراكز المالية، والحكومات، والبنوك المركزية، والهيئات الرقابية، والمشاركين من القطاع المالي الخاص، لاتخاذ خطوات جادة ومتقدمة نحو تفعيل التمويل الأخضر والمستدام (Green and Sustainable Finance).
وقال عمران، إن الهيئة تسعى إلى توطين مبادئ الاستدامة داخل القطاع المالى غير المصرفي بشكل متدرج، وتوعية الشركات والجهات العاملة بالقطاع بأهمية الاستدامة وأثرها الإيجابي على النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، وأن جهود الهيئة في التوعية بالتنمية المستدامة وتنفيذ سلسلة تثقيفية عن التنمية المستدامة تنطلق من سعي الهيئة للمساهمة في تدشين مركز مالي إقليمي للتنمية المستدامة يحتضنه القطاع المالى غير المصرفي في مصر ويخدم القارة الإفريقية ويكون بوابة الاستثمار الأخضر في إفريقيا، حيث بلغت الاستثمارات العالمية المخصصة للتنمية المستدامة في العام الماضي ما يقرب من 70 تريليون دولار أمريكي، بعد أن تضاعفت تلك الاستثمارات إلى 14 ضعفا خلال الفترة من 2013-2017.
وأضاف رئيس الهيئة، أن الدولة المصرية أخذت أمور الاستدامة بجدية تامة وطبقته على أرض الواقع و جعلت من العاصمة الإدارية الجديدة بداية لجيل جديد من المدن الخضراء -والذكية - في مصر وهو ما توافق مع أهمية مبادرات الأمم المتحدة في شأن المدن المستدامة.
كما نوه بالدور الحيوي الذى يلعبه القطاع المالي غير المصرفي في تعبئة المدخرات، والتوظيف الأمثل للموارد المتاحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودَّعمَ ذلك الدور ما استحدثته أحكام اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال، والتي صدرت في نوفمبر 2018، من أداة تمويل خضراء وهى "السندات الخضراء" لتوفير تمويل المشروعات الصديقة للبيئة وتشجيع التوسع فى الاقتصاد الأخضر وجذب الاستثمارات الأجنبية الراغبة فى إنشاء المشروعات الخضراء لتوطينها فى الاقتصاد المصرى فى المناطق الواعدة فى نطاق العاصمة الإدارية والمنطقة الصناعية لمحور قناة السويس وفى مقدمتها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروعات التكّيف مع التغيرات المناخية، وكذلك مشروعات التحكم فى التلوث ومنعه.
بالإضافة إلى مشروعات المباني الخضراء، ومشروعات وسائل النقل بالكهرباء، وأيضا مشروعات استخدام الطاقة بكفاءة، وان الهيئة تنتظر في القريب العاجل أول إصدار من السندات الخضراء في مصر من جانب عدد من المؤسسات المالية القوية، ليسهم القطاع المالى غير المصرفي بشكل فعلى في تحقيق رؤية "مصر 2030" والذي يمثل برنامج للتنمية المستدامة مرتبط بالأهداف الأممية السبعة عشر التي تم التوافق عليها في الأمم المتحدة.
وتعتبر تلك الفعالية أولى سلسلة من اللقاءات التثقيفية التي تنظمها الرقابة المالية للتوعية بالتنمية المستدامة وتعزيز الثقافة الخضراء داخل القطاع المالى غير المصرفي، كى نكون قادرين بحلول 2020 على جذب الاستثمارات التي سيتم تخصيصها من جانب المؤسسات المالية الدولية الكبيرة في الأنشطة والمشروعات الصديقة للبيئة.
قد يهمك أيضًا :
رئيس الرقابة المالية يعلن عن قرب انتهاء إعداد قواعد بورصات العقود الآجلة
"الرقابة المالية" تنضم إلي مبادرة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة
أرسل تعليقك