تعتزم إمارة الشارقة الخليجية بناء مدينة تحت مفهوم الاستدامة، وذلك عبر استخدام معايير الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية في الإمارة، وذلك على مساحة تمتد إلى 7.2 مليون قدم مربعة، تضم 1120 وحدة متعددة الاستخدامات، بتكلفة تصل إلى ملياري درهم (544 مليون دولار).
وجاء الإعلان عن المدينة عبر إطلاق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مؤخراً، مشروع «مدينة الشارقة المستدامة»، وذلك من خلال شراكة استراتيجية بين هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» و«دايموند ديفيلوبرز»، الشركة المتخصصة في تطوير المشاريع البيئية المستدامة في الإمارات.
ويتضمن المشروع أيضا مؤسسة تعليمية تعتمد مفاهيم الاستدامة في مناهجها، و«مركز الاستدامة» الذي سيخصص لاستضافة زيارات طلبة المدارس والجامعات والوفود الرسمية والأكاديمية والمنظمات البيئية والاجتماعية، وسيسهم في نشر الوعي حول القضايا البيئية ومفهوم المدن المستدامة.
أقرأ أيضاً :
مركز تحديث الصناعة المصري يقدم 86 خدمة لـ183 شركة خلال أيار
وبحسب المعلومات الصادرة في تقرير حول المدينة المستدامة، فإنه يوجد في المشروع مركز يوفر خيارات متنوعة من الأنشطة الاجتماعية ومرافق متعددة الاستخدامات للتسوق والترفيه والأندية الصحية وأحواض السباحة مخصصة للرجال والنساء، ومسارات للدراجات الهوائية، وأخرى لممارسة رياضة الجري والمطاعم ودور الحضانة والعيادات الطبية والمسجد.
كما توفر المدينة الفلل السكنية الصديقة للبيئة عالية الكفاءة وتنفرد بتصاميم شرقية عصرية وبطابع خاص يمزج بين التفاصيل الجمالية المعاصرة واللمسات التقليدية بما يتناغم مع الطابع الجمالي الذي تتميز به إمارة الشارقة، حيث يتيح المشروع مجموعة متنوعة من خيارات المساحات والتصاميم للفلل المؤلفة من 3 و4 و5 غرف نوم بمساحات بناء تتراوح بين 2035 قدما و3630 قدما مربعة مع توفير كامل وسائل الراحة ومتطلبات الحياة العصرية للعائلة، ومجهزة جميعا بالأجهزة الكهربائية الصديقة للبيئة.
وذكر التقرير أن تصاميم فلل مدينة الشارقة المستدامة، تتيح فرص توفير كبيرة للسكان في فواتير الخدمات تصل إلى 100 في المائة في فواتير الكهرباء و50 في المائة في فواتير المياه، حيث سيتم توفير طاقة المدينة بالكامل عبر الألواح الشمسية، وسيتم استخدام أنظمة ذكية لتوفير استهلاك المياه.
وقالت «الشارقة» إن المشروع يهدف إلى الترويج لثقافة الاقتصاد الأخضر، الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام مشاريع وقطاعات جديدة ستنشأ لتزويد المدينة بالخدمات وفقا لمعايير الاستدامة العالمية، ويعزز في الوقت ذاته مساهمة الشارقة في المساعي العالمية الرامية إلى الحد من التغير المناخي والحفاظ على سلامة الكوكب وساكنيه.
ويقدم المشروع العمراني الأخضر، خدمات متكاملة تعتقد «الشارقة» أنه يشكل فصلا جديدا في مسيرة التنمية المستدامة والشاملة التي تنتهجها الإمارة، بما يتماشى مع استراتيجية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» في هذا المجال، إضافة إلى تقديم أنماط راقية من الحياة العصرية تلبي أفضل معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
وتعمل المدينة المستدامة على تقليل انبعاثاتها الكربونية من خلال تطبيق أفضل الممارسات البيئية مثل الاعتماد على المركبات الكهربائية وذاتية القيادة للتنقل داخل المدينة، وتوفير محطات شحن السيارات الكهربائية، كما توفر المدينة مرافق عامة وفعاليات تعليمية وبرامج للتواصل بين قاطنيها في الساحات المفتوحة والمغلقة على حد سواء لتعزيز الاستدامة الاجتماعية.
وقال مروان السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» إن جوهر عمل «شروق» هو الشراكة مع مؤسسات الإمارة بمختلف تخصصاتها لتحقيق استراتيجية الشارقة، وترجمة رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أكد أن الاقتصاد الحقيقي يقاس بناتجه الاجتماعي، وبانعكاس آثاره الإيجابية على نمط حياة كل فرد بحيث يسهم في ترقيتها وفي تعزيز الاستقرار الاجتماعي.
ولفت السركال إلى أنه خلال السنوات الماضية تغير الناتج الاجتماعي للنشاط الاقتصادي أو ما يعرف بالتنمية الاجتماعية من حيث المعايير والشروط، حيث دخلت معايير الاستدامة وحماية الموارد والحفاظ على المسطحات الخضراء وحماية الصحة العامة والحد من انبعاث الغازات السامة على قائمة شروط التنمية بشكل عام، بل أصبحت هذه المعايير الحديثة قاعدة أساسية للتنمية المستدامة ومطلبا دوليا ملحا لا يمكن تجاوزه.
وتابع: «هذه المتغيرات المرتبطة برؤية الإمارة شكلت بوصلة عملنا خلال السنوات السابقة، وجعلتنا نفكر باستمرار بالكيفية الأفضل لترجمتها، فتوقفنا مليا حول اتجاهات تطوير قطاع العقارات بما يحقق التناغم بين التوجهات العالمية الحديثة نحو الاستدامة من ناحية، وما تحتاجه إمارة الشارقة لتعزيز نمو اقتصادها وترقية شكل حياتها الاجتماعية من ناحية أخرى».
وبين أن مدينة الشارقة المستدامة، التي سيتم تطويرها في منطقة «أم فنين»، تعد أول مشروع عمراني متكامل الخدمات، ويتبنى أعلى معايير الاستدامة العالمية في الإمارة، وخصوصا أن المدينة ستنتج طاقتها بالكامل بالاعتماد على الألواح الشمسية وستعمل على إعادة تدوير نفاياتها بالكامل وستوفر الفاكهة والخضراوات لساكنيها من مزرعتها التي ستغطي معظم مسطحاتها الخضراء لتكون منتجة وليست مجرد منظر جميل.
من جانبه، قال المهندس فارس سعيد الرئيس التنفيذي لـ«دايموند ديفيلوبرز»: «يكتسب هذا المشروع أهمية خاصة في الشارقة على وجه التحديد، لا سيما أن هذه الإمارة تحظى بمكانة رائدة بفضل رؤية قيادتها في مجال الاستدامة البيئية، مع اهتمامها الملحوظ بالحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة».
وأضاف: «نحن سعداء بتوظيف خبراتنا المتراكمة ومعرفتنا التي اكتسبناها من خلال تطويرنا لمدينة دبي المستدامة وتعاوننا وشراكتنا مع نخبة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية العالمية، في إرساء معايير جديدة لبناء المدن المستدامة وتأسيس شراكات بين القطاعين العام والخاص».
قد يهمك أيضاً :
الامارات تعبر عن دعمها للتوجه الدولي نحو الاقتصاد الأخضر
طرق دبي تستعرض مبادرات نوعية لتعزيز الاقتصاد الأخضر
أرسل تعليقك