توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العريان يؤكد أن حظ الاقتصاد العالمي ربما ينتهي في 2020

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - العريان يؤكد أن حظ الاقتصاد العالمي ربما ينتهي في 2020

كبير المستشارين الاقتصاديين لمجموعة أليانز العالمية "محمد العريان"
القاهرة - مصر اليوم

 في هذا التوقيت من شهر ديسمبر/كانون الأول، ربما تميل النزعة الطبيعية إلى مراجعة التطورات الاقتصادية والمالية عن عام مضى من أجل مساعدة صناع السياسة والمستثمرين في توقع ما قد يأتي في عام 2020.ويرى كبير المستشارين الاقتصاديين لمجموعة أليانز العالمية "محمد العريان" أن العام الحالي يشارف على الانتهاء في نطاق إيجابي، خاصةً عند المقارنة مع الوقت نفسه من العام الماضي، وفقاً لرؤية تحليلية نشرها موقع "بروجيكيت سينديكيت".

ويوجد أمل في تسارع النمو الاقتصادي العالمي، كما أن التوترات التجارية قد تقلصت، إضافة إلى أن البنوك المركزية أعادت التشديد على أنها ستحافظ على معدلات الفائدة المنخفضة للغاية كما ستستمر في توفير السيولة الوفيرة.والتقلبات المالية كذلك خافتة، وهناك توقعات معقولة بتحقيق عوائد قوية للمستثمرين عبر العديد من فئات الأصول.

ورغم أن الحديث عن الظروف المالية وظروف الاقتصاد الكلي مسألة مغرية، إلا أن القيام بهذا الأمر يخاطر بإطفاء حالة من التشويش على عنصر رئيسي في الآفاق المتعلقة بالمستقبل.ويوجد تناقض صارخ بين الوضوح النسبي للتوقعات على المدى القريب وبين الغموض الشديد وبين عدم اليقين الذي يأتي حين يتعلق الأمر بالآفاق على مدى فترة زمنية تمتد لأبعد من ذلك، لنحو خمسة أعوام قادمة على سبيل المثال.

وتواجه دول عديدة حالات من عدم اليقين الهيكلية التي يمكن أن تكون ذو تداعيات نظامية وبعيدة المدى على الأسواق والاقتصاد العالمي.وعلى سبيل المثال، على مدى الخمس سنوات القادمة، سوف يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تأسيس علاقة عمل جديدة مع المملكة المتحدة، بينما يتعامل كذلك مع الآثار الاجتماعية والسياسية الضارة للنمو الاقتصادي الشامل البطئ وغير الفعال.

وسيضطر الاتحاد الأوروبي للتعامل مع مخاطر الفترات الممتدة لاستخدام معدلات الفائدة السالبة، في الوقت الذي يدعم فيه أيضاً الأساس الاقتصادي والمالي.وطالما أن بنية منطقة اليورو غير مكتملة، فإن المخاطر المستمرة من عدم الاستقرار ستظل قائمة.وعلاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة بعد أن تفوقت في الأداء بشكل ملحوظ على العديد من الاقتصاديات الأخرى، سوف تحدد في السنوات المقبلة ما إذا كانت ستواصل فك الارتباط عن بقية العالم، وهي عملية تتعارض مع وضعها التاريخي من التواجد في قلب الاقتصاد العالمي.

أو بالنظر إلى عمليات التنمية للصين، فنظراً لأن الاقتصاد العالمي يعمل كعائق للنمو في الصين أكثر من كونه خطوة داعمة، فإن بكين ربما تواجه خطراً يتمثل في أنها قد بالغت في قوتها.وبشكل متزايد، لا يتماشى الاعتماد الشديد على إجراءات التحفيز قصيرة الآجل مع ضغوط الإصلاح التي تحتاجها الصين على المدى الطويل.كما أن الطموحات الجيوسياسية للصين والالتزامات الاقتصادية والمالية الإقليمية (بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق) تصبح أكثر تكلفة.

ولعل الأمر الأكثر أهمية، أنه على مدى السنوات الخمس المقبلة، سيضطر أكبر اقتصادين وطنيين حول العالم، الصين والولايات المتحدة، للتعامل مع مسار ضيق بشكل متزايد، في ظل محاولتهما تأمين مصالحهما الخاصة بينما يتجنبان مواجهة مباشرة.وتثير مثل تلك المؤثرات سريعة الحركة غيوماً على الآفاق الاقتصادية والمالية والمؤسسية والسياسية و/أو الاجتماعية للدول الأخرى.

ومن شأن حالات عدم اليقين في الاقتصاد الكلي والأوضاع الجيوسياسية أن تفاقم من الأوضاع المدفوعة بالاضطرابات التكنولوجية وتغير المناخ والتركيبات السكانية.كما أنها ستثير تساؤلات حول أداء وقوة الاقتصاد العالمي والأسواق.وهذه الدرجة من عدم اليقين ملحوظة بشكل خاص في سياق العولمة التي دامت لنحو عقود.

وخلال السنوات الأخيرة، فإن الاستقرار الذي يأتي مع الالتزام واسع النطاق بالنظام الدولي القائم على القواعد قد تعرض للضعف بشكل كبير، وكذلك قوة البنوك المركزية في كبح التقلبات المالية وكسب الوقت لصالح الاقتصاد الحقيقي.وحال ترك تلك الاتجاهات الهيكلية على المدى المتوسط دون إدارة، فمن شأن ذلك أن يهيئ الساحة أمام انقسامات سياسية واجتماعية أكبر، مع إثارة شبح الابتعاد من العولمة.

وإذا كان هناك شيئاً واحداً غير وطيد الصلة لا بالاقتصاد العالمي ولا بالأسواق، فإنه يتمثل في التصدع العميق في العلاقات الاقتصادية والمالية العابرة للحدود.وإذا كان المنظور الجديد سوف يتحقق، فمن شأن التوترات الكامنة في التجارة والاستثمار والعملة اليوم أن تتزايد وتمتد إلى عالم الأمن القومي والأمور الجيوسياسية.

لكن النتائج السيئة ليست حتمية (على الأقل حتى الآن)، حيث لا يزال من الممكن تفاديها من خلال التنفيذ المستدام للسياسات الرامية إلى تعزيز نمو أكثر قوى وأكثر شمولاً، إضافة إلى استعادة الاستقرار المالي الحقيقي والدخول في نظام للتجارة الدولية والاستثمار وتنسيق السياسة بشكل أكثر عدلاً وأكثر مصداقية.كما أن الكثير سيعتمد على الوضع السياسي في المدى القريب.

وبالنظر إلى بداية عام 2020، يمتلك السياسيون مساحة مناسبة يمكن من خلالها إطلاق السياسات اللازمة لتوسيع النظرة المستقبلية الإيجابية على المدى القصير ومروراً بالمدى المتوسط وحتى المدى الطويل.ويتراجع القلق حيال المخاوف بشأن الركود الاقتصادي العالمي كما أن الظروف المالية باتت تيسيرية للغاية بالإضافة على أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد شهدت تهدئة.

لكن هذه الظروف الإيجابية لن تدوم للأبد.

ولسوء الحظ، فإن احتمالات حدوث دفعة للسياسة من شأنها المساهمة في تحسين ووضوح التوقعات المستقبلية على المدى المتوسط، لا تزال أمر مستبعداً.وتدخل الولايات المتحدة عاماً انتخابياً يشهد توترات وانقسامات، كما أن ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا في خضم تحولات سياسية صعبة.ويتعامل الاتحاد الأوروبي مع البريكست وغيره من الانقسامات الإقليمية، كما أن حكومة الصين تحاول توحيد القوى في مواجهة النمو الاقتصادي المتباطئ والاحتجاجات المستمرة في هونج كونج.

ويكمن القلق الرئيسي - وهو أمر لاحظه القليل من المشاركين في السوق - في أنه على مدى السنوات الخمس المقبلة، ربما تحتاج ظروف الاقتصاد العالمي والسوق للتفاقم بالقرب من مستويات الأزمة قبل أن تقوم الأنظمة السياسية الوطنية والإقليمية والمتعددة الأطراف في تعبئة استجابة مناسبة.لكن لحسن الحظ، أننا نشهد الآن فترة يمكن خلالها اتخاذ إجراء لمنع السيناريو الأسوأ من أن يصبح حقيقة ملزمة.

ودعونا نأمل أن أكون مخطئاً فيما يتعلق بحالة الشلل السياسي القائمة في الوقت الحالي.وطالما أنه لا يزال هناك وقت، فإن هناك فرصة بأن يتبع صناع السياسة النصيحة التي قدمتها مديرة صندوق النقد الدولي في ذلك الحين "كريستين لاجارد" في أكتوبر/تشرين الأول 2017: "يجب إصلاح السقف حينما تكون الشمس مشرقة بدلاً من انتظار هطول الأمطار".

قد يهمك أيضًا:

أرامكو السعودية تُحقق ثلاثة أضعاف أرباح "أبل"

الإعلان عن مشروع غاز بين "نوفاتك" و"أرامكو" في القطب الشمالي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العريان يؤكد أن حظ الاقتصاد العالمي ربما ينتهي في 2020 العريان يؤكد أن حظ الاقتصاد العالمي ربما ينتهي في 2020



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon