قال بنك أوف أميركا ميريل لينش ، الجمعة، إن مؤشره لمعنويات السوق تراجع إلى مستوى بالغ التشاؤم حتى أنه أطلق إشارة شراء «مناقضة للرأي السائد» للأصول عالية المخاطر، مثل الأسهم، للمرة الأولى منذ يناير (كانون الثاني).
وقال محللو البنك إن مؤشره «الثور والدب» الذي يقيس معنويات السوق تراجع إلى 1.3. انخفاضا من 2.4 قبل أسبوع، مما نتج عنه تفعيل «إشارة شراء» للأصول عالية المخاطر.
وقال البنك إنه أكثر تفاؤلا هذا العام إزاء الأسهم والسلع الأولية بعد نزوح ضخم لأموال المستثمرين من تلك الأسواق ولأن البنوك المركزية تعمل على تيسير السياسة النقدية في مواجهة ذلك.
وقال المحللون بقيادة مايكل هارتنت في التقرير «حرب التجارة تسببت حتى الآن في أسعار فائدة أقل، لا في حدوث ركود».
تتزامن التوصية مع استمرار المستثمرين في بيع الأسهم وشراء السندات والذهب، اللذين يعتبران آمنين في أوقات المتاعب الاقتصادية والسياسية، وسط مخاوف بشأن توترات التجارة وتباطؤ اقتصادي عالمي.
وتدفقت سيولة بنحو 12.4 مليار دولار على صناديق السندات و1.9 مليار دولار على الذهب في الأسبوع المنتهي ، الأربعاء الماضي، حسبما ذكر البنك، نقلا عن بيانات إي.بي.إف.آر، ونزحت 7.6 مليار دولار أخرى عن الأسهم، ليصل الإجمالي منذ بداية العام إلى 204 مليارات دولار.
وقال المحللون إن تدفقات قياسية بلغت 160 مليار دولار على صناديق السندات في الأشهر الثلاثة المنقضية تكشف عن مخاوف عميقة من ركود عالمي. وقالوا إن أوروبا تبدو على نحو متزايد مثل اليابان، التي ما زالت تعاني من تضخم متدن بعد تباطؤ نتج عن انفجار فقاعة أصول في أوائل التسعينيات.
وسجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية أعلى مستوياتها في شهر أمس، وسط آمال بأن توترات التجارة بين واشنطن وبكين تنحسر، رغم أن أحدث دفعة من الرسوم الجمركية العقابية من المقرر فرضها على السلع الصينية غدا الأحد.
وفتحت الأسهم الأميركية مرتفعة على نطاق واسع أمس، مع ارتياح المستثمرين بفضل إشارات من تهدئة الحرب التجارية، مما قلل المخاوف من زيادة الأضرار الناجمة عن حربهما التجارية الممتدة والتي أرقت أسواق المال.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 114.14 نقطة بما يعادل 0.43 في المائة ليفتح عند 26476.39 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا 12.51 نقطة أو 0.43 في المائة ليسجل 2937.09 نقطة، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 41.76 نقطة أو 0.52 في المائة إلى 8015.16 نقطة.
يأتي هذا في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات من معهد التمويل الدولي يوم الخميس، أن المستثمرين سحبوا 13.8 مليار دولار من الأسواق الناشئة حتى الآن في أغسطس (آب) الجاري، وهو أكبر نزوح للأموال من تلك الأسواق منذ أن فاز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2016.
وقال المعهد: «الصراع التجاري مصحوبا بمخاوف متزايدة من تباطؤ عالمي كانا عاملين مساعدين في الارتداد الحالي للمحافظ الاستثمارية (من الأسواق الناشئة)».
وفي تحرك مفاجئ بعض الشيء اجتذبت الأسهم في الصين تدفقات بلغت 1.5 مليار دولار. لكن المخاوف المتزايدة من ركود عالمي والصراع التجاري المستمر منذ وقت طويل تسببا في نزوح 15.6 مليار دولار من الأسواق الناشئة، مع استبعاد الصين.
قد يهمك ايضا
البنك الدولي يؤكّد ارتفاع أسعار السلع الأولية عالميًا أكثر من المتوقع خلال 2018
الأسهم الاميركية تستهل التعاملات على ارتفاع بدعم من نتائج بنك أوف أميركا وجولدمان
أرسل تعليقك