أكد مجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الناجمة عن إندماج دوبال وإيمال للألومنيوم ستتمكن من إنتاج 2.5 مليون طن متري من الألمنيوم العام المقبل لتصبح خامس أكبر شركة ألمنيوم في العالم إنتاجاً.
ونوه المجلس في أحدث تقرير له بعنوان «خطة أبوظبي لنمو مستدام» على المزايا الكثيرة لإندماج مؤسسة دبي المحدودة للألمنيوم «دوبال» وشركة الإمارات للألمنيوم «إيمال» مؤكداً على أن هذا الاندماج يساعد على تعزيز دور الإمارات كلاعب رائد في صناعة الألمنيوم العالمية.
وذكر التقرير أن الشركة الجديدة ستستقطب بأصولها ورأسمالها البالغ 15 مليار دولار قاعدة ضخمة من العملاء تضم أكثر من 440 من المستخدمين النهائيين في 55 دولة في القارات الست.
ويأتي هذا الاندماج تتويجاً للعلاقات القوية التي طورت بالفعل بين الشركتين اللتين تعملان من خلال القطاع الصناعي على تعزيز دور الإمارات عالمياً وتطوير المزيد من خطط التوسع في مختلف مراحل السلسلة القيمية.
تأثيرات إيجابية
وأكد التقرير أن هذا الاندماج سيؤثر على الصناعات التحويلية والشركات المساعدة في الإمارات والمنطقة، حيث يمثل نمو الفرص في الصناعات التحويلية دائماً عنصراً مهماً في تطوير صناعة الألمنيوم في الإمارات.
خاصة وأن شركة إيمال تقع داخل كيزاد (منطقة خليفة الصناعية) التي تعد من كبرى المناطق الصناعية من نوعها في العالم، الأمر الذي من شأنه تعزيز فرص تطوير صناعات تحويلية جديدة، كما يتيح إنشاء طريق المعادن الساخنة نقل الألمنيوم المنصهر مباشرة إلى الشركات من دون الحاجة لإعادة الصهر.
وأوضح التقرير أن الشركة الجديدة الناجمة عن الاندماج ستوفر المزيد من الزخم لجهود التنويع الصناعي، وذلك نظراً لحجم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، حيث ستواصل جذب الصناعات التحويلية والشركات المساعدة المرتبطة بعملية صهر الألمنيوم وتكرير الألومينا، لتخلق بذلك المزيد من فرص العمل غير المباشرة، والتي تقدر بأن تصل إلى 25 ألف فرصة عمل بحلول عام 2020.
دور بارز للإمارات
وشدد التقرير على أن دولة الإمارات تقود الدور المتنامي لمجلس التعاون الخليجي كلاعب إقليمي بارز ضمن صناعة الألمنيوم العالمية، ومع الحاجة لخلق فرص عمل لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من الشباب ووجود احتياطيات غاز وفيرة لاستخدامها وقوداً لعمليات الصهر، يتوقع أن تتمكن دول مجلس التعاون الخليجي، التي كانت في الماضي تستورد مختلف احتياجاتها من الصناعات الاستراتيجية مثل الإسمنت والحديد والصلب من أوروبا ومناطق أخرى من العالم، من ترسيخ مكانتها كلاعب محوري في الصناعة العالمية في العقد المقبل.
قصة نجاح
ونقل التقرير عن خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة قوله إن تأسيس شركة الإمارات العالمية للألمنيوم يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، مشيراً إلى أن «قصة النجاح في قطاع صناعة الألمنيوم في الإمارات عززتها التكنولوجيا الوطنية التي ساهمت في هذه الصناعة واعتمدت عليها وتمت إدارتها بقيادة كوادر وطنية سيشرفون على نمو وتوسعة أعمال الشركة الجديدة محلياً وعالمياً».
كما نقل عن محمد إبراهيم الشيباني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية قوله إن الاندماج يعكس الإنجازات النوعية التي حققتها كل من إيمال ودوبال والاستراتيجية بعيدة المدى التي تعتمدها الإمارات في تنمية القطاع الصناعي، وستعمل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم على تكثيف جهودها لتطوير الكوادر المواطنة.
حيث ستوفر ألفي فرصة عمل مباشرة بحلول عام 2020 ستضاف إلى ما يزيد على 6200 وظيفة حالية، كما يتوقع إضافة ستة آلاف فرصة عمل غير مباشرة وتوظيف نحو 33 ألف شخص في قطاع صناعة الألمنيوم في الإمارات بحلول نهاية العقد الحالي.
صناعة خليجية استراتيجية
وأوضح التقرير أن صناعة الألمنيوم تشكل صناعة استراتيجية في منطقة الخليج منذ أكثر من أربعة عقود. حيث تأسست شركة ألمنيوم البحرين في عام 1971، وتبعها تأسيس دبي للألمنيوم بعد عقد من الزمن تقريباً. وأقيمت في العقد الماضي مصانع أخرى للألمنيوم في سلطنة عمان وقطر والسعودية، في توجه يؤكد عزم دول التعاون على أن تصبح قوة عالمية في صناعة الألمنيوم.
وذكر التقرير أن الإمارات تعد المساهم الرئيس في هذا المجال، حيث استأثرت وحدها بنسبة 46% من الطاقة الإنتاجية الإجمالية لدول مجلس التعاون الخليجي خلال هذا العام.
وقد أكد «الدليل التجاري لعام 2013» الصادر عن هيئة الخدمات التجارية الأميركية أنه «على الرغم من الأهمية المتواصلة لقطاع البترول في الإمارات ، إلا أن الإمارات تسعى بقوة لتنويع اقتصادها وتطوير القطاعات الصناعية والتجارية الجديدة فيها، حيث أصبحت الإمارات بالفعل منتجاً دولياً رئيساً للألمنيوم، كما بدأت مشاريع جديدة في قطاعات الطيران والدفاع»
تنويع اقتصادي
وتناول التقرير مزايا صناعة الألومنيوم في الإمارات، مؤكدا أن الدولة تتميز بضخ استثمارات مجمعة ضخمة في صناعة الألمنيوم، كما تتمتع بنهج يتسم بالانفتاح في مجال الأعمال، ما يوفر مزايا واضحة واستراتيجية في هذه الصناعة المهمة عالمياً، ومع الالتزام بأعلى معايير الإنتاج وخدمة العملاء، يمكن للدولة أن تلعب دوراً قيادياً على الساحة العالمية.
الموارد البشرية المواطنة
وأوضح التقرير أن شركة «إيمال» تؤمن بالاستثمار اليوم من أجل الغد، ويأتي تطوير مواردها البشرية في صدارة أولوياتها، ليس فقط لتلبية احتياجاتها لحالية من الكفاءات وإنما أيضاً لتلبية المتطلبات المستقبلية من هذه الكفاءات.
وفي إطار رؤيتها لأن تكون الشركة الأكثر جاذبية للعمل في الإمارات، تعمل الشركة دائماً على اجتذاب أفضل المواهب والكفاءات والحفاظ عليها. وقد تم تأسيس برنامج فلاح لتنمية الكفاءات بهدف تطوير قدرات المواطنين وتمكينهم من تحقيق التطور المهني المنشود ضمن مختلف المستويات الوظيفية.
وأكد التقرير أن الشركة تعمل بشكل وثيق مع الجامعات والكليات في الإمارات لبناء قاعدة معرفية وطنية وتحديد ودعم أفضل المواهب المحلية، ووقعت إيمال مذكرة تفاهم مع جامعة الشارقة لزيادة التعاون من خلال مركز إيمال للتميز. كما تدير إيمال أيضاً، برنامجاً للمنح الدراسية لمواطني الإمارات يدعمهم في دراساتهم ويوفر لهم فرص العمل بمجرد تخرجهم في الجامعة.
مشروع صناعي ضخم
وأكد التقرير أن شركة إيمال تعد واحدة من أكبر المشاريع الصناعية في الإمارات خارج نطاق قطاع النفط والغاز، وقد بوشر بتنفيذ المرحلة الأولى في ديسمبر 2009.
مساهمة فاعلة للمرأة
برز دور المهندسات المواطنات في المرحلة الثانية بشركة «إيمال» التي تم الانتهاء منها مؤخرا، وهو ما يجسد بشكل واضح المساهمة الفاعلة للمرأة في التقدم الاقتصادي للإمارات. كما أكد ذلك التزام إيمال بتمكين المرأة في القوة العاملة، وهو ما يعد هدفاً رئيسياً ضمن رؤية 2030، فمن المشتريات إلى هندسة خطوط الإنتاج، ظلت المهندسات والمديرات في إيمال يشكلن جزءاً لا يتجزأ من مسيرة نمو وتطور الشركة.
كما تعمل إيمال على تعظيم مشاركة المرأة في قوة العمل من خلال توفير فرص عمل متميزة وبرامج للتطوير الوظيفي وتشكل المهندسة الإماراتية التي قادت تشغيل أطول خط للإنتاج في العالم وزميلتها التي تولت دوراً قيادياً في تصميم وتنفيذ المرحلة الثانية دلالة واضحة على التزام إيمال الراسخ في هذا المجال.
أرسل تعليقك