أعلنت شركة فيات، وينوب عنها شركة النيل الهندسية، رعايتها، لمشروع “MIN” الذي تنفذه البعثة الإيطالية الأسبانية للتنقيب عن الآثار في منطقة الشيخ عبده القرنة غرب محافظة الأقصر، وذلك بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية والتي ناب عنها بالحضور رئيس قطاع الآثار المصرية الدكتور يوسف خليفة.
جاء ذلك في احتفالية، نظّمتها الشركة في مقر السفير الإيطالي ظهر اليوم لتسليم البعثة، عن طريق المؤسسة الإيطالية للتنمية والحفاظ على التراث، شيك بقيمة الدعم لأحد أكبر مشاريع التنقيب عن الآثار ودراسة النقوش وتوثيق العمارة في عدد من مقابر طيبة غرب الأقصر، والمقرر استئنافه في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة فيات كرايسلر مصر ماتشي راتينسكي، أنَّ شركة فيات تعتبر أنَّ السياحة هي العمود الفقري للاقتصاد المصري، كما أنَّ الاستثمار هو قاطرة التنمية، مضيفًا: قرار الشركة أولًا بالتوسع في نشاطاتها الاستثمارية داخل مصر من خلال انطلاقة جديدة للشركة في السوق المصري، وثانيًا بدعم المشاريع التي ستحقق إنجازات غير مسبوقة تخدم السياحة المصرية في عدة محاور لتنطلق منها لآفاق جديدة.
وأكد راتينسكي أنَّ "فيات" تدين دائمًا بالولاء للأسرة المصرية، فعلى مدار أكثر من 60 عامًا، كانت الشركة دائمًا موجودة في كل بيت مصري، وخلال الفترة المقبلة ستكون الأكثر ثقة وأمانًاً لكل أسرة مصرية، وستكون عونًا للمصريين في مشاريعهم الكبرى.
بدوره، أشار العضو المنتدب لشركة النيل الهندسية المهندس هشام الطيبي، إلى أنَّ قرار رعاية البعثة الأثرية في مصر أتُخذ ليساعد خبراء الآثار من استكمال مهمتهم التي بدؤوها عام 2013 وتهدف إلى اكتشاف مواقع أثرية جديدة غرب الأقصر ستكون حديث العالم خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الطيبي في كلمته أنَّ شركة النيل الهندسية، مع شركاء نجاحها، شركة فيات، عازمون على استكمال مهمتهم التاريخية في تقديم الدعم لمختلف الأنشطة التي تساعد على تحقيق تنمية حقيقية يستفيد منها الشعب المصري، موضحًا أنَّ الشركة تعي تمامًا مسئوليتها المجتمعية تجاه مصر وطنًا وشعبًا.
ومن جانبه، رحّب سفير ايطاليا ماوريتزيو ماساري بالحضور وأشاد بالمبادرة التي قدمتها شركة فيات وشركة النيل الهندسية، مشيرًا إلى عمق العلاقات بين الشعب المصري والشعب الإيطالي والممتدة لعدة قرون.
كما أكد سفير أسبانيا أرتورو أفيللو، أنَّ شركة فيات قدمت نموذجًا فريدًا في المسؤولية المجتمعية للشركات، حيث قرَّرت دعم هذا المشروع الأثري الضخم الذي من المنتظر أن يحقق نتائج غير مسبوقة لتعطي دفعة جديدة للسياحة المصرية.
يُذكر أن المشروع، الملقب بمشروع “MIN”، الذي تنفذه البعثة الإيطالية الأسبانية للتنقيب عن الآثار في منطقة الشيخ عبده القرنة غرب محافظة الأقصر، قد بدأ في عام 2013 بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية، ويتمثل في التنقيب في المقبرة رقم (TT109) وامتدادها، والمقبرة (كامب 327).
وخلال هذا العام، استطاع الفريق الأثري، المكون من الإيطالية إيريني مورفيني والأسبانية ميلا آلفاريز سوسا وخبراء الآثار من شباب المصريين، من التوصل الى اكتشافات أثرية مهمة كانت محور اهتمام وظهور في الصحف الرئيسية والمرئية في جميع أنحاء العالم، حيث أعلنت وزارة الآثار أنَّ فريق العمل تمكن من اكتشاف مقبرة جديدة يعود تاريخها إلى ما قبل 3500 سنة، وتنتمي إلى مسئول حكومي كبير في عهد الأسرة الثامن عشر وهذه الاكتشافات هي ما شجعت فريق البعثة من أن تستأنف
العمل في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل لما يتوقعونه من المزيد من الاكتشافات.
وعرضت الإيطالية إيريني مورفيني، شرحًا كاملًا عن مشروع “MIN”، موضحة أنَّ الغرض الرئيسي منه هو نسخ ودراسة النقوش والمشاهد وتوثيق العمارة، فضلًا عن التنقيب والحفاظ على هيكل المقابر وزخارف الجدران وإعداد النصب لفتحها للجمهور في المستقبل، وذلك باستخدام فرق متخصصة من الخبراء في مختلف التخصصات من ضمنهم: علماء المصريات، وعلماء الآثار، والمصورين، والمساحين، وعلماء النبات، والجيولوجيين، وخبراء الترميم، والمعماريين، والفنانين، وغيرهم..
وأضافت أنَّ جزء من عمل البعثة الأثرية هو نشر أنشطة المشروع من خلال المؤتمرات والمعارض والدورات والمنشورات بلغات مختلفة وعرضها في بلدان مختلفة منها إيطاليا وهولندا وإسبانيا وغيرهم، والتي سيكون لها آثار إيجابية مباشرة في إنعاش وتعزيز السياحة في مصر.
أرسل تعليقك