قال أونغوس هيجارتي رئيس شركة ديل العملاقة للحواسيب في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إن الإمارات تستأثر بحوالي 35% من حجم أعمال وعوائد شركة «ديل» الأميركية العالمية في الشرق الأوسط، ومتوقعاً نمو أعمال «ديل» في الإمارات والمنطقة بنسبة 30% في ما يتعلق بخدمات أجهزة الخوادم العام المقبل.
وأشار هيجارتي إلى أن «ديل» التي اختارت دبي مقرها الأول لتوفير حلول التقنية في المنطقة، وأن الشركة ستستمر في تعزيز وتوسيع أعمالها في منطقة الشرق الأوسط بمعدّلات كبيرة، مضيفاً: «نتوقع ارتفاع حجم الاستثمار التقني في الدولة التي نعتبرها من أوائل الدول من حيث التطور التقني في الشرق الأوسط.»
كما أن مركز «حلول التقنية» الجديد الذي افتتحناه في دبي في الشهور التسعة الماضية يسمح لنا ببناء حلول وقدرات عالمية في الدولة.
وأضاف هيجارتي خلال تصريحاته للبيان الاقتصادي على هامش مؤتمر «ديل» السنوي السادس لحلول الشركاء المباشر الذي انطلق مؤخراً في العاصمة البلجيكية بروكسل: «نتوقع أن تزيد المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة استثماراتها في التكنولوجيا وذلك لتوسيع عملياتها والاستفادة من انتعاش وتيرة الاقتصاد في الدولة في الوقت الراهن.
وفرص فوز دبي باستضافة إكسبو 2020، وأفاد أن الاستفادة من المنتجات والخدمات الجديدة يتطلب من الشركات - ومن ضمنها البنوك والمؤسسات المالية - أن تقوم بإعادة تأسيس نشاطاتها الأساسية على تكنولوجيا المعلومات.
وأضاف هيجارتي تقابلت خلال زيارتي إلى دبي وأبوظبي مع عدد من العملاء الذين تحدثوا عن ضرورة تحديث أنظمة تقنية المعلومات في شركاتهم بصورة دورية تستغرق أربع سنوات تقريباً .
لافتاً إلى أن رأس المال التشغيلي القوي المتوفر في الشركات تساعدها في الاستثمار وتعطيها أفضلية الاستثمار في التقنيات الحديثة لتطوير أعمالها بالمقارنة مع العديد من الشركات في أوروبا الغربية التي تعاني من مشكلة تمويل مع البنوك، ونحن ننظر إلى الإمارات من حيث إنها سعت وتسعى دائماً لتبني أحدث التقنيات وحلول «مركز البيانات».
وأضاف إن أحد أهم الدروس التي أنتجتها الأزمة المالية العالمية الأخيرة هو أن تقنية المعلومات في البنوك وهندسة البيانات فيها كانت غير ملائمة لدعم إدارات المخاطر المالية.
فاxلعديد من البنوك افتقرت القدرة على إدارة المخاطر بشكل صحيح بسبب ضعف قدرات تجميع بيانات المخاطر وممارسات الإبلاغ عن المخاطر بعض البنوك، وكان لهذا عواقب وخيمة على البنوك نفسها واستقرار النظام المالي كله.
ونوّه هيجارتي بمدى تقدم التقنيات في بنوك الدولة بالمقارنة مع أسواق عالمية، وعبر عن اعتقاده بأن غالبية البنوك في الدولة على درجة عالية من التنظيم والأتمتة مقارنة مع البنوك المحلية والدولية الأخرى في المنطقة.
وأشار إلى أن «ديل» تشجع الشركات على الانتقال التدريجي نحو الحوسبة السحابية، التي تقسم بدورها إلى قسمين: حوسبة سحابية عامة بمعنى أنها تقدم خدماتها للافراد والشركات الأخرى مقابل تحصيل رسوم شهرية أو سنوية، وحوسبة سحابية خاصة للحكومات وتقتصر على موظفي تلك المؤسسات الحكومية وتحتاج إلى اذن دخول ولا تمنح الموظف الوصول الكامل إلى المعلومات الموجودة بل يكون بمقدوره فقط تلقي المعلومات.
أربعة متغيرات
وتحدث الملياردير ديل المولود عام 1965 والذي يعتبر أصغر المديرين التنفيذيين في قائمة أثرى 500 شخص في العالم عن استراتيجية السحابة ومراكز البيانات في الشركة والتي يرسم خارطتها في هذه الآونة عملاء الشركة حول العالم خلال السنوات القادمة، من خلال أربعة متغيرات ضرورية رئيسية وهي التحول إلى السحابة.
وتعزيز وصول العميل إلى بياناته في أي وقت وأي مكان، وتوفير المعلومات اللازمة للعملاء لتمكينهم من رفع كفاءة أعمالهم بالإضافة إلى الحماية التي قال إنها في صميم استراتيجية «ديل» المتعلقة بمراكز البيانات والسحابة.
وأشار إلى أن الشركة ستركز جهودها نحو تمكين عملائها من التعامل مع تحديات أمن المعلومات والبنى التحتية المعرفة بالبرمجيات، والبيانات الضخمة بالإضافة إلى الإنترنت الشاملة.
وقال ديل الذي اختارته جريدة فايننشال تايمز كرابع أفضل قائد على مستوى العالم أن أمن وحماية المعلومات هو «أولوية قصوى» بالنسبة للشركة التي تشكل شركات حماية الملومات الغالبية الكبرى من عمليات الاستحواذ التي قامت بها خلال السنوات الخمس الماضية وعددها 40.
خوادم الجيل 13
أطلقت «ديل» خلال مؤتمرها السنوي السادس لحلول الشركاء المباشر في بروكسل، الجيل الثالث عشر من نظم الخوادم الأكثر تقدماً المصممة لتلبية احتياجات الشركات المتفاوتة من الحوسبة الفائقة تشمل خوادم Dell PowerEdge التي تُعَدُّ الأكثر تقدماً على الإطلاق وتتسم بسهولة استخدامها لتمكين الشركات حول العالم من تلبية ومواكبة متطلبات النطاق العريض من تطبيقات الحَوْسَبَة الناشئة.
وتتضمَّن المجموعة الأولى من خوادم Dell PowerEdge ثلاثة خوادم هيPowerEdge R730xd و R730 وR630 بالإضافة إلى الطراز M630 من خوادم بليد والطراز T630 من الخوادم البرجية، وجميعها مزوَّدة بأحدث جيل من معالِجات Intel® Xeon® processor E5-2600 v3.
وباقترانها بحزمة متكاملة من حلول البنية التحتية المؤسسية وبرمجيات وخدمات Dell تعزز خوادم Dell PowerEdge الجديدة الفاعلية والمرونة التشغيليتين على مستويات التدرجية المختلفة وللتطبيقات والبيئات ذات المتطلبات الاستثنائية.
86 صحافياً يحضرون مؤتمر «ديل»
حضر المؤتمر نحو 130 من من كبار شركاء «ديل» للاحتفال بالنمو المتواصل لبرنامج الشريك المباشر، بالإضافة إلى 86 صحافياً من منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وتملك «ديل» حالياً نحو 158 شريك رفيع المستوى في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بنسبة نمو 33% خلال العام الفائت.
وخلال المؤتمر، قدمت «ديل» جوائزها لـ9 شركاء مفضلين ورئيسيين في مختلف أنحاء أوروبا والشرق الأوسط ممن أظهروا حلولاً ممتازة فيما يخص العملاء والنمو الكبير خلال عام 2014.
وكانت «سوفت كات» قد تلقت جائزة «الشريك الأوروبي للعام» نظراً لتوافقها الدائم مع «ديل». ونالت «سوفت كات» أيضاً للعام التالي على التوالي لقب «شريك المملكة المتحدة للعام».
وقد تم إنشاء هذه الجائزة لتقدير الشركاء الذين أظهروا التزاما خاصا لـ«ديل» والذين استطاعوا توسيع أعمالهم بنجاح نتيجة لذلك.
أداء قنوات التوزيع
قال مايكل ديل الرئيس التنفيذي لشركة «ديل» العملاقة للحواسيب إن حجم نشاط قنوات التوزيع عبر شركاء الشركة يبلغ اليوم 20 مليار دولار وهو ثالث أكبر مصدر لعوائدها، وتعتبر «ديل» واحدة بين ثلاث أكبر شركات عملاقة في مجال صناعة الحاسب الشخصي في العالم وأكثرها حصة في الأسواق.
وأضاف ديل خلال مؤتمر «ديل» السنوي السادس لحلول الشركاء المباشر الذي انطلق مؤخراً في العاصمة البلجيكية بروكسل، أن عدد موزعي ديل في العالم يصل اليوم إلى أكثر من 167 ألف شريك، سيترقى 4,255 منهم إلى «شركاء أساسيين» بنهاية العام الحالي، لافتاً إلى أن عوائد مبيعات حلول الحوسبة السحابية في الشركة ارتفعت بمقدار 34%.
البنوك أكثر حذراً من السحابة
قال خبراء التقنية في "ديل" خلال إحدى ورش العمل التي تزامنت مع المؤتمر وناقشت واقع ومستقبل الحوسبة السحابية، إن البنوك والمؤسسات المالية تعتبر من أكثر الشركات حذراً حيال تبني حلول السحابة وذلك لوجود مخاوف تتعلق بأمن معلومات البنوك وافتقار الضوابط.
بالإضافة إلى وجود مخاوف من أن السحابة قد تؤدي إلى تآكل نفوذ مديري التقنية في المؤسسات والبنوك، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن استثمار البنوك في حلول السحابة يساعد البنوك بشكل كبير في التكيف بمرونة مع المتغيرات السريعة التي يشهدها قطاع المال والبنوك.
ولفت الخبراء إلى أن التحدي الأكبر في تحول البنوك نحو السحابة يتمثل في مدى إمكانية توفير حلول الحوسبة السحابية بتكلفة معقولة.
ومع ذلك، اتفق الخبراء على أنه أصبح من الواضح بشكل متزايد أن السحابة توفر العديد من المزايا للبنوك، حيث إن تخليص مدفوعات البنوك تتم في السحابة، فالعديد من البنوك تستأجر من شركات خدمات استضافة الصيرفة الالكترونية وتخليص مدفوعات بطاقات الائتمان، وهذه بدورها تستخدم السحابة، مشيرين إلى أن المشكلة تتعلق في قلة الوعي بشأن كيفية عمل السحابة.
وقال جورج ريس المدير التنفيذي لحلول "ديل" خلال الجلسة إن سبب تردد البنوك في استخدام الحــوسبة السحابية للمدفوعات يعود إلى الارتباط القوي بالبنى التقنية التقليدية في العديد من المؤسسات، وهو سبب ابتعاد الكثير منهم عن السحابة، كما أن المخاوف التنظيمية والأمنية، وطبيعة المخاطر من الخدمات المالية، تلعب أيضاً دوراً في ذلك.
مزايا
وفي الوقت الذي يمكن أن يوصف توجّه البنوك نحو السحابة بالخطوة الجريئة، إلا أن الخبراء أشاروا إلى أن هناك العديد من الحوافز والمزايا لتحول البنوك نحو السحابة. أولاً، هناك جانب توفير الكلفة مضيفا إن أنظمة المدفوعات تكلف البنوك نحو ثلث انفاقهم على تكنولوجيا المعلومات.
كما أن السحابة تسمح للبنوك بإجراء تحليل في الوقت المباشر لمدفوعات العملاء، وهو ما يمكن أن يغير قواعد اللعبة. ومن مزايا السحابة كذلك، هي رفع مستوى تنافسية البنوك أمام شركات المدفوعات الجديدة التي تزيد حصتها في نشاط المدفوعات بشكل مطرد.
وأضاف ريس: "حين لا يوجد سحابة فأرباح المدفوعات تكون من نصيب البنك وشركة حلول المدفوعات، ولكن في عالم السحابة يمكن أن يكون العديد من الشركات المختلفة وتجزئة لسلسلة القيمة، على غرار ما حدث في صناعة الموسيقى وغيرها من الصناعات، حيث يمكن للبائعين المتخصصين الاستحواذ على جزء من سلسلة التوريد، ولأن تلك الخدمات يتم استضافتها من بعيد، فيمكن القيام بها بطرق فائقة بالمقارنة مع الماضي".
وفي الختام اتفق المجتمعون على أن البنوك ستقوم بتبني حلول المدفوعات القائم على السحابة ونظم الحوسبة السحابية في نهاية المطاف وذلك بسبب ما تعد به السحابة من توفير للتكلفة التشغيلية والكفاءة والمرونة، ولكن من دون توقع الفترة الزمنية التي يمكن أن يحدث خلالها ذلك التحول نظرا للطبيعة الحذرة المعروفة للخدمات المالية.
حلول السحابة
قال أونغوس هيجارتي أن أحد أهم العوامل التي تدفع الطلب على السحابة هو النمو الهائل للبيانات، مشيراً إلى أنه بحلول 2015 سيتضاعف حجم البيانات الجديدة والمنسوخة بمقدار أربعة أضعاف في العالم بحسب دراسة قامت بها شركة «سينشري لينك».
ولفت إلى أن السحابة توفر الوصول الآمن والفعال لتلك الكميات الضخمة من البيانات. وأضاف: «تساعد منهجية الحلول الشاملة والمترابطة، التي تبدأ من الأجهزة الطرفية مروراً بمراكز البيانات وانتهاءً بالسحابة، على حل أعقد التحديات الأمنية والامتثال التي نواجهها في الوقت الراهن.
أرسل تعليقك