نيويورك ـ أ ف ب
أقالت شركة «نايكي» الأميركية للتجهيزات الرياضية، مسؤولين إضافيين في محاولة لمعالجتها ثقافة مكان العمل الذي يشوبه التنمر والتحرش وصعوبة في الترقية، ما أحرج علامة تجارية ربطت اسمها بالمساواة.
وأكدت متحدثة باسم الشركة الإقالات الأخيرة التي تتضمن 5 مسؤولين كبار من بينهم امرأة، ما رفع إجمالي المطرودين إلى 11 شخصًا، بينهم الرئيس السابق الأفريقي-الأميركي تريفور إدواردز الذي كان مرشحاً لشغل منصب رئيس مجلس الإدارة بدلاً من الحالي مارك باركر.
وقال الدكتور جاري نايمي الذي انشأ معهداً متخصصاً حول مساوئ مكان العمل «تكمن المشكلة العامة في التنمر أو السلوك المسيء في مكان العمل إلى التجاهل متعلق بالجنس ولون البشرة».
ورحل المسؤولون، بحسب مصدر قريب من الملف، نتيجة خلاصات أولية لتحقيق داخلي أطلق في مارس، علما أن لـ«نايكي» لائحة في نظامها تهدف إلى مكافحة التحرش.
وكان إدورادز الذي أمضى أكثر من 25 عاماً في نايكي، معروفاً بإهانة مرؤوسيه خلال الاجتماعات العامة. بدأ كل شيء عندما طفح كيل مجموعة من الموظفين، عمموا استطلاعاً داخلياً يكشف عن الإساءات وعدم المساواة في مسار الترقيات. وشجب الاستطلاع الذي جمع شهادات الموظفين، جمود إدارة الموارد البشرية وثقافة «الذكورية».
وأخبرت إحدى الموظفات صحيفة «نيويورك تايمز» أن مديرها وصفها بـ»الساقطة الغبية» لكن لم تتم معاقبته برغم إبلاغها الحادث إلى الموارد البشرية. ورفضت «نايكي» التعليق.
ولا يزال التأثر المالي ضئيلا في الوقت الراهن، إذ لم يتأثر سهم الشركة في البورصة. ويرى فيكتور أهلواليا الخبير في شركة «سي إف آر إي» للأبحاث إنه «من الممكن رؤية تأثيرات على المبيعات على المدى القصير». كما قال سام بوزر المحلل لدى مجموعة «سوسكيهانا» المالية، إن العلامة يجب أن تجد مواهب جديدة لكن «ذلك لن يكون سهلا».
ولم يعبر أي من سفراء نايكي المرموقين عن رأيه في الموضوع، على غرار بطلتي كرة المضرب الأميركية سيرينا ويليامز والروسية ماريا شارابوفا أو لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وتعد هذه الحالة بمثابة نكسة لـ «نايكي» التي بلغت عائداتها السنوية 34.4 مليار دولار في 2017 ويفترض أن شعارها «جاست دو ايت» (قم بذلك) حث ملايين الشباب حول العالم على مطاردة أحلامهم برغم المحن.
كما أعدت الشركة المصنعة للتجهيزات الرياضية لنفسها صورة ««هادئة»، تقدمية ومدافعة عن قيم المساواة والعدالة، حسب ما ظهر في حملتها في فبراير الماضي.
وتلقت الإدارة أكثر من 43 ألف رد على استبيانها وبدأت في إجراء التغييرات. وقامت أخيراً بترقية سيدتين إلى منصبين رفيعين، هما، إيمي مونتاني وكيلي ليونارد التي تمت ترقيتها إلى منصب رئيس التنوع والدمج.
وعبر دايفيد يامادا استاذ قانون العمل في جامعة سوفولك في بوسطن عن تقديره لرحيل المسؤولين واصفا إياه بأنه يمثل تحدياً كبيراً في نهج الإدارة ويظهر تغييراً في الممارسات، «لكن من المبكر تأكيد ذلك».
أرسل تعليقك