توقع اثنان من القائمين على صناعة وتجارة حديد التسليح فى الأسواق المحلية، تراجع تكلفة إنتاج طن حديد التسليح، بما لا يقل عن 3 آلاف جنيه، إذا تم تنفيذ قرارات وزارة المالية بشأن إنهاء أزمة البضائع المكدسة بالموانئ المصرية، موضحين أن هناك تراجعا فى أسعار الخامات بالبورصات العالمية لكن تكدس الشحنات فى الجمارك، أدى إلى قلة المعروض وارتفاع التكلفة بسبب الغرامات والأرضيات التى تدفع لشركات الملاحة ما حرم السوق المحلية من الاستفادة من هذا الهبوط العالمى. قال أيمن هيكل، المدير التنفيذى لمجموعة العلا للصلب، إن ارتفاع سعر صرف الدولار والتأخر فى تدبير الاعتمادات المستندية، منعا السوق المحلية من الاستفادة من انهيار أسعار الخامات عالميا على مدار الشهرين الماضيين.
وأشار إلى أن هناك تراجعا كبيرا فى أسعار الخامات عالميا، حيث هبط البليت إلى 525 دولارا للطن فى نهاية أغسطس الجارى، مقارنة بـ680 دولارا بنهاية يوليو الماضى، وبعدما تجاوز 820 دولارا فى مارس، بعد أيام من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مضيفا أن أسعار «الخردة» شهدت تراجعا كبيرا هى الأخرى لتتراوح بين 380 و400 دولارا للطن فى نهاية الشهر الجارى، بعد أن تجاوزت الـ 620 دولارا الأشهر الماضية.
وأوضح هيكل، أن الشهر المنقضى شهد انخفاضا كبيرا مقارنة بشهر يوليو السابق، ورغم ذلك زادت أسعار حديد التسليح محليا من قبل بعض الشركات، مرجعا ذلك إلى احتجاز البضائع فى الموانئ وارتفاع تكلفة المنتج نتيجة دفع أرضيات وغرامات لشركات الملاحة، بالإضافة إلى أن تلك الاحتجاز أدى إلى قلة المعروض بنسبة كبيرة فى السوق المحلية وهذا ما أدى إلى زيادة الضغط على الأسعار.
وأضاف هيكل أن تكلفة البليت المستورد وصلت إلى 16 و17 ألف جنيه للطن، فى حين أن سعر تكلفة استيراده الطبيعية ومع ارتفاع سعر الصرف تقدر بنحو 12 و13 ألف جنيه، وذلك السعر بعد احتساب نولون الشحن.
وأشاد هيكل بالقرارات الاستثنائية التى أصدرتها وزارة المالية قبل أيام، مضيفا أنه حتى الآن لم نشهد أى انفراجة فى الإفراج عن الواردات، قائلا «إذا تم تنفيذ قرارات وزارة المالية بشكل سريع ستنخفض تكلفة إنتاج الحديد بنحو 3 آلاف جنيه فى الطن، بشرط ثبات الأسعار العالمية على نفس المستوى».
كان محمد معيط، وزير المالية، أصدر الثلاثاء الماضى، حزمة من الإجراءات الاستثنائية لتيسير الإفراج عن الواردات، وتخفيف الأعباء عن المستثمرين، والمستوردين، فى مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، على نحو يُسهم فى خفض أعباء الأرضيات والغرامات، ومن ثم تقليل تكاليف السلع على المواطنين.
ومن أهم تلك القرارات، وقف تحصيل الغرامات الجمركية من المتأخرين فى إنهاء الإجراءات الجمركية بسبب المستندات المطلوبة من الجهات ذات الصلة، وتقليل تكاليف السلع بخفض أعباء الأرضيات والغرامات خلال الأيام المقبلة، والإفراج خلال أيام عن أى شحنات أنهت الإجراءات الجمركية وتنتظر نموذج تمويل الواردات «نموذج ٤» بالتنسيق مع «المركزى» و«التجارة والصناعة».
من جانبه يرى المهندس أحمد الزينى، رئيس شعبة مواد البناء بغرفة القاهرة التجارية، أن هذه القرارات ستساهم فى إحداث وفرة فى المعروض من جميع السلع وليس خامات الحديد فقط، مطالبا بسرعة تنفيذها لكى تنخفض الأسعار بشكل عام للمستهلك النهائى.
وأضاف الزينى، أن أسعار الخامات العالمية المستخدمة فى صناعة حديد التسليح مثل «البليت والخردة»، تراجعت خلال الشهرين الماضيين إلى مستويات ما قبل الحرب، ورغم ذلك تم تثبيت سعر حديد التسليح محليا فى بعض المصانع وزيادة السعر من المصانع الأخرى، على مدار شهرى يوليو وأغسطس من العام الجارى.
وأرجع ذلك إلى أن قلة المعروض من الخامات نتيجة تعطل الحركة الاستيرادية، ما أدى لارتفاع الأسعار محليا، وعدم الاستفادة من هبوط الأسعار العالمية، مضيفا أن هناك أرضيات وغرامات يتم دفعها بالدولار فى ظل ارتفاع سعر الصرف ما أدى إلى ارتفاع تكلفة استيراد طن البليت التى تجاوزت 16 ألف جنيه، فى الوقت الذى يسجل فيه البليت عالميا نحو 11 ألف جنيه فى الطن، بدون احتساب تكاليف الشحن والتأمين على البضاعة.
وقال الزينى، إن الإفراج عن الخامات حاليا سيؤدى إلى تراجع الأسعار فى الفترة المقبلة، لكن تساءل «ماذا عن الخامات التى سيتم استيرادها مستقبلا؟»، موضحا أن الشحنات المقبلة إذا واجهت نفس المصير وهذا التأخير قبل أن يفرج عنها، سيعاد نفس السيناريو من ارتفاع الأسعار وتوقف العديد من المصانع مرة خرى. ولفت إلى أن التيسيرات فى الإفراج عن الواردات ستؤدى إلى هبوط تكلفة إنتاج طن حديد التسليح بما يتراوح بين 2 و3 آلاف جنيه بشرط استقرار الأسعار العالمية الحالية، وثبات سعر الصرف الذى سجل فى نهاية أغسطس المنقضى 19.27 جنيه، مضيفا أن التكلفة يجب أن يتم حسابها أسبوعيا نظرا لعدم استقرار الأسواق العالمية والمحلية أيضا. وبحسب الزينى، تتراوح أسعار حديد التسليح بين 17500 و17900 جنيه للطن، ويتراوح للمستهلك بين 17800 و18200 جنيه.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تذبذب في أسعار الحديد واستقرار في الأسمنت بالسوق المصري
ارتفاع أسعار الحديد 400 جنيه للطن بسبب نقص استيراد البيلت في مصر
أرسل تعليقك