توقيت القاهرة المحلي 15:05:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاقتصاد العالمي يستعد لتلقي ضربة من سلاسل التوريد

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الاقتصاد العالمي يستعد لتلقي ضربة من سلاسل التوريد

الاقتصاد العالمي
القاهرة - مصر اليوم

يوشك الاقتصاد العالمي - الذي يعاني بالفعل من الحرب في أوكرانيا ويهدده الركود التضخمي - على مواجهة اضطراب أكبر، إذ تكافح الصين لاحتواء أسوأ تفشٍ لفيروس كوفيد منذ ظهور الوباء، بحسب ما أفادت به بلومبرج.منذ تفشي ووهان قبل عامين، حققت الصين نجاحاً نسبياً في تقليل الاضطرابات من خلال السيطرة على حالات الإصابة بالفيروس بسرعة، أما الآن، فيمثل الانتشار الجغرافي والعدوى العالية لمتحور "أوميكرون" تحدياً لإستراتيجية الوباء المتشددة المتمثلة في إجراء اختبارات صارمة وإغلاق مدن أو مقاطعات بأكملها.

وإذا فشلت الصين في احتواء انتشار "أوميكرون"، ستعرقل القيود الإضافية على الحركة بداية الاقتصاد الواعدة للعام الجاري، وهو ما يضعف بدوره ركيزة أساسية لنمو العالم، وباعتبار الدولة المصنع الفعلي للعالم، فإن أي اضطرابات في الصادرات قد تقود إلى نقص، يمكن أن تؤدي أيضاً إلى ارتفاع التضخم على المستوى العالمي، بالتزامن مع بدء البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة، مثل الاحتياطي الفيدرالي المتوقع المنتظر له أن يتحرك اليوم الأربعاء.

قال جاي برايسون، كبير الاقتصاديين في "ويلز فارغو آند كو": "ستأخذ جميع قصاصات الورق تلك وتجمعهم مع بعضهم بعضاً، حينها سيكون بإمكانك رؤية تباطؤ حاد محتمل للاقتصاد العالمي".

يعتمد الكثير على مدى سرعة الصين في احتواء الفيروس، حيث أبلغت الدولة عن أكثر من 5000 حالة إصابة جديدة أمس الإثنين للمرة الأولى منذ أولى أيام الوباء، ورغم أن التفشي يعتبر طفيفاً وفقاً للمعايير العالمية، إلا أنه دفع المسؤولين إلى إغلاق المزيد من المدن ومنع أكثر من 45 مليون شخص من مغادرة منازلهم.

شينزين

وفُرض الإغلاق على سكان شينزين البالغ عددهم 17.5 مليون نسمة يوم الأحد لمدة أسبوع على الأقل، وتقع المدينة في مقاطعة قوانغدونغ، مركز التصنيع القوي، والتي يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 1.96 تريليون دولار، أي ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا وكوريا الجنوبية، وتشكل 11% من اقتصاد الصين، وفقاً لـ"بلومبرغ إيكونوميكس".

وشكّلت صادرات قوانغدونغ في 2021 والبالغة قيمتها 795 مليار دولار 23% من شحنات الصين في ذلك العام، أي أكثر من أي مقاطعة أخرى.

وتحذر "بلومبرغ إيكونوميكس" من أن القيود في شينزين يمكن أن تلحق أقوى ضربة مرتبطة بالفيروس للنمو منذ الإغلاق على مستوى البلاد في عام 2020، وتهدد أيضاً بإرسال صدمات الإمدادات إلى جميع أنحاء العالم، و خفّض "مورغان ستانلي" توقعاته للنمو العام الجاري إلى 5.1%، أي أقل من هدف الحكومة البالغ حوالي 5.5%.

رأي "بلومبرج إيكونوميكس"

قالت تشانغ تشو، كبيرة اقتصاديي منطقة آسيا، "ستوجه الإجراءات القوية لاحتواء أسوأ تفشي لـ"كوفيد 19" منذ أوائل مارس ضربة مباشرة لجانبي الإنتاج والاستهلاك في مقاطعة تشكل 11% من الناتج المحلي الإجمالي، ولم تمس الخطوات السابقة لاحتواء موجات تفشي الفيروس أغلب قطاع التصنيع، لكن سيضرب الإغلاق الحالي الناتج في صناعات رئيسية مثل التكنولوجيا والآلات التي تغذي سلاسل الإمداد العالمية".

طُلب أول أمس الإثنين من سكان مقاطعة جيلين الشمالية الشرقية عدم المغادرة أو السفر، وتعد المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة موطناً لمدينة تشانغتشون، وهي مركز صناعي يضم حوالي 9 ملايين نسمة والتي شكلت حوالي 11% من إجمالي إنتاج الصين السنوي من السيارات في عام 2020.

تعهدت بكين بتقليص تأثير قيود الفيروس على الاقتصاد عبر جعلها موجهة أكثر وأقصر.

قالت شينزين - التي تهدف إلى إنهاء إغلاقها في غضون أسبوع ستفحص خلاله جميع السكان ثلاث مرات - ومركز التصدير في دونغقوان إن المصانع خارج المناطق الأكثر خطورة يمكن أن تواصل العمل، إذا حافظت على سلامة الموظفين عبر اختبارات منتظمة.

إغلاق المصانع

مع ذلك، بدأ الضرر يلحق بالمصنعين الذين كانوا يشكون بالفعل من ارتفاع التكاليف بسبب حرب أوكرانيا.

قالت موردة "أبل" الرئيسية، "هون هاي بريسيجن اندستري" (Hon Hai Precision Industry)، إنها ستوقف الإنتاج في مواقعها في شينزين، لتنضم بذلك لصناع السيارات العالميين مثل "فولكس واغن"، و"تويوتا"، واللتان أوقفتا بعض عملياتهما في المقاطعة الشمالية جيلين.

تقول تولي ماكالي، مديرة منطقة آسيا والمحيط الهادي في "سكوتيا بنك": "بالنظر إلى أن الصين مركز تصنيع عالمي رئيسي وواحدة من أهم الروابط في سلاسل التوريد العالمية، قد يكون لسياسة كوفيد في البلاد آثاراً غير مباشرة ملحوظة على نشاط شركائها التجاريين والاقتصاد العالمي".

أظهرت بيانات اليوم الثلاثاء أن الاقتصاد الصيني قد حقق انتعاشاً قوياً في يناير وفبراير، بدفع من التحسن القوي في إنفاق الأسر، بجانب استثمارات الشركات المملوكة للدولة.

لكن حذر الاقتصاديون من أن هذه القراءات أصبحت جزء من الماضي، بالنظر إلى التطورات المشهودة منذ نهاية فبراير، وقال المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاء، فو لينغوي، اليوم الثلاثاء، إن الإغلاق وكذلك الضغط من ارتفاع التكاليف والاضطراب المحتمل قد يؤثر على النمو.

تأثر سلاسل التوريد

بدأ تزايد الازدحام في بعض الموانئ الصينية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار شحن الحاويات مرة أخرى. وتأتي المخاوف بشأن تجدد تعطل سلسلة التوريد في الوقت الذي بدأت فيه موانئ الساحل الغربي للولايات المتحدة في معالجة بعض الأعمال المتراكمة المتأخرة جراء الوباء، بفضل الهدوء بعد عطلة رأس السنة الصينية.

ويُقدَّر حوالي 20% من البضائع الواردة إلى بوابات الحاويات الأكثر ازدحاماً في الولايات المتحدة من منطقة شينزين، وفقاً لمتحدث باسم ميناء لوس أنجلوس.

قد يشبه التأثير العالمي للإغلاق المرتبط بكوفيد في الصين للحصار الذي عصف بسلاسل التوريد عندما أغلقت سفينة حاويات قناة السويس العام الماضي، وفقاً لستيفاني لوميس، نائبة رئيس المشتريات الدولية في شركة الشحن "كراغو ترانس" (CargoTrans).

وقالت: "إذا لم يسمحوا لأي من هؤلاء الأشخاص للذهاب للمصانع وإنتاج البضائع، لن يتحرك شيء.. سيتوقف كل شيء".

توقع تشيواي تشانغ، كبير الاقتصاديين في "بينبوينت أسيت مانجمنت" (Pinpoint Asset Management)، أن يتضح قريباً ما إذا نجح دليل الصين في احتواء كوفيد وقلّص التداعيات السلبية على العالم أم لا.

وأضاف: "يفرض التفشي مخاطر هبوطية على الاقتصاد الصيني على الأقل في الأشهر القليلة المقبلة.. وسيفاقم تباطؤ الصين مخاطر الركود التضخمي ومشكلات سلسلة التوريد".

قد يهمك أيضأ :

وزير المالية المصري يؤكد أن قادرون علي التعامل المرن مع تداعيات اضطراب الاقتصاد العالمي

الحرب الروسية الأوكرانية تهزّ الاقتصاد العالمي و تثير القلق في أسواق النفط والقمح

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد العالمي يستعد لتلقي ضربة من سلاسل التوريد الاقتصاد العالمي يستعد لتلقي ضربة من سلاسل التوريد



GMT 10:42 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تداول 21 ألف طن بضائع في موانئ البحر الأحمر

GMT 10:14 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

تداول 16 ألف طن بضائع في موانئ البحر الأحمر

GMT 10:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تداول 9 آلاف طن شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon