القاهرة ـ سهام أحمد
عادت من جديد، أزمة الزيادة السكانية للأذهان، وعاد معها طرح الحلول والمقترحات التى تسعى الحكومة إليها لإمكانية الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة بالدولة، وجسد اليوم شكل الحوار المجتمعي الذي دار بلجنة التضامن والأسرة بمجلس النواب برئاسة الدكتور عبد الهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن، التشديد على أهمية قضية تنظيم الأسرة باعتبارها من القضايا الهامة، حيث أن معدل النمو الاقتصادي لابد أن يكون ثلاث أضعاف معدل نمو الزيادة السكانية لمواجهة الزيادة الحالية وإلا ستكون هناك مخاطر حقيقية تتمثل فى انخفاض معدل الفرد من الخدمات العامة بشكل عام.
وفى هذا السياق أعلنت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة تبنت مشروع تحت عنوان 2 كفاية قائم على الاكتفاء بطفلين فقط لكل أسرة لمواجهة مشكلة الزيادة السكانية، بتمويل 100 مليون جنيه بمشاركة عدد من الجمعيات الأهلية، ووزارة الشباب، والصحة، والمجلس القومى للمرأة.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي، أن برنامج تكافل وكرامة يعد بمثابة قاعدة بيانات صغيرة، حيث تم رصد أكثر من 20 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر وتم توفير جميع البيانات الخاصة بهم، بعدما كان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يعلنون عن الأرقام بشكل عام دون تفصيل ولكن "تكافل وكرامة" أتاح بيانات هؤلاء، حيث يوجد أكثر من مليون سيدة يحصلن على دعم نقدى ممن يمتلكون ثلاثة أطفال أو أقل، وتم توعيتهن على أن عدم الإنجاب مرة أخرى مع استمرار حصولهن على الدعم يعنى خروجهن من دائرة الفقر وهذا يشير إلى ضرورة التوعية ونشر الفكر فى المجتمع.
وكشفت وزيرة التضامن عن خطة الوزارة لمواجهة الزيادة السكانية تتمثل في تطوير الوحدات الصحية بشكل كامل حيث يتوفر فيها جميع ما يخص المرأة المصرية ووسائل تنظيم الأٍسرة خاصة أن هناك بعض السيدات لا يجدن هذه الوسائل في بعض الوحدات، بالإضافة إلى نشر الثقافة والتوعية من خلال عدد من الشباب المتطوع أو من المكلفين بالخدمة المدنية وسيتم تنظيم قوافل طبية للقرى والنجوع والكفور لمواجهة هذه المشكلة.
وأوضحت والى، أنه تم التنسيق الكامل مع وزارة الصحة وعدد من الهيئات المعنية بهذا الأمر للبدء فى تنفيذ خطة الوزارة على أرض الواقع، مشيدة بفكرة المباعدة بين الأطفال بجانب تنظيم الأسرة، مشددة على ضرورة تطوير الحضانات كبداية لنواة تعليم جيد، وذلك من خلال 4 أنواع من الحضانات المتواجدة فى مصر تتمثل فى الحضانات المقدمة من قبل القطاع الخاص، والمملوكة للجمعيات الأهلية والشركات، والنوع الرابع الذى يتم بحثه حاليًا الاستضافة فى أحد شقق العقار الواحد من قبل سيدة تكون لا تعمل فى هذا العقار يتم الترخيص لها للسماح باستضافة أكثر من طفل من المقيمين فى العقار الواحد، وهذا كله سيؤدى للنهوض بالثقافة والمورث الفكرى وتصحيح المعتقدات الخاطئة.
فيما دعا وزير الشباب والرياضية خالد عبد العزيز، إلى أهمية رفع سن زواج الفتيات كأحد الوسائل للحد من الزيادة السكانية، قائلاً: يجب خلق قنوات حوار مع الفتيات من الجيل الجديد، والتأكيد علي أهميه رفع سن الزواج، وعمل المرأة والإنتاج، وتوجيه الرسائل التي مفادها أن الحمل المتكرر يؤثر علي الدخل، وضرورة تجديد الخطاب الشبابي بتغيير أسلوب الحديث معهم والاعتماد بشكل أكبر علي الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يتعامل من خلالها الشباب، واستخدام أدوات العصر، بقوله: للأسف بنستخدم أساليب قديمة لحل مشكله العصر، مطالبا بأهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة بشكل علمي ومدروس في التواصل مع الشباب حول قضية الزيادة السكانية، علاوة عن أهمية توظيف الدراما من خلال مسلسلات توضيح مخاطر هذه القضية، حيث أن أهميه القضية ليست في توفير وسائل تنظيم النسل في الوحدات الصحية، بقدر أهمية خلق حالة تدافع المواطنين للذهاب لهذه الوحدات للحصول علي تلك الوسائل.
وفى ذات السياق أعلن الدكتور عادل عدوى وزير الصحة، منذ شهران إن الوزارة أطلقت حملة لتنظيم الأسرة بمحافظة أسيوط، تحت شعار "من حقك تختار.. القرار مسئوليتك" وذلك بالتعاون مع 55 جمعية أهلية والهيئة العامة لتعليم الكبار، فى القرى الأكثر احتياجا والأعلى فى الكثافة السكانية وفى معدل الأطفال داخل الأسرة.
أرسل تعليقك