الدوحة - كونا
نظمت هنا اليوم أعمال مؤتمر الدوحة الثالث للمال الإسلامي تحت عنوان "الصناعة المالية والتحديات المعاصرة".
وقال رئيس مجلس إدارة بنك (بروة) القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني في كلمة افتتح بها المؤتمر إن العام الحالي الذي شارف على الانتهاء شهد تطورا ملحوظا وانتشارا بارزا في رقعة أعمال قطاع التمويل الإسلامي على الصعيدين الإقليمي والعالمي في وقت سادت عوامل الاضطراب وعدم اليقين التي أثرت على الاقتصاد العالمي وهو ما يؤكد متانة وقوة قطاع صناعة التمويل الإسلامي.
وأضاف الشيخ محمد بن حمد ان الحدث الأبرز في الأسواق العالمية خلال العام الحالي كان في ما تم تسجيله من نمو بارز في إصدار الصكوك حيث تمثلت أبرز مقتطفاتها بالصكوك التي أصدرتها حكومة دولة قطر والتي استقطبت إجمالي طلبات بقيمة 26 مليار دولار من كافة أنحاء العالم كما لاقت صكوك الحكومة التركية التي طال انتظارها أصداء في غاية الإيجابية.
وبين أن تلك المؤشرات الإيجابية تمهد الطريق أمام المزيد من هذا النوع من الإصدارات خاصة في ظل تنافس البنوك من كافة أنحاء المنطقة على أن تكون لها حصة في تلك الصكوك كما حظي المستثمرون من المؤسسات التقليدية بالنصيب الأكبر في شراء الصكوك المذكورة بنسبة تزيد على 50 بالمئة ما يدل على القبول والثقة المتزايدة بالاشتراك في فرص الاستثمار المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
من جانبه دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي في كلمة مماثلة الى دعم دول الربيع العربي التي عانت اقتصاداتها لعقود من النهب والفساد وتهريب الأموال إلى الخارج بالتريليونات وليس بالمليارات عن طريق الاستثمار في تلك الدول بإطلاق المشروعات وإنشاء المصانع وتعمير الأراضي.
وطالب القرضاوي دول الربيع العربي في المقابل بفتح المجال أمام البنوك الإسلامية وسن التشريعات والقوانين المناسبة التي تتيح إنشاء بنوك إسلامية وتتيح للموجودة منها التوسع في أعمالها بما يخدم اقتصاداتها.
بدوره قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة الجهة المنظمة للمؤتمر الدكتور أسامة الدريعي في كلمة له إن الصيرفة الإسلامية حققت خلال 40 عاما مكاسب مادية واعتبارية أبهرت العالم وشهدت إقبالا ملحوظا في الغرب والشرق مبينا ان موازين القوى المالية بدأت تتبدل كما بدأت نظريات الاقتصاد التي تبناها العالم ودافع عنها تتهاوى بشكل متدرج.
وأشار الدريعي الى أن العديد من الدول في العالم غيرت دساتيرها كي تسمح للصيرفة الإسلامية بالعمل على أرضها كما يسعى البنك الدولي الى دخول مضمار الصناعة المالية الإسلامية إضافة إلى مطالبة بعض الجهات المرموقة في العالم بتطبيق مبادئ الصناعة المالية الإسلامية في الاقتصاد المالي العالمي.
وذكر ان المؤتمر الثالث للمال الإسلامي يمثل لبنة في صرح هذه الصناعة ويسلط الضوء على مواضيع تحتاج للبحث والنظر بغية تحقيق المساهمة في نشر ثقافة الصناعة المالية الإسلامية بين أفراد المجتمع عبر جمع المؤسسات تحت قبة واحدة للتدارس والبحث مع العلماء والباحثين والخبراء كيفية الوصول الى نتائج تخدم هذا القطاع.
وشارك محافظ البنك المركزي الكويتي الدكتور محمد الهاشل في المؤتمر الذي ناقش خلال يوم واحد محاور أربعة يتعلق أولها بتجربة تحول البنوك التقليدية إلى الصيرفة الإسلامية ودور الجهاز المصرفي الرقابي في التوجيه وثانيها بأهمية وجود تخصص الاقتصاد الإسلامي في الجامعات العالمية وثالثها بموضوع الأضرار التي تتحملها المؤسسات المالية جراء تأخر السداد من خلال تكلفة الأموال وفوات الفرصة في حين تناول المحور الرابع والاخير موضوع المسؤولية الاجتماعية للفرد والمؤسسة المالية الإسلامية.
أرسل تعليقك