توقيت القاهرة المحلي 14:03:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقارات الإسكندرية إهمال فانهيار فموت يحصد الأرواح

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عقارات الإسكندرية إهمال فانهيار فموت يحصد الأرواح

الأسكندرية - وكالات

هلع وخوف.. أهالى يركضون بحثاً عن ذويهم تحت أنقاض العقار رقم 15 بشارع الطلائع بسيدى جابر، معلقين آمالهم على صوت سيارات الإسعاف، وأيادى رجال الحماية المدنية، ونساء احتمين بالجيران وسط صرخات الأطفال القلقين على أهلهم، وآباء كسا الحزن وجوههم وأغرقهم التفكير فى كيفية تدبير سكن جديد لأسرهم بعد انهيار منزلهم».. هكذا كان حال أهالى عقار الإسكندرية المنكوب طوال ساعات الرعب التى أعقبت انهيار منزلهم دون أى مقدمات «الوطن» عايشت مأساة أسر عقار سيدى جابر المنهار والمكون من سبعة طوابق، وشاركتهم آلامهم وحزنهم فى الليلة الأولى بعد انهيار العقار، الذى أسفر عن مصرع لواء جيش متقاعد وزوجته وإصابة اثنين آخرين، وقال الأهالى إن اللواء رفض نصيحة الحى بإخلاء مسكنه، فلقى مصرعه هو وزوجته تحت الأنقاض بعدها بقرابة 5 ساعات وقال شهود عيان إنهم تفاجأوا بانهيار العقار الذى تسبب كذلك فى سقوط انهيار نصف العقار المجاور له، وتهدم أربع غرف بجواره تضم 13 شخصاً من البسطاء ووجدت أسر العقار المنهار ملاذاً آمناً فى البيت المقابل، وسارعوا للاحتماء بداخله والاطمئنان على بعضهم بعضاً، فيما وقف شباب المنطقة ورجال الشرطة العسكرية على مدخل العقار لمساعدة النساء والشيوخ الذين توسلوا إلى شباب المنطقة ورجال الشرطة العسكرية للبحث عن ذويهم وأبنائهم، وكان مشهد اللقاء بين الأهل وعثور بعضهم على بعض فى مدخل العقار هو الأكثر تأثيراً بين المشاهد، حيث تحتضن الأم أبناءها بشدة بعد أن ظنت أنهم ضحايا، وتهرع الزوجة العجوز لتقبل جبين زوجها وشريك الحياة بعد أن كادت تفقده خلال هذا الحادث المؤسف وبجوار الأنقاض، وقفت الحاجة نادية، 60 سنة، تبحث عن زوجها، وتسأل الجيران هل رآه أحد، لتجرى مسرعة والدموع تنهمر من عينيها نحو قميص أو بنطلون أو جلباب يظهر من تحت الأنقاض خلال رفعها يخص شريك الحياة، لتصرخ فى رجال الإنقاذ: «وقف ده قميص زوجى»، رافضة الاستجابة لتعليمات قوات الأمن بالوقوف على الرصيف المقابل حتى لا تتعرض لأذى، حتى شاهدت زوجها يجلس على أحد الأرصفة، لتجرى نحوه مسرعة تقبل جبينه وتصطحبه وهما يتكئان معاً على عصاه إلى مدخل العقار المجاور يقول محمد محمود، أحد الأهالى، كان بجوار العقار أرض فضاء، قرر صاحبها إنشاء عقار عليها، وفى صباح يوم الحادث، فوجئنا بمعدات ثقيلة تدخل إلى الأرض لتحفرها تمهيداً لدق الخوازيق واستعداداً لبناء العقار الجديد، ولكن نظراً لأن البيت قديم ولا يحتمل الحفر بجواره، فقد بدأ يميل ناحية العقارات المجاورة، ليسقط فجأة وقالت زينات محمد، حارسة العقار المقابل، المقاول صاحب الأرض المجاورة للعقار حضر فى الساعة السادسة من صباح يوم الحادث وبدأ يحفر الأرض مستخدماً المعدات الثقيلة، وخلال فترة الظهيرة بدأ العقار يميل بشدة، فطلب المقاول من السكان إخلاءه، فنزلوا جميعاً ما عدا اللواء المتقاعد وزوجته، الذين رفضوا مغادرة بيتهم ليسقط العقار بعدها بلحظات، ويأخذ فى طريقه أربع غرف كان يسكنها مجموعة من البسطاء، وجزءاً من العقار المجاور وقص السيد عبدالحميد، 65 سنة، لـ«الوطن» ما حدث قائلاً: أنا ساكن فى الدور الثالث مع زوجتى، وفى صباح يوم الحادث حضر صاحب الأرض المجاورة منذ السادسة صباحاً وبدأ فى حفر الأرض ودق الخوازيق، فشعرنا بأن البيت يهتز، فخرجت من النافذة وطالبته بالتوقف ولكنه لم يستمع لما أقوله، حتى فوجئنا بالعقار يميل عقب صلاة الظهر وبهذا المقاول يطالبنا بإخلاء البيت، وبمجرد أن خرجنا من المنزل مسرعين، انهار دون أى مقدمات وكان الحال الأسوأ ضمن كافة السكان هو حال الأسر البسيطة التى كانت تقطن أربع غرف بجوار العقار، لتستيقظ فجأة وتجد نفسها فى الشارع بعد أن سقط العقار على غرفهم ليدمرها تماماً، وكادوا يشتبكون مع أمين الشرطة الذى حضر ليحرر محضراً بالواقعة وصرخوا فيه: «حتعملنا إيه بالمحضر حترجعنا بيوتنا تانى، كام واحد بيته وقع وعمل محضر الحكومة كانت عملتله إيه»، ليتدخل باقى الجيران ويقنعوهم بضرورة الهدوء وتحرير المحضر تقول أسماء محمود، إحدى قاطنات هذه الغرف: خلاص بقينا فى الشارع، يعنى رضينا بالهم والهم مش راضى بينا، عايشين 13 واحد فى أربعة غرف بحمام مشترك، غرفة فيها ستة وغرف فيها 3 وأربعة، وكنا راضين بكده عشان فى على الأقل أربع جدران بيلمونا آخر الليل، دلوقتى بقينا فى الشارع ومستحيل نقدر نجيب أماكن بديلة وخاصة والأسعار كلها مش فى متناول الغلابة، ده غير إن الحكومة لو عطفت علينا ومنحتنا شقق بديلة حتبقى على حدود إسكندرية فى برج العرب أو العامرية أو مساكن عبدالقادر» وأضافت: كل ده عشان واحد منا عندهوش ضمير كل همه يبنى عمارة كبيرة يحصل من ورائها على الملايين غير مبالٍ بالغلابة اللى بيتضرروا من عمايله، البيوت بتاعتنا عمرها ما كانت آيلة للسقوط ولا حتى صدر لها قرار ترميم، حتى المقاول لما هد العقار اللى كان موجود على الأرض من سبعة أشهر البيوت لم تتأثر، لكن لما دخل بالمعدات الثقيلة ودق الخوازيق فى الأرض البيوت لم تحتمل وسقطت فوقنا، وبقينا خلاص فى الشارع فى السياق نفسه، قال الدكتور محمد أبوسليمان، مدير مديرية الصحة بالإسكندرية، إنه تم استخراج جثة المدعو مصطفى عبدالحميد محمد عبدالعزيز، 65 سنة، لواء سابق بالقوات المسلحة، وزوجته آمال جاد الله فتح الباب 55 سنة، ربة منزل، من تحت أنقاض العقار المنكوب، مشيراً إلى أن عدد المصابين بلغ اثنين هما منى محمد عثمان 50 عاما، وخضرة محمد أحمد 75 سنة من جهته، قرر اللواء طارق المهدى، محافظ الإسكندرية، فتح مدرسة عبدالله النديم الإعدادية لأهالى عقار سيدى جابر المنكوب بشكل مؤقت، وذلك للإقامة بها لحين توفير مسكن بديل لهم من قبل الحى وقال «المهدى» لـ«الوطن» إن المحافظة وفرت 42 سريراً و100 بطانية ووحدة علاجية وفرد أمن وشخصاً من التضامن الاجتماعى، والآخر من وزارة التربية والتعليم وأدوات منزلية، لحين الانتهاء من أوراق تسكينهم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقارات الإسكندرية إهمال فانهيار فموت يحصد الأرواح عقارات الإسكندرية إهمال فانهيار فموت يحصد الأرواح



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon