توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة الليرة التركية تضع القبارصة الأتراك في موقف صعب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أزمة الليرة التركية تضع القبارصة الأتراك في موقف صعب

الليرة التركية
أنقرة ـ مصر اليوم

يواجه الشطر الشمالي المحتل من قبرص الذي يعتمد بقاؤه الاقتصادي على أنقرة، معضلةً في تجنب الأزمة الناجمة عن تدهور الليرة التركية التي تراجعت بمعدل النصف تقريباً مقابل الدولار منذ بداية العام.

ووضع ضعف الليرة التي تأثرت بمخاوف السوق من أداء الاقتصاد التركي، والخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة في مأزق وفق "وزير" اقتصادها أوزديل نامي.

وقال نامي، إنه نظراً للعجز عن التحكم في قيمة العملة أو بأسعار الفائدة، فإنه "من الصعب جداً على اقتصاد مثل اقتصادنا" التعامل مع الانخفاض المفاجئ في قيمة الليرة المتداولة في شمال قبرص المحتل منذ 1974 في حين تتعامل جمهورية قبرص المعترف بها باليورو.

وقال نامي: "ليس لنا أي يد في هذه الأزمة".

وعدا عن صلته بتركيا عبر البحر والجو، ظل القسم الشمالي معزولاً عن الجنوب حتى إقامة نقاط عبور في الاتجاهين عبر الخط الأخضر الفاصل الذي تشرف عليه الأمم المتحدة في الجزيرة في 2003.

ويتدفق القبارصة اليونانيون اليوم لملء سياراتهم بالبنزين الرخيص، عبر المعابر ما يتسبب في طوابير طويلة لا سيما في نيقوسيا، آخر عاصمة مقسومة في العالم.

لكن محمد الذي يمتلك مقهى في الجزء المحتل من العاصمة لا يعتبر هذا الإقبال كافياً، ويقول: "ارتفعت نفقاتي 50% في الأسابيع القليلة الماضية، وتراجعت مدخراتي، وفقدت نصف قيمتها عملياً". وفي الأثناء، تضاعفت تقريباً بالليرة التركية رسوم جامعة إبنه في بريطانيا.

وأضاف محمد الذي فضل حجب اسمه الحقيقي: "ما زلت قادراً على التعامل مع الوضع، لكن بمرور الوقت لن يكون لدى الناس الوسيلة لذلك".

وقال نامي، إن سلطات الجيب الشمالي حيث يعيش نحو 300 ألف شخص، نفذت سلسلة من الخطوات الرامية إلى "الحفاظ على التدفق النقدي في الاقتصاد".

وإلى جانب إجراءات التقشف، تشمل الخطط المتبعة دعم أسعار البنزين، وخفضاً كبيراً في الضرائب على السلع الاستهلاكية والعقارية، وتقديم حوافز للمستثمرين العقاريين الأجانب.

وأوضح نامي، أن الوزراء والمشرعين وافقوا على خفض رواتبهم 20% مدة 6 أشهر، ووافقت نقابات القطاع العام على خفض  15% من أجور ساعات العمل الإضافية.

لكن الأسعار في المتاجر ترتفع باستمرار، والمشتريات التي تحتاج إلى ميزانيات كبرى مثل الممتلكات العقارية، والسيارات، والسلع الإلكترونية، وكلها مسعرة بالعملة الأجنبية، باتت فوق قدرة معظم القبارصة الأتراك.

وقال أستاذ الاقتصاد المساعد في جامعة خاصة في شمال قبرص، والعضو السابق في مجلس إدارة البنك المركزي، أردال غوراي: "يستحيل علينا مواجهة هذه الأزمة".

وأضاف: "ليست لدينا أدوات وليس لدينا مكان آخر نذهب إليه لأننا دولة غير معترف بها...إن آثار الأزمة علينا أكبر بكثير مما هي عليه في تركيا. نحن جزيرة صغيرة معزولة. وليست لدينا موارد طبيعية ونعتمد على الواردات. كل شيء تقريباً يأتي من الخارج".

ولا تنظم رحلات جوية أو بحرية من الشمال سوى إلى تركيا.

وقال محمد بينلي، وهو صاحب سلسلة متاجر كبرى، إن مبيعاته انخفضت بـ 30% وهو اتجاه "يُتوقع أن يزيد سوءاً".

وأضاف، أن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها "الحكومة، محدودة جداً".

لكن وفي حين يعاني القبارصة الأتراك من الوضع، يتدفق القبارصة اليونانيون عبر الحدود للاستفادة من السلع المدعومة، وملء سياراتهم.

وأكد غوراي: "قبل الأزمة، لم يكن القبارصة اليونانيون يشترون شيئاً من هنا. كانوا يأتون لزيارة المواقع التاريخية، لكنهم الآن يتسوقون".

وتكتظ محطات الوقود في شمال الجزيرة بسيارات تحمل لوحات أرقام مسجلة في جمهورية قبرص.

وأضاف مصطفى ديمدلين الذي يدير محطة بنزين بالقرب من المعبر البري الرئيسي في نيقوسيا: "زبائني القبارصة اليونانيون أكثر من القبارصة الأتراك ... بعضهم يأتي للمرة الأولى".

ويضيف: "سعر البنزين هنا حوالي نصف سعره لديهم"، وفق صاحب المحطة الذي ساهم زبائنه الجدد في رفع إجمالي مبيعاته بين 50 و 60% منذ بداية الأزمة.

ويقول بينلي، إنه في نهاية الأسبوع يحقق 80% من الأرباح في متجره الأقرب إلى المعبر من القبارصة اليونانيين.

وأكد غوراي: "هذا هو الجانب الإيجابي من الأزمة. ولكن إذا استمرت، وهو ما أتوقعه، ستستمر الأسعار في الارتفاع وسيتوقف القبارصة اليونانيون عن المجيء".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الليرة التركية تضع القبارصة الأتراك في موقف صعب أزمة الليرة التركية تضع القبارصة الأتراك في موقف صعب



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon