واشنطن ـ ا ش ا
أعلن البيت الأبيض /الثلاثاء/ اعتزامه تطبيق إجراءات لتقييد الاستثمارات الخاصة بالأفراد والشركات الصينية وفرض قيود على صادراتها للولايات المتحدة من أجل حماية صناعة التكنولوجيا الأمريكية وحقوق الملكية الفكرية، موضحا أنه سيعلن عن التدابير الجديدة الشهر المقبل.
وقال البيت الأبيض - في بيان - "من أجل حماية أمننا القومي، ستطبق الولايات المتحدة قيودا محددة على الاستثمار وضوابط محسَّنة على الصادرات للأفراد والكيانات الصينية المرتبطة بالاستحواذ على التكنولوجيا المهمة صناعيا".
وأوضح البيان أن"القيود المقترحة على الاستثمار والضوابط المحسنة على الصادرات سيجري إعلانها بحلول 30 يونيو 2018، وستطبق بعد ذلك بفترة وجيزة".
وأشار البيت الأبيض إلى أن واشنطن ستواصل التقاضي أمام منظمة التجارة العالمية ضد الانتهامات لاتفاقية الجوانب المتعلقة بالتجارة من حقوق الملكية القكرية بناء على الممارسات التمييزية من جانب الصين في الترخيص بالملكية القكرية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة رفعت دعوى أمام المنظمة في هذا الصدد في 23 مارس الماضي.
كما قرر البيت الأبيض فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على سلع صينية تقدر قيمتها بـ50 مليون دولار وتحتوي على تكنولوجيا ذات أهمية صناعية، من بينها المتعلقة ببرنامج "صنع في الصين 2025"، موضحا أنه سيتم إعلان قائمة نهائية بالواردات المستهدفة بالتعريفات الجديدة في 15 يونيو المقبل، على أن يتم تطبيقها رسميا بعد فترة قصيرة من الإعلان عنها.
وأشار البيان إلى أن التدابير الجديدة تأتي بموجب المذكرة التي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 مارس الماضي، والتي أعلن فيها أن الولايات المتحدة ستتخذ عدة تدابير لحماية الصناعة المحلية والملكية الفكرية من بعض الممارسات التجارية الصينية، وتعهد بمواصلة جهود حماية الصناعة المحلية الأمريكية وحقوق الملكية الفكرية ومحارية نقل التكنولوجيا الصناعية بشكل غير مشروع أو اقتصادي إلى الصين، فضلا عن تحسين وصول المنتجاب الأمريكية إلى السوق الصينية.
فيما أكد أن "الولايات المتحدة ستطلب من الصين إزالة عوائقها التجارية الكثيرة والتي تتضمن معوقات تجاربة غير نقدية تجعل من الصعب ومن غير المنصف تنفيذ أعمال هناك. ستطلب الولايات المتحدة أن تكون التعريفات والضرائب بين البلدين تبادلية في طبيعتها وقيمتها. ستستمر المناقشات مع الصين حول هذه الموضوعات، والولايات المتحدة تتطلع إلى حل هذه القضايا الهيكلية طويلة الأجل وتوسيع صادراتنا بإزالة القيود الصينية الحادة على الواردات".
ويأتي الإعلان الأمريكي بشأن الصين بينما يخوض الجانبان مفاوضات تجارية من أجل الوصول لاتفاق قد يحول دون قيام حرب تجارية بين البلدين، لا سيما في ظال الإعلانات المتبادلة عن اعتزام فرض تعريفات وقيود جديدة على صادرات كل طرف.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى الوصول إلى اتفاق تجاري مع بكين في ظل سعي البلدين إلى تفادي حرب تجارية ارتفعت احتمالاتها في الأسابيع الأخيرة بدءا من قرار ترامب فرض تعريفات جديدة على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم، وحتى إعلان اعتزامه فرض تعريفات على المنتجات والصينية، والتهديد الصيني في المقابل بفرض تعريفات بقيمة 50 مليار دولار على المنتجات الأمريكية.
وتحاول واشنطن الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى تخفيض العجز الضخم في ميزانها التجاري مع بكين، فوفقا لإحصاءات العام الماضي، يبلغ عجز الميزان التجاري الأمريكي مع الصين 347 مليار دولار، أي 70% من عجز الميزان التجاري الأمريكي على المستوى العالمي.
وكان البلدان قد أعلنا - الأسبوع الماضي - التراجع عن فرض تعريفات جمركية موجهة كانا قد هددا بها في وقت سابق. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن آنذاك إن الحرب التجارية مع الصين "معلقة".
ومن المفترض أن يتجه وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس، مطلع الأسبوع المقبل، إلى الصين لبحث المفاوضات التجارية.
أرسل تعليقك