القاهرة ـ مصر اليوم
رغم زواجها ثلاث مرات إلا أن علاقتها بالفنان الراحل عمر الشريف تظل محط إعجاب الكثير، ولم تتخلل علاقتهما الكثير من الأسرار.. ارتبطا في هدوء وانفصلا في هدوء، لقاؤهما الأول كان ساحرا، شاب خجول يمثل للمرة الأولى أمام فنانة شهيرة، ورغم صمته وعدم إفصاحه عن حبه لها إلا أن كل من شاهد فيلم «صراع في الوادي» شعر وكأنهما في قصة حب حقيقية، وبعد عرض الفيلم في دور السينما مباشرة تحدث الجميع عن ارتباط فاتن حمامة وعمر الشريف في السر.
أول لقاء لفاتن حمامة، التي يوافق اليوم ذكرى وفاتها الخامسة، وعمر الشريف، كان في عام 1954 في اليوم الأول لبدء العمل في فيلم «صراع في الوادي».. ذهبت فاتن إلى ستوديو الأهرام للتصوير ودخلت غرفة الماكياج وطلبت من المخرج يوسف شاهين إحضار «الولد الجديد» الذي سيقوم بالبطولة أمامها كما أوضح شاهين لها في وقت سابق، وبعد لحظات دخل يوسف شاهين وخلفه شاب يسير وهو يتعثر في خطواته، وانحنى بأدب وحيا فاتن، كما قالت الفنانة في حوار قديم لها.
شعرت فاتن أنه خجول وخائف منها، فقد كان هذا أول أدواره أما هي فكانت بطلة سينمائية، فحاولت فاتن تشجيعه ومساعدته حتى لا ينقل هذا الخجل على الشاشة، فطلبت منه الجلوس معها قبل التصوير وتحدثا عن السينما والفن، والفنانين الذين يفضهلم حتى بدأ في التخلص من الخجل الذي لازمه.
تبدل هذا الخجل أمام الكاميرا، فخلال التصوير كان عمر يقف أمام الكاميرا في المشاهد التي تجمعه بفاتن بقوة وحماس غريب على شاب يمثل أول أدواره، وسرعان ما تأقلم عمر مع البلاتوه والتصوير، ويرجع الفضل في هذه الشجاعة إلى فاتن التي استطاعت إنهاء الخجل الذي شعر به في البداية وجعلته يشعر بأنه في النهاية سيمثل أمام إنسانة عادية.
وخلال تصوير «صراع في الوادي» حدثت الكثير من المواقف الطريفة، منها موقف غريب، ففي هذا الفيلم قدمت فاتن أول قبلة لها في فيلم، ووافقت على أن تتبادلها مع عمر الشريف في الفيلم، وعند تصوير هذه القبلة كانت أحداث الفيلم تتطلب أن يغمى على عمر الشريف، وبعد الانتهاء من تصوير هذا المشهد اكتشفوا أنه أغمى عليه بالفعل، ولم يجد عمر تفسيرا لهذه الإغماءة.
استغل بعض الوشاة حينها هذه القبلة وشاعوا عن فاتن وعمر بأنهما مرتبطين، ولكنها حينها لم تكن إلا شائعات خاصة وأن فاتن كانت قد انفصلت عن زوجها الأول المخرج عز الدين ذو الفقار ولم يكن في حياتها إلا ابنتها نادية، ولم تعير هذه الشائعات أي أهمية، ولكنها ظنت أن عمر هو مصدرها كمحاولة سريعة للشهرة، فاتصلت به وأخبرته وهي غاضبة ان يكون هو من أطلق هذه الشائعات، فاعتذر منها بأنه يجهل مصدرها مثلها تماما ودعاها لشرب الشاي معه واستجابت فاتن لدعوته.
خلال هذا اللقاء - وعلى حد وصف فاتن- دق قلبها للمرة الأولى بحب عمر، ولكنها لم تفصح له بشئ، ويبدو أن عمر أيضا أحبها منذ اللقاء الأول، فخلال اللقاء الثاني لهما لم يتردد عمر وسألها"ايه رأيك لو اتجوزنا !"، شعرت فاتن بالارتباك وظلت صامتة وبالصدفة كان يوسف شاهين موجودا فعلق على سؤال عمر وصمت فاتن: "يبقى ألف مبروك عليكم"، وسرعان ما غادرت فاتن دون أن ترد على عمر وذهبت إلى المنزل لتفكر.
أرسل تعليقك