تحل اليوم، الذكرى الـ 101 لميلاد الفنانة الكبيرة الراحلة ليلى مراد، تلك الفنانة التي كانت حياتها غزيرة بالقصص الدرامية والمتاعب والمآسي، حيث تزوجت ليلى مراد ثلاث مرات وانتهت زيجاتها نهايات غير عاطفية.
اعتزلت الفنانة ليلى مراد الفن بعد إجبارها على ذلك بسبب تأييدها للرئيس الراحل محمد نجيب، واتُهمت بجمع تبرعات لإسرائيل قبل أن يتم تبرئتها من هذه التهمة، فلم تكن حياتها سعيدة كغيرها من الفنانين.
لكن بعيدًا عن كل ذلك، وكانت هناك محطة هامة جدًا في حياة ليلى مراد، لقد كانت يهودية الديانة واسمها "ليليان"، ولدت في عائلة يهودية تعيش في الإسكندرية ووالدها كان المغني والملحن إبراهيم زكي موردخاي، وأمها جميلة سالومون يهودية من أصل بولندي، وعاشت طفولة بائسة بعدما سافر والدها للعمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى، واضطرت هي للدراسة بالقسم المجاني برهبانية (نوتردام ديزابوتر - الزيتون)، وتعرضت أسرتها للطرد من المنزل بعد نفاد أموالهم وتخرجت بعد ذلك في هذه المدرسة.
ودخلت ليلى مراد إلى عالم الفن في سن صغيرة، ونجحت في اختبارات الإذاعة المصرية عام 1934، وبدأت مشوارها مع السينما عام 1937 في فيلم "يحيا الحب" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، ثم فيلم "ليلة ممطرة" مع يوسف بك وهبي عام 1939، لتنطلق بعدها وتصبح إحدى أهم الفنانات في ذلك الوقت.
وفي عام 1945 كانت الفنانة ليلى مراد أشهر فنانات مصر، وتزوجت من الفنان أنور وجدي "جان السينما المصرية" وقتها، وقدما معًا ثنائية هي الأقوى في ذلك الوقت، وفي ذلك نشأت قصة حب بين الثنائي أثناء تصوير فيلم "ليلى بنت الفقراء" انتهت بالزواج.
واستيقظت ليلى مراد في إحدى ليالي شهر رمضان عام 1946، على صوت مؤذن المسجد المجاور لمنزلها وهو يؤذن لصلاة الفجر، حيث كانت تسكن مع زوجها أنور وجدي في عمارة الإيموبيليا بمنطقة وسط البلد، تلك العمارة التي كانت يسكنها مشاهير مصر من فنانين ووزراء وسياسيين ورجال أعمال وغيرهم.
وشعرت ليلى مراد بأن هاتفًا دعاها لشيء ما، أيقظت زوجها أنور وجدي من النوم لتقول له إنها تشعر بأن صوت المؤذن اليوم مختلف ومريح لقلبها، ثم قالت لزوجها بشكل تلقائي، إنها تريد أن تعتنق الإسلام، لم يهتم أنور وجدي الغارق في النوم كثيرًا بكلام زوجته، وكان يظن أنها تمزح، فقال لها "قولي أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله كده تبقي أسلمتِ"، ثم غط في نوم عميق.
ولم تنم ليلى مراد ليلتها، وفي ساعة مبكرة من صباح ذلك اليوم ارتدت ملابس محتشمة ووضعت غطاء على رأسها يشبه الحجاب وأيقظت أنور وجدي من نومه وطلبت منه اصطحابها إلى مشيخة الأزهر لتعلن إسلامها، وقتها فقط كان أنور وجدي قد تأكد بأن كلامها في فجر تلك الليلة لم يكن مزاحًا.
وذهبت ليلى مراد إلى مشيخة الأزهر، وأعلنت إسلامها على يد الشيخ محمود أبو العيون، وقامت بعدها بنحر عدد من الذبائح وتوزيعها على فقراء المسلمين، وأقامت مائدة في شارع شريف، وتقول بعض الأخبار القديمة إن من اختار لها اسمها الذي اشتهرت به "ليلى مراد" بدلًا من "ليليان موردخاي" كان الشيخ محمود مكي.
وحافظت ليلى مراد على إسلامها، واعتزلت الفن عام 1955، ويقال إنها أُجبرت على الاعتزال بسبب تأييدها للرئيس الراحل محمد نجيب الذي تم عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وطوال 40 عامًا ظلت ليلى مراد بعيدة عن الأضواء حتى وافتها المنية عام 1995.
قد يهمك أيضاً :
نجوم الفن في احتفالية كبرى بمئوية ليلى مراد الإثنين المقبل
مهرجان الإسكندرية السينمائي يُكرم ليلى مراد بمناسبة مئوية ميلادها
أرسل تعليقك