لندن ـ مصر اليوم
رأى السائق البريطاني لويس هاميلتون أن مرسيدس اي ام جي فرض نفسه ثاني افضل فريق في بطولة هذا الموسم من سباقات فورمولا واحد بعد ريد بول-رينو الذي احتكر اللقب العالمي عند السائقين والصانعين في المواسم الثلاثة الاخيرة. واعتبر هاميلتون الذي قرر هذا الموسم خوض مغامرة جديدة مع مرسيدس اي ام جي بعد ان ترك فريق بداياته في عالم الفئة الأولى ماكلارين-مرسيدس، بأن السرعة التي أظهرتها سيارة مرسيدس "دبليو 04" في السباقين الأولين للموسم الجديد تؤكد بأن فريقه قادر على المنافسة بجدية على اللقب العالمي.
وأضاف هاميلتون الذي حل ثالثا الأحد الماضي في سباق ماليزيا خلف ثنائي ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل والأسترالي مارك ويبر، "نحن ثاني افضل فريق، أن تكون قريبا الى هذه الدرجة (من ريد بول) - كنت اتنافس مع سيارتي ريد بول في بعض مراحل السباق وان تكون في هذا الموقع فهذا الأمر يمنحك شعورا رائعا".
وبدا هاميلتون وزميله الألماني نيكو روزبرغ قادرين على مقارعة فيتل وويبر قبل ان يطلب منهما فريقهما التخفيف من سرعتهما لان الوقود قد لا يكفيهما حتى نهاية السباق، وقد اعتبر بطل العالم لعام 2008 بان النتيجة النهائية للسباق الماليزي كانت ستختلف لو لم يلجأ فريقهما الى استراتيجية توفير الوقود، مضيفا "لسوء الحظ، لم تكن لدينا الكمية الكافية من الوقود في السيارة، خصوصا في سيارتي. لجأت الى استراتيجية توفير الوقود منذ اللفة 25 وكان من المستحيل بالتالي منافسة من أمامي. كنت احاول في نهاية السباق توفير الوقود بشكل لا يصدق... أنا متأكد انه لو كنا نملك نفس كمية الوقود لكان الوضع مختلفا تماما، وبالتالي هذا الأمر يمنحني الثقة".
ورأى هاميلتون بأن المستوى الذي اظهره فريقه الجديد حتى الآن يؤكد بأنه جاهز للفوز بالسباقات، مضيفا في تصريح لموقع "اوتوسبورت" المتخصص "أعتقد بأنه (السباق الماليزي) يثبت بأنه لو واصلنا مشوارنا على الطريق ذاته فهناك إمكانية بأن نفوز بسباق في مرحلة ما من العام الحالي".
من المؤكد أن هاميلتون البالغ من العمر 28 عاما غامر بقرار الرحيل عن الفريق الذي اطلقه في عالم الفئة الأولى، من أجل انضمام الى آخر لم يحقق اي نتائج بارزة منذ ان اشترى براون جي بي عام 2010.
ولم يكن قرار هاميلتون بترك ماكلارين والانتقال الى مرسيدس مفاجئا لانه لم يكن راضيا عن النتائج التي حققها فريقه الموسم الماضي، خصوصا ان السائق البريطاني اضطر للانسحاب من ثلاثة سباقات قبل اتخاذ الرحيل ثم تواصلت معاناته بانسحابه من سباقين اخرين، بينهما في المرحلة الختامية على حلبة انترلاغوش البرازيلية.
كما بحث هاميلتون عن المزيد من الحرية التجارية التي تسمح له بالتعاقد بشكل منفرد مع رعاة خاصين به وهذا ما لم يكن مسموحا له به في ماكلارين-مرسيدس، لكن الامر الاهم بالنسبة له هو خوض تحد جديد يؤكد فيه ان باستطاعته ان يلعب الدور الذي عجز عنه الاسطورة الالمانية ميكايل شوماخر الذي فشل في الارتقاء الى مستوى التوقعات ما اضطره للاعتزال مجددا.
يشدد هاميلتون على أنه لا يشعر بانه تحت أي ضغط من أجل تحقيق المعجزات مع فريقه الجديد وذلك رغم أن منافسيه أصبحوا مقتنعين الآن بقدرته على المنافسة بقوة.
"لا أعتقد ان هناك أي آمال معلقة (عليه للفوز باللقب)، ما أشعر به هو كأنني املك تذكرة مجانية، انه عام حيث نعلم باننا قد لا نملك التوليفة الأفضل، لكنه تحد بالنسبة لي"، هذا قاله هاميلتون قبيل انطلاق الموسم.
وأضاف: "لا أعتقد بأن الضغط القادم من الخارج له أي علاقة بهذا التحدي، بل كل ما سيفعله هو تعزيز استمتاعي بالعمل مع فريقي والتقدم الى الأمام".
وظهرت سيارة مرسيدس "دبليو 04" جاهزة للمنافسة بقوة منذ التجارب الشتوية وصولا الى السباقين الأولين حيث حل هاميلتون خامسا في السباق الافتتاحي في أستراليا ثم ثالثا في ماليزيا أمام زميله روزبرغ.
لكن هاميلتون يؤكد بأن: "الضغط سيكون اكبر على السائقين الآخرين لأنهم كانوا يملكون سيارات رائعة (الموسم الماضي) وكانوا فاعلين في (تطوير) السيارة الذي ستخوض منافسات هذا العام. يواجهون ضغط الخروج الى الحلبة والمنافسة وتقديم أداء جيد، بالنسبة لنا، كل ما يأتي باتجاهنا يشكل مكسبا لنا".
وعمل هاميلتون جاهدا في تطوير أداء السيارة الجديدة لمرسيدس وذلك بحسب ما اكد مدير الفريق البريطاني روس براون، كاشفا ان طريقة عمل مواطنه ساعدت كثيرا في تطوير سيارة "دبليو 04" خصوصا في الطريقة المنهجية التي اعتمدها بطل العالم لعام 2008 في التعامل مع الأمور والتدقيق في كل تفصيل ممكن.
لقد أظهر هاميلتون الموسم الماضي أنه لم يفقد شيئا من الاندفاع والموهبة اللذين قاداه الى أن يصبح أصغر سائق يتوج باللقب العالمي عام 2008 قبل أن يتنازل عن هذا الانجاز لفيتل عام 2010، خصوصا في سباقات كندا والمجر وايطاليا والولايات المتحدة حين خرج فائزا بأسلوب قيادة رائع، لكن الحظ لم يسعفه لمنافسة السائق الألماني على اللقب العالمي بسبب الانسحابات العديدة التي اختبرها، ما دفعه لإنهاء الموسم في المركز الرابع بفارق 91 نقطة عن "سيب" الذي فاز بسباق أكثر من السائق الجديد لمرسيدس اي ام جي.
أرسل تعليقك