الأقصرـ سامح عبدالفتاح
استقبل محافظ الأقصر محمد بدر، وفدا من العائلة الحجاجية ومجلس إدارة مسجد أبو الحجاج لمناقشة احتياجات المسجد المسجل كأثر إسلامي،
حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 658هـجرية الموافق 1286ميلادية، وقد بني بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة.
واقترح أعضاء وفد العائلة الحجاجية ومجلس إدارة المسجد، إنارة مئذنة المسجد بإضاءة متحفية، بما يتناسب وأثرية المكان الواقع بساحة معبد الأقصر، وذلك بالتنسيق من لجنة من الآثار، على أن تستمر الإضاءة بعد الساعة 9 مساءاً وهي مواعيد غلق المعبد، على تشمل الإنارة الحديثة مستقبلاً مساجد أحمد النجم والسيد يوسف، كما تناول اللقاء سبل تطوير دورات المياه الملحقة بالمسجد، مع إمكانية تغيير مكانها للحفاظ على أثرية المكان.
يذكر أن المسجد مسجل كأثر إسلامي وهو عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبو ومدخله الرئيسي يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات كثيرة في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والحديثة، وهو مشيد على الجهة الشمالية الشرقية لمعبد الأقصر، ويبلغ ارتفاع مدخله 12 مترا، وأهم ما يميز المسجد عن بقية المساجد هو احتواؤه على أعمدة وأعتاب ونقوش تابعة لمعبد الأقصر، وقد جاء اكتشاف هذه النقوش بالصدفة البحتة بعد تعرض المسجد لحريق، عندما كشف العاملون بالترميم عن وجود أعمدة أثرية من الطراز الفرعوني مطمورة بالمسجد، وتبين أن هذه الأعمدة هي جزء من معبد الأقصر بعد أن غطاه تل من التراب والطمي وهو نفس التل الذي قام "العارف بالله" أبو الحجاج ببناء مسجده فوقه.
وكان العارف بالله القطب الكبير والصوفي الجليل أبو الحجاج الأقصري، ولد في بغداد أوائل القرن السادس الهجري وتوفي بالأقصر سنة 642 هـ، يرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي، وأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلمائه، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم نال قسطا وافرا من الثقافة الدينية، وحضر إلى مصر ثم رأى في منامه رؤيا تأمره بالرحيل إلى مدينة الأقصر في صعيد مصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ ولمسوا فيه علمه الغزير، ثم أقام مسجدا فوق أطلال معبد الأقصر ودفن فيه، والمسجد موجود حتى وقتنا الحالي
أرسل تعليقك