الأقصرـ سامح عبدالفتاح
نظم بيت الشعر في الأقصر، بالتعاون مع فرع ثقافة الاقصر، أمسية ثقافية بمقر قصر ثقافة إسنا، للشاعر فتحي عبدالسميع، تناول خلالها طقوس المصالحات الثأرية والتي تناولها في كتابه "القربان البديل"، وذلك في إطار قوافل بيت الشعر الثقافية في مراكز وقرى الأقصر.
وبدأت الأمسية، بكلمة تقديمية لمدير بيت الشعر بالأقصر حسين القباحي، أكد فيها على حرص واهتمام بيت الشعر بالأقصر بالحركة الثقافية في كافة ربوع مصر وسعيه الدائم في الوصول إلى مختلف الطبقات الاجتماعية من متلقي ومحبي الثقافة ودعمهم معرفيًا وثقافيًا.
وتناول الشاعر فتحي عبدالسميع، خلال حديثه في الامسية، طقوس المصالحات الثأرية والتي تناولها في كتابه "القربان البديل" الذي فاز بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2016 ، حيث تناول عبد السميع الجانب الفني والطقسي في موضوع الثأر، موضحًا العلاقة بين العنف والإبداع، مؤكدا أن القوام الأساسي والمحرك لقيام أية حضارة هو العنف والإبداع حيث تربط بينهما علاقة وطيدة الصلة و جدلية مستمرة بينهما منذ فجر التاريخ.
وأوضح عبدالسميع، أنه في الحضارة المصرية القديمة أدرك الإنسان المصري القديم المفهوم الرمزي للأضحية وقام بتحويلها إلى طقس رمزي، مؤكدا أن هناك علاقة وطيدة أيضًا بين المصالحات الثأرية والفن حيث تتم هذه المصالحات في طقوس رسمية توارثتها الأجيال من قديم الزمان وفرضها المجتمع والبيئة المحيطة.
كما تحدث عبدالسميع، عن ضرورة مواجهة المجتمع والأفراد لهذا الغول المتمثل في الثأر وما يولده من عنف لا ينتهي في المجتمعات الصعيدية وينهش في جسدها، وعن ضرورة تكاتف كل الأطياف للقضاء عليه ودور رجال الدين والمثقفين في هذا المجال، وضرورة أن تسخر الدولة مقدراتها وآلياتها للقضاء على هذه الظاهرة.
وفي ختام الندوة شارك الجمهور بسلسلة من النقاشات والأسئلة حول موضوع الثأر وكيفية التغلب عليه وما هو الدور الذي يقع على كل فرد في محيط أسرته ومجتمعه لمواجهة هذه الظاهرة ، حيث أجاب عبد السميع وأبدى استعداده لأن يعقد مزيدًا من المحاضرات والندوات التي تعني بتوعية الناس في القرى ودفع الناس إلى نبذ العنف والتطرف.
يذكر أن الشاعر فتحي عبد السميع، هو شاعر وكاتب مصري، حاز مؤخرًا على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية، وترجمت بعض نصوصه للإنجليزية، كما تُرجمت بعض نصوصه للألمانية عن طريق الورشة الإبداعية ببرلين بالاشتراك مع معهد جوتة وطبعت على اسطوانة باللغتين العربية والألمانية ضمن مختارات للشعر العربي، وشارك بأكثر من عشرين بحثا في مؤتمرات مختلفة، ونُشرت تلك الأبحاث في كتب مشتركة ومنها: الوعي الشفاهي والوعي الكتابي ـ المروى له في الخطاب الروائي ـ سينوغرافيا النص السردي ـ ثقافة الثأر وشعرية الهامة ـ ثقافة القبيلة ومستقبل الديمقراطية ـ القرآن الكريم وقصيدة النثر، كما صدر للشاعر فتحي عبد السميع، الخيط في يدي ـ هيئة قصور الثقافة ـ1997، وتقطيبة المحارب ـ كتاب حتحور ـ 1999، وخازنة الماء ـ المجلس الأعلى للثقافة ـ 2002، وفراشة في الدخان ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب 2008، وتمثال رملي ـ شعر، والموتى يقفزون من النافذة ـ شعر، والقربان البديل ـ دارسة عن الثأر في الصعيد ـ الدار المصرية اللبنانية.
أرسل تعليقك