أسيوط - مصر اليوم
تعرض محمود محمد عبد المالك، طفل من ذوي الإعاقة الذهنية، والطالب بالصف السادس الابتدائي بمدرسة التربية الفكرية بفريال بمحافظة أسيوط، لحروق من الدرجة الأولى بالجانب الأيمن من وجهه، وكذلك لضربات في الجانب الأيسر للوجه وصلت لفروة الرأس، وذلك أثناء تواجده بالمدرسة الواقعة بشارع محمود رشوان بجوار الشئون الاجتماعية بالمحافظة.
وتروي رضا محمد، والدة محمود، التي تبلغ من العمر 42 عامًا، تفاصيل ما حدث لابنها داخل المدرسة، موضحةً أنه تعرض للحرق في الجانب الأيمن لوجهه بـ”كبشة مطبخ”، والجانب الأيسر به كدمات تصل لفروة الرأس بسبب تعرضه للضرب، وذلك وفق تقرير الطب الشرعي بأسيوط.
وأوضحت رضا في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، أن ابنها تعرض للحرق بالمدرسة يوم السبت الموافق 26/10/2019، فكان قد ذهب للمدرسة مع أخته، وعلى إثر الحرق تم احتجازه بالمبنى الداخلي للمدرسة، دون علمها.
وأضافت: “ابني بقاله 4 سنين داخل المدرسة، في حاله دايمًا، لما رحت المدرسة يوم الأحد بعد الحرق بيوم، كنت رايحة بالصدفة عشان بقيس مساحات النجيلة الصناعية للمدرسة عشان دورت على متبرعين للحوش، رحت قعدت مع المديرة حوالي ساعتين ولم تبلغني بأن ابني محروق، طفل من اللي هناك قالي محمود حرقوه وحطوه في الداخلية، طلعت أجري وأنادي على المشرفة بتاعته، اصطدمت بيا في الدور التالت وقالتلي ابنك تحت، نزلت تحت للمبنى الدراسي اسأل عنه، بلغني أستاذه إنه في المبنى الداخلي للمبيت”.
وبحسب والدة محمود، حينما دخلت مرة أخرى إلى المبنى الداخلي، شهدت مدرس يحاول الهروب بمحمود، وأخذت منه الطفل لتجد ابنها محروق في النصف الأيمن لوجهه، وضربات في النصف الأيسر، مما دفعها للتوجه للمديرة للاستفسار منها عما جرى، فتخبرها أن ابنها قد وقع عليه شاي ساخن، وذلك دون أن يبلغها أحد أو يأخذون الطفل إلى المستشفى لعلاجه، فلولا الصدفة ما اكتشفت رضا حروق ابنها.
استشهدت والدة الطفل، التي تعاني من سرطان في الدم، على واقعة حدثت أمامها يوم الأحد بالمدرسة، فقد تعرض طفل “منغولي” لكدمات بسيطة، جعلت مشرفته تحرر محضر بذلك فور حدوث الإصابة وتقوم باستدعاء ولي أمره، وتتسائل رضا لم لم يتم استدعائها كما حدث مع الطفل سالف الذكر؟، ولم لم يذهب ابنها للمستشفى؟، ولم تم حبسه بمبنى المبيت؟، ولم تم منعها من رؤيته؟
كما أضافت والدة محمود، أنه منذ 4 سنوات كان محمود قد وقع علي “سرفيس” الطعام مما أدى لجرح في ذقنه أخذ على إثره “4 غرز”، وتم نقله للمستشفى، حيث أبلغها مدير المدرسة بما تعرض له ابنها، فلم لم تفعل ذلك المديرة الحالية للمدرسة؟
ينتمي محمود إلى أسرة مكونة من 5 إخوة، لديه أختان وشقيقان، توفي والده منذ 9 سنوات، ولم يبق معهم سوى والدتهم المريضة، لذلك تتركه بالمدرسة ليتم رعايته أثناء تلقيها جلسات الكيماوي بالمستشفى.
وبحسب الأم: “في يوم جه محمود وقالي يا ماما ضهري واجعني، ولما سألته عن السبب قالي عشان نمت في مخزن المدرسة، فاستغربت أنا واخته من هذا الكلام لأن المفروض لهم عنابر للمبيت، ولما اخته عرفت تردي الأوضاع داخل المدرسة، فقررت تتبرع بأموال لشراء مخدات وتصليح الآسرة داخل المدرسة، وبالفعل حصل كده وروحنا المدرسة وجبنا صنايعية للتصليح ولقينا الزبالة منتشرة في حوش المدرسة”.
وأشارت والدة محمود، إلى أنه في اليوم التالي من ذهابها هي وابنتها لتصليح الأسرة، أخبرها الأمن أن دخولها ممنوع بقرار، لكن مديرة المدرسة أنكرت ذلك عندما واجهتها.
وتستكمل أم محمود شرح ملابسات الواقعة، فأوضحت أنه بعدما رأت ابنها مصاب بالحروق، اتجهت به على مديرية التربية والتعليم بأسيوط، فأخبروها أن تعود للمدرسة مرة أخرى، وعند عودتها وجدتهم قد حرروا مذكرة بالواقعة وأقروا فيها أن محمود قد تعرض “لدلق شاي عليه من أحد أصدقائه دون قصد”.
وبينت أنهم منعوا خروج ابنها معها، وعند خروجها من المدرسة سمعت أحد الأطفال يخبرها أنهم حرقوا محمود داخل المطبخ، الأمر الذي أثار جنون والدة الطفل واتجهت لتحرير محضر، حيث أخبروها بضرورة وجود محمود معها.
وتابعت رضا محمد: “رحت أخدته تاني يوم وطلعت بيه على المستشفى، وهم من أخبروا الشرطة ومنها للنيابة، وكتبوا تقرير طبي بأنه تعرض لحروق من الدرجة الأولى والثانية في الجانب الأيمن لوجهه، وضربات بالجانب الأيسر واصلة لفروة رأسه، ثم اتجهنا بعدها للنيابة وعند استجواب الطفل قال مديرة المدرسة هي من أحرقته بالكبشة داخل المطبخ، وعند عرض محمود على خبراء وإخصائيين تخاطب وإعاقة ذهنية أكدوا نفس كلام محمود، لذلك ذهبنا بعدها لعمل تقرير بالطب الشرعي بناء على طلب رئيس النيابة، ليؤكد التقرير أن الطفل تعرض لحروق من الدرجة الأولى في الجانب الأيمن من الوجه، وبرسم المقاسات تبين إن الأداة تشبه الكبشة، كما أنه تعرض لضربات في الجانب الأيسر للوجه، ولا تمت الجروح لدلق شاي إطلاقا”.وتسهب أم محمود في سرد تفاصيل الواقعة، بعد تحرير المحضر جاء أقارب مديرة المدرسة لمحاولة الصلح، فهي لديها أخ مستشار وآخر ضابط، وقريبها كان نائب برلمان أسبق، لكنها رفضت الصلح معهم، وبعدها تلقت اتصال هاتفي لشخص سألها هل ستتنازل أم لا، ورفضت الأم ذلك، فأغلق الأخير المكالمة معها، ثم تلقت اتصال هاتفي بعدها من ابنتها تصرخ وتقول لها “الحقينا ناس بتكسر الباب الحديد علينا يا ماما”.
وبينت رضا محمد أنها توجهت للمحافظة فأوصلتها المحافظة لضباط أرسلوا معها خفير ليجدوا أطفالها مربوطين على السرير بالغرفة الداخلية.
وذكرت، بشهادة مدرسة محمود التي أكدت أن محمود طفل ليس عدواني، بل يساعد كثيرًا في المدرسة، فهو ليس من نوع الأطفال العدائية إطلاقا، وتتمنى أم محمود أن يصل هذا الأمر لكافة المسئولين حتى ينصروا ابنها المعاق اليتيم، لأنهم “أغلب ناس على الأرض”، بحسب تعبيرها.
قد يهمك أيضا :
محافظ أسيوط الجديد يؤكد تحسين خدمات المستشفيات والمدارس
الحكومة ترد على صحة توقف المساعدات المادية لذوي الإعاقة بالقانون الجديد
أرسل تعليقك