داخل شقة متواضعة في شارع عباس أبوفايد، في منطقة بشتيل، نشأ "إكرامي م."، مع والديه وإخوته الخمسة، عُرف عنه حبه للحياة، مرّت أعوام الطفولة، وأحبّ "ميرفت"، بنت الجيران، وتعلق قلبه بها طوال إقامته في المنطقة، وكذلك هي، حسب مالك جراج في المنطقة.
وكبر "إكرامي"، و"ميرفت" أيضًا، في المنطقة الشعبية، وظنا أن القدر سيبتسم لهما ويجمعهما "عش الزوجية"، لكن "الفراق" قال كلمته، فتزوج هو بـ"رباب" التي تقطن في منطقة الموقف في بشتيل في الجيزة، وينتقل للإقامة بشقة في شارع الحداد، وينجب منها 3 أطفال، بينما أصبحت "ميرفت" في عصمة تاجر من أصول صعيدية رزقت منه بطفلين، وفقًا لـ"عاطف" شقيق إكرامي الأكبر.
وبعد مرور أكثر من 15 عامًا، جمعت الصدفة الحبيبان في منطقة الوراق، لقاء استمر دقائق معدودة تحدثت فيها الأعين، واتفقا ألا يكون الأخير، طوال طريق العودة، مرّ شريط الذكريات أمام "ميرفت" لتسبح في ملكوت آخر، قطعه صوت هاتفها الجوال "ميرفت.. كنت محتاجك تدي ابني الكبير درس خصوصي"، فأيقنت أن بإمكانها إعادة "المياه لمجاريها" ثانية، ولم تحتاج زوجة إكرامي وقتًا طويلًا لاكتشاف حقيقة الأمر بوجود علاقة بينه و"مدرسة الأولاد"، حيث اعتاد المكوث في المنزل وقت حضورها، فتعددت الخلافات بين الزوجين، ووصل الأمر للطلاق، يؤكد شقيقه عاطف .
أيام قليلة مرَّت على ترك "رباب" المنزل مصطحبة نجليها للإقامة مع والدتها في منطقة النهضة، فقرر إكرامي عرض الزواج على "الحب القديم" التي زعمت انفصالها أيضًا عن زوجها، فتزوجا عرفيًا داخل شقة في الطابق الخامس في شارع محمد مبروك في بشتيل، وفقًا لصديقه تامر ريشة.
ولكن فرحة "إكرامي" لم تدم طويلًا، بسبب خوف "ميرفت" من انكشاف أمرها أمامه، فتوجهت إلى والدته وطالبتها بإقناع نجلها بمنحها ورقة الزواج العرفي "عاوزة أرجع أعيش مع عيالي"، لكن طلبه قوبل بالرفض "مش هطلقها دي مراتي"، وأصرت والدة إكرامي على إنهاء تلك الزيجة التي لم ترض عنها قط، فطالبت شقيقه عاطف بإنهاء الأمر، "طلبت منه مفتاح شقته أبات ليلة على أساس إني غضبان مع مراتي" يشير "عاطف" إلى أنه اتصل بـ"ميرفت" وطالبها بالحضور، وحصلت على ورقة الزواج وكارت ميموري وخاتم زواجها.
وعقب مرور عام، استطاع إكرامي إقناع ميرفت ثانية، واصطحبها إلى شقة والدته، مستغلًا حصوله وأشقائه على نسخة، وفوجئت العجوز بنجلها في أحضان "ميرفت"، فقررت تغيير "الكالون" وطالبته بعدم الحضور رفقتها ثانية، لتنقطع علاقة الابن بوالدته بعدها، تؤكد زوجة "عاطف" .
وأكد شقيق إكرامي أن الأخير حرر ورقة زواج أخرى من "ميرفت"، لم تفارق حافظة نقوده قط، لتستمر علاقة العشيقين، حيث تقضي "ميرفت" 3 أيام في الأسبوع في منزل إكرامي، مستغلة تواجدها في نفس المنطقة بشكل يومي عقب دخولها كشريكة في مشروع دار حضانة "أولاد المستقبل"، لكن الأمر لم يدم طويلًا، حيث دبت الخلافات بينهما، وتجددت مطالبتها له بمنحها ورقة الزواج، فما كان منه إلا تهديده لها، وفقًا لتحريات المباحث.
واختمرت في ذهن "ميرفت" فكرة التخلص من "إكرامي" خوفًا من الفضيحة والسجن، فاتفقت مع سيدة تعمل لديها في الحضانة، تدعى سارة، على استدراجه لشقتها مقابل 20 ألف جنيه، بزعم عرض الشقة للبيع، تزامنًا مع اتصالها به، مطالبة إياه بوجود مشترٍ خليجي لشقته.
وحضر "إكرامي" للشقة، ووضعت له ميرفت وسارة أقراصًا مخدرة في مشروب النسكافيه، وعقب استغراقه في النوم، استولت المتهمتان على المبلغ وهاتفي محمول، ثم ذبحاه وقطعا جسده بالساطور إلى 5 أجزاء، ووضعاها داخل 3 أكياس، ثم ألقوا الجزع بترعة المتربة في إمبابة، وباقي الأجزاء "الرأس، الذراعين، الخصر، الساقين" في نهر النيل من أعلى كوبري الوراق، حسب تحريات مباحث أوسيم.
واتصل "عاطف" بشقيقه للتأكيد على موعدهما الذين اتفقا عليه "كنت اتفقت معاه نشتري عربية لمراتي مخصصة لمتحدي الإعاقة"، يوضح الشقيق الأكبر لـ"إكرامي" أنه أراد أيضًا إخباره بحضور شقيقهما إسلام من الجيش، لكنه وجد هاتفه مغلقًا طوال يومين، فتوجه إلى شقته، لكن دون جدوى، فقرر كسر الباب، فوجد "العصافير" -التي كان يعشقها إكرامي- قد نفقت من الجوع والعطش، ليتسرب الشك إلى داخله "لو هيسافر كان سابهم مع حد من أصحابه"، مؤكدًا أنه حرر محضرًا بتغيبه في قسم شرطة أوسيم، وألحق به أوراق هاتفه على أمل الوصول له.
ولكن الصدفة جمعت بين والدة إكرامي وميرفت أسفل نزلة الطريق الدائري ببشتيل، فتشبثت بها أمام المارة "وديتي ابني فين" فأجابت "أنا معرفش عنه حاجة من عامين"، وطالبتها بالانصراف، واعدة إيها بالحضور إلى منزلها في المساء، وقبل أيام من عيد الفطر المبارك، وجدت "ميرفت" نفسها في جلسة استجواب من قبل والدة إكرامي وشقيقه عاطف وعمه -الذي قدم من بني سويف- لكن إجابتها لم تتغير، متمسكة بأنه "كان بيموت فيا وأسراره معايا.. بس سبته من سنتين"، فرد شقيقه "إزاي وهو مديني كارت عليه صور ليكي من قريب"، لترد "كان بيجبرني أجيله 3 أيام"، ومنحتهم كارت ميموري به..
أرسل تعليقك