الجيزة - مصر اليوم
انهار الزوج فوق أقرب مقعد، يتعلق بصره بباب الغرفة، وكأن شيئًا يشد عينيه بخيط غير مرئي يمنع رأسه من الالتفات.
تصاعدت أدخنة سيجارته المشتعلة، وارتسمت على ملامحه شبح ابتسامة يشوبها استخفاف، ثم يفسح للعواطف طريقًا سابحًا في بحر الذكريات، تراود مخيلته تصرفات زوجته الفارعة القوام، مفتولة العضلات، فوق جبينها أحلام، لكن في صدرها شيطان أيضًا، كلما تعثر في سد احتياجاتها من متطلبات المنزل تتحول المشادة بينهما إلى قوة الزلزال، ويكون العقاب التطاول عليه بالضرب والسب، وأحيانًا أخرى تلين وتهدأ لتصبح في وداعة النسيم، بعدما يلبي رغباتها.
وفي أخر مشادة كلامية تركت على إثرها المنزل، وباءت كل محاولاته معها بالفشل، واتخذت من منزل والديها المتوفيين سكن لها، ولم تبال بطفلها الصغير الذي تركته معه، تعددت اللقاءات بينه وبينها في محاولة لإعادتها إلى عش الزوجية لكنها كانت ترفض العودة وبشدة، تسلل الشك بداخله معتقدًا بأنها على علاقة بأحد الأشخاص خاصة عندما حاول التقرب منها لممارسة حقوقه الشرعية بمنزل والديها، إلا أنها نهرته ووبخته، وطالبته بمبلغ 20 جنيهًا.
ورغم جسده النحيل؛ وفجأة وبدون مقدمات تملكته قوة خارقة، وبسرعة شديدة قام بلف «كوفية» حول رقبتها وأحكم قبضته عليها، تراود مخيلته إهانتها له واعتداءها عليه بالضرب طوال فترة زواجهما، وأنها لم تتذكر له صنيعًا طيبًا أو معروفًا، غير طفلهما الذي تركته يستشعر اليتم رغم وجودها على قيد الحياة.
أفاق الزوج على أنينها، وتقطع أنفاسها لكن بعد فوات الأوان حيث لقيت حتفها خنقًا، أغرورقت عيناه بالدموع، وهرول مسرعًا بالهرب.
وأمام المستشار شريف صبحي مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، اعترف الزوج بأنه قام بخنق زوجته بعدما فاض به الكيل من تصرفاتها والاعتداء عليه بالضرب، ولأنها كانت سليطة اللسان، ولكثرة الخلافات بينهما بسبب مصاريف المنزل، وطلبها الدائم للأموال، وفي يوم الحادث انتابه الشك في سلوكها عندما رفضت معاشرته أكثر من مرة.
صرح وكيل النائب العام بدفن جثة الزوجة بعد العرض على الطب الشرعي، ووجه له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وأمر بحبسه على ذمة التحقيقات.
أرسل تعليقك