الجيزة - مصر اليوم
أصدر اللواء كمال الدالي، محافظ الجيزة، اليوم السبت، قرارًا بمنع بيع أو تداول بطاقات "كارت بوستال" في المناطق السياحية والأثرية بنطاق المحافظة، إلا بعد الحصول على تصريح من الجهة المختصة بذلك.
وربما لا يعرف الكثيرون ماهية "كارت بوستال"، والذي برغم غموض مفهومه إلا أن له تاريخ كبير، فهو عبارة عن بطاقة صغيرة مدون عليها رسالة أو تحية مباشرة لشخص ما يتم إرسالها عبر البريد، وفي الغالب تحمل هذه البطاقة الصغيرة صورًا مختلفة بعضها لمعلم سياحي أو فلكلور أو مواضيع مميزة أخرى كالنباتات والأزهار والمتاحف والحرف اليدوية.
كان لهذه البطاقة امتداد تاريخي يعود لآلاف السنين، والتي ظهرت لأول مرة في تاريخ العالم من ضفاف النيل ومراكب الزهور ومواكب الفراعنة والكهنة، والمسلسلات والأهرامات وأبو الهول.
تطورت البطاقات البريدية الفرعونية لتأخذ شكل تبادل التهاني بين الأسر الفرعونية المختلفة في عيد الحصاد وفيضان النيل، كما تطور استخدامها مع الفتوحات الإسلامية للبلدان العربية، وأصبحت تتبادل بين الأمراء والسلاطين، وسميت في هذه المرحلة بـ"القراطيس".
انتقلت الفكرة إلى أوروبا بشكل سريع، وتلقفها كبار الفنانين هناك، ومنهم الفنان الإنجليزي جون هورسلي عام 1846 عبر تصميم بطاقات بريدية ترصد جماليات وسحر الشرق الذي كان متيمًا به عندما يوفد من قبل حكومته لمصر وسوريا والعراق.
وشهدت هذه الكروت نقلة نوعية في أوروبا منتصف القرن التاسع عشر بسبب ظهور التصوير الفوتوغرافي، الذي سجل جماليات العمارة والآثار والطبيعة في أوروبا والعالم، مع التركيز على جماليات وسحر الشرق في مصر ودمشق وبلاد ما وراء النهرين، وفي عام 1862 عينت الملكة فيكتوريا، المصور دي فرانسيس برفورد ليلتقط اللحظات التاريخية والأحداث الهامة بعيون عدسات الكاميرات في رحلة أمير ويلز إلى مصر وسوريا، والذي التقط 210 كارت بوستال خلال هذه الرحلة.
ورأى الفنان والمصور البريطاني توم فيليبس، الذي جمع ونشر صور 1000 بطاقة بريدية مسلسلة تاريخيًا من 1900 وحتى 1999 في كتاب بعنوان "قرن البطاقات البريدية"، أن العامل الرئيسي المتحكم في سوق البطاقات البريدية هو قوة شعور الحنين إلى الماضي والذكريات لدى المشترين.
ومثلت الآثار حول العالم مادة خصبة لكروت البوستال، وتأثر المصور الكويتي جعفر إصلاح بكل ما يدور في قاهرة المعز، وجمع صور تعتبر مادة خصبة لبطاقات بريدية حكت تاريخ شعب مصر في ألبوم "روح مصر".
بمرور السنوات أصبح كارت البوستال صناعة كبيرة وليس مجرد هواية كما بدأ خاصة في دول شمال إفريقيا وعلى رأسها مصر وسوريا، وما يميز هذه البطاقات أنه برغم عتاقتها تظل صامدة في وجه طفرة التحديث ورسائل الإنترنت.
أرسل تعليقك