القاهرة - مصر اليوم
خرج "هاني"، (6 سنوات) من نادي الطالبية، مساء الأحد، سعيدًا برفقة والدته وشقيقه الصغير "ياسين"، (4 سنوات)، كان قد أنهى مباراة تنافسية بين ناديه وغريمه الشرقية للدخان.
اصطحبت الأم طفليها عائدة للمنزل من البوابة المطلة على شارع الطالبية، تفصلهما أمتار قليلة عن مكان استقلال وسيلة المواصلات حتى افترق "ياسين" عن والدته وشقيقه، فسقط داخل بيارة صرف صحي، دون غطاء، لتعثر فرق الإنقاذ على جثته في محطة الصرف الصحي بمنطقة فيصل.
لم يتردد أهالي منطقة نادي الطالبية، غرب محافظة الجيزة، لحظة عندما سمعوا صوت صراخ سيدة تستغيث بهم في السابعة والنصف، من مساء الأحد، "ابني وقع في البلاعة إلحقوني.. إلحقوني"، فهُرعوا إلى مصدر الصوت، لكنهم وقفوا بلا حول ولا قوة؛ بسبب مشاهدتهم عمق الغرفة، وعلمهم بأن التيار سيسحب الطفل إلى محطة الصرف الصحي بمنطقة فيصل.
بالقرب من "غرفة الصرف"، وقف رجل أربعيني، ناظرًا لمكان الحادث، قبل أن يقول : "محدش سرق الغطا، وقبل 5 أيام من الحادث جاءت سيارة تابعة للصرف الصحي وحملت غطاء البلاعة على سيارتهم (عليها كلمة طوارئ)، وحملوا الغطاء على السيارة، وأغلقوا الغرفة بقطعة من الخشب وفوقها عدد من الحجارة".
والتقط خيط الحديث "سمير محمد"، يعمل بمنفذ بيع لحوم بالقرب من مكان الحادث، قائلًا إن سيارات الصرف الصحي اعتادت تفريغ سياراتهم داخل بالوعة الغرفة المقابلة للمنفذ وبعد عدة محاولات أبعدوهم للغرفة المقابلة لنادي الطالبية وتبعد عدة أمتار عن المنفذ، وقبل عدة أيام أخذوا غطاء الغرفة لتسهيل التفريغ لهم داخلها، دون جهد في فتحه وإغلاقه.
كاميرات المراقبة المتواجدة على أحد المباني المقابلة لـ"غرفة الصرف" التي شهدت الحادث، رصدت اعتياد سيارات الصرف الصحي المدون عليها كلمة "طوارئ" تفريغ سياراتهم داخل الغرفة بسبب أنها قريبة من محطة الصرف الصحي وتسهيل سحب ما بداخلها.
وكشفت كاميرات المراقبة أنه في تمام الساعة 6:15 دقيقة من يوم 21 أغسطس، أي قبل الحادث بـ4 أيام، قام سائق السيارة بصفته عامل صرف صحي فور انتهائهما من تفريغ السيارة برفع غطاء الغرفة ووضعه أعلى السيارة، وحمل كل منهما حجرًا ووضعاه بدلا من الغطاء بعد سد الغرفة بقطعة خشب.
وقبل الحادث بـ6 ساعات جاءت سيارة تابعة للصرف الصحي لتفريغها داخل الغرفة، وبعدها وضعوا القطعة الخشبية أعلى الغرفة.
وعن الحادث، أوضحت الكاميرات أن والدة الطفل خرجت من النادي في تمام الساعة السابعة والنصف رفقة طفليها، وتصادف مرورهم مع رجوع سيارة للخلف، فافترق الطفل عن والدته وشقيقه، ومع تشغيل إنارة السيارة الذي اخترق عين الطفل لم يشاهد الغرفة فسقط فيها.
لم يلاحظ أحدًا سقوط الطفل داخل الغرفة إلا سيدة كانت جالسة بجوارها، ما جعلها تهرول نحوه لكن دون جدوى، بسبب عمق الغرفة وسحب الصرف من المحطة التي تبعد كيلو مترًا من الغرفة.
هُرع الأهالي؛ بحثا عن غطاسين بمحطة صرف صحي بالقرب من مكان الواقعة لكن دون جدوى، فجاء البديل وهو الاتصال بشرطة النجدة التي أخطرت بدورها غرفة عمليات الإدارة العامة للحماية المدنية تحت إشراف اللواء هشام صادق، والتي حضرت بعد دقائق معدودة، وتتبعت الغرف من الطالبية إلى فيصل، وانتشلوا الطفل بعدما عثر عليه بمحطة الصرف الصحي المتواجدة بمنطقة فيصل.. ولكن جثة هامدة!.
وأحال اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، الواقعة إلى النيابة العامة للتحقيق.
كان بلاغ قد ورد لغرفة عمليات محافظة الجيزة بسقوط طفل 4 سنوات ببالوعة صرف صحي أمام نادى الطالبية، ما أدى لوفاته بعد فشل محاولات إنقاذه.
وفي بيان لها، أكدت المحافظة أنها لن تتهاون في مواجهة أي مظاهر للإهمال ومحاسبة المقصرين، وتقدمت بخالص العزاء لأسرة الطفل المتوفّى.
قد يهمك أيضًا:
مقتل تلميذين انقلبت بهما سيارة ملاكي داخل ترعة في سوهاج
حريق هائل في 6 منازل و14 حوش ماشية في سوهاج
أرسل تعليقك