القاهرة - مصراليوم
مساكن بلا أسقف، حوائطها مهدمة، بدون دورات مياه، تحاصرهم مياه الصرف الصحى والحيوانات الضالة وأكوام القمامة، حياة غير آدمية يعيشها بالفعل 70 أسرة بمساكن عمال السكة الحديد بمنطقة كرموز غرب الإسكندرية، أو كما يطلق عليها سكانه «مساكن مخازن الجورن» تلك المنطقة التي سقطت من حسابات المسؤولين بمحافظة الإسكندرية، ويستغيث سكانها بالمسؤولين لحل مشكلاتهم، "الأخبار المسائى" رصدت شكاوى قاطنى تلك المنطقة في هذه السطور. بدرية محمد من سكان المنطقة، تقطنه وأسرتها منذ أكثر من ربع قرن، نظرا لعمل زوجها بالسكة الحديد، تشتكى: "هذا المكان غير مريح بالمرة ونشعر بالمشقة في الاستمرار فيه حيث يتعرض للغرق بصفة مستمرة بفعل مياه الصرف الصحي صيفا وشتاء".ليست مياه الصرف فقط التى تحاصر المكان دائما، ولكن أمطار الشتاء أيضا، التى تسقط على سكان المنازل من الأسقف إلى داخل البيوت. تقول "بدرية" إن المياه تغطي الحوائط داخل المنازل فلا أسقف تحمينا، ولا حوائط تسترنا، وتقف حائلا بيننا وبين أمطار وصقيع الشتاء ونحن نعيش في غرفة واحدة فقط بعد أن سقطت أسقف باقي مساحات البيت، وتهدمت حوائطه وقم
ت أنا وأهالي المنطقة بمخاطبة المسؤولين سواء في حي غرب الإسكندرية، أو هيئة السكة الحديد، ولكن دون جدوى، حتى نواب البرلمان لجأنا إليهم ولكن لم يسأل عنا أحد.
ويضيف أبوالحسن عوض، ومقيم بالمنطقة منذ 25 عاما، أنه كان يعمل ملاحظ بلوك بالسكة الحديد، وأن كل منازل المنطقة آيلة للسقوط، وأسقف المنازل تسقط على رؤوس أصحابها، وهناك أكثر من حالة وفاة، وإصابات بالغة جراء هذا، إلى جانب مياه المجاري التي تغرق المنازل على مدار السنة ومياه الشرب غير الصالحة، مؤكدا أنه وسكان المنطقة قاموا بعمل شكاوى على مدار سنوات عديدة للمسؤولين، وأن هناك عضو مجلس نواب حضر مؤخرا وتم عمل حصر للمنازل والبيوت ولم يجد جديدا حتى الآن.أما هند محمد فرحات فتشير إلى أنها تقيم بتلك المنطقة منذ ما يقرب من 20 عاما، وأن المكان يعاني من الحوائط المكهربة، فنظرا لتهالك شبكة الكهرباء والأسلاك، وكذلك تهالك الحوائط والأسقف، وتعرض حديد الإنشاء بها للصدأ، فأنه مع غرق المكان بفعل مياه المطر فى الشتاء ومياه الصرف طوال العام، تصبح الجدران أحيانا "مكهربة" وتسبب أضرارا لا حصر لها قد تصل بمن يلمسها للموت صعقا بالكهرباء.وتضيف "هند": "نحن لا نطالب إلا بسكن آدمي من الحكومة والتي خاطبناها كثيرا على مدار سنوات عديدة، ولكن دون جدوى، حتى أن مسؤولى حي غرب عندما تقدمت لهم بطلب سكن فكان ردهم «إحنا بنتحرك لما البيت ينهار».يقول محمود حسن، إنه يسكن بالمنطقة منذ حوالي 10 سنوات حيث يعمل ملاحظ ورشة بهيئة السكة الحديد، وأنه ينتظر سقوط المنزل في أي وقت فهذه المساكن عمرها أكثر من 200 عام، وكانت تستخدم كمخازن وقت وجود الإنجليز في مصر وكان يطلق عليها وقتها، "مخازن الجورن" وبعد ذلك خصصتها الحكومة المصرية كمساكن لعمال هيئة السكك الحديدية، مشيرا إلى أن المكان أصبح غير آدمي بالمرة، حيث يسكنها إلى جانب البشر الحشرات والحيوانات الضالة، والبلطجية، والخارجون على القانون ليزيدوا من الأخطار التى يتعرض لها أهل المكان.
أما محمد صلاح أحمد، وهو من السكان القدامى بالمنطقة منذ 37 عاما تقريبا وهو يعيش داخل دورة مياه، هو وأبناءه الأربعة، والتي تقع تحت صهريج خزان مياه السكة الحديد الذي يخص الإنجليز منذ عام 1907 وأنه يعاني في هذا المكان أشد المعاناة، هو وأولاده، وزوجته المريضة، حيث تنتشر الزواحف والحشرات، والحيوانات الضالة والخارجين عن القانون.ويضيف "محمد" نحن مهددون فى كل لحظة بسقوط خزان مياه السكة الحديد والذي كان يستخدم وقت وجود الإنجليز في مصر فوق رؤوسنا حيث أصبح متهالكا ومتآكلا بفعل الصدأ ومرور أكثر من 100 سنة على إنشائه ولا تستطيع أي سيارة إسعاف أو مطافئ دخول إلى هذه المنطقة الأكثر من عشوائية حتى أنه في الشتاء لا تتمكن سيارات الصرف الصحي من الدخول إليها هذا إلى جانب المعاناة من مياه الشرب غير الصالحة والتى تسببت فى إصابة الكثيرين بأمراض مزمن.هكذا يعيش سكان تلك المنطقة وجميعهم يعيشون على حلم الحياة الآدمية، وينتظرون من يجبر بخاطرهم ويحقق لهم الحلم.
قد يهمك ايضا
هدم عقار شديد الخطورة غرب الإسكندرية
"الثروة الداجنة" تطالب بتفعيل دور جهاز سلامة الغذاء
أرسل تعليقك