توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوقاف الإسكندرية تطلق أمسيات دينية في المساجد لمواجهة التطرف

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أوقاف الإسكندرية تطلق أمسيات دينية في المساجد لمواجهة التطرف

الشيخ محمد العجمى
الإسكندرية - محمد المصري

نظمت مديرية أوقاف الإسكندرية أمسيات دينية عقب صلاة المغرب أمس الثلاثاء تحت عنوان " مواجهة الغلو والتطرف منهج نبينا وأمن وطننا " تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بضرورة محاربة التطرف بكل أشكاله وبكافة أنواعه ونشر الفكر الوسطى المستنير وغرس حب الوطن والانتماء فى نفوس أبناء الوطن.

وقال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن الغلو والتطرف في اي مجتمع له أسبابه واجواؤه التي يترعرع فيها، واذا اريد مواجهته او معالجته فلا بد من التعرف على الاسباب التي ادت اليه، ودراسة البيئة التي نشأ فيها، اذ انه يعتبر نشازا وغير طبيعي، سواء اتخذ شكلا دينيا او تلبس بفلسفات اجتماعية، او كان خروجا على المجتمع بأعرافه وأساليبه. وإذا نظرنا نظرة تأمل وانصاف الى الاسلام ـ وهو رسالة الله الخاتمة للبشر ـ في مصدريه الاصليين، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما فهمه السلف الصالح من هذين الاصلين، او استنبطوه من احكام، لما واجههم من قضايا جدَّت في حياتهم، وبخاصة حينما اختلطوا مع الامم والشعوب الاخرى، وكان لحضارة الاسلام من خلال ذلك الاسهام الفعال في الحضارة الانسانية كلها، اذا نظرنا تلك النظرة، او نظرنا الى المجتمعات المسلمة التي تسير على هدي الاسلام الصحيح منذ عهد الرسالة الاول والى عهدنا الحاضر، نقطع بأن الغلو والتطرف واساليب الارهاب ابعد ما يكون عن الاسلام واهله، اما حينما يضعف ارتباط بعض المسلمين بدينهم، ويزيد جهلهم به، فإنه من الجور وعدم الانصاف ان تُنسب تصرفاتهم إلى الاسلام، وهو رسالة الله الخالدة، وصراطه المستقيم، الذي جعله وسطا، وجعل امته الوسط: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».

وتابع العجمى قائلا: أنه لا علاج للغلو والتطرف اذا وجد في فئة مسلمة إلا بتصحيح تصوراتها عن الاسلام، واعادتها الى الكتاب والسنة، وايضاح منهاج سلف الامة الصالح، الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان، ايضاحه لهم لكي يعودوا للحق، ويبتعدوا عن المغالاة، اي يُعالج الغلو بالعلم الشرعي الصحيح، بتطبيق شرع الله، واقامة فرائضه، واحلال قيمه المكانة اللائقة بها، بين الافراد والجماعات، اذ ان دين الاسلام ليس افكارا ولا فلسفات، لكنه ضوابط لسلوك البشر، وطريق واضح لعبادة الناس لربهم، تلك الغاية التي خلقوا من اجلها: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» كما أن الغلو والتطرف، سواء أكان في المعتقد، ام في السلوك والتعامل، يتنافى مع الاسلام ومع منهج النبى صلى الله عليه وسلم.

وأكد العجمى على أن «مواجهة الغلو في الدين تكون بتفقيه الناس في امر دينهم لأن الدين الاسلامي في حقيقته يرفض الغلو فاننا في الحقيقة فالدين الاسلامي هو دين التعددية بمعنى ان يسمح للآخرين بالتعبير عن وجودهم من خلال ممارسة شعائرهم، وهذا الكلام الذي نقوله ليس كلاما نظريا، وانما هو كلام يعتمد على النصوص والممارسات الراشدة للمسلمين».

و الإسلام يقترح على المخالف في الدين البر والقسط والاقساط «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين»، هذه الآية الكريمة قدمت للمخالف في الدين البر والقسط والاقساط. والاقساط كما يقول القاضي ابو بكر العربي ان تعطيه قسطا من مالك في مقابل المودة والبر، ولكن بشرطين غير مجحفين تضمنتهما الآية وهما الا يقاتلني في الدين والا يخرجني من ارضي ودياري، هذان الشرطان وضعهما القرآن الكريم، وهما صالحان بالامس كما صالحان اليوم وغدا.

وشدد العجمى على أن مواجهة الغلو والتطرف مهمة عاجلة وضرورية تقع على كاهل العلماء والمثقفين والمفكرين الذين يجب ان يقوموا بدور فعال في تشديد الخطاب وترشيد الصحوة ومواجهة الهجمة التي تتهم الاسلام والمسلمين بالعدوان والعدوانية بالحجة والبرهان لا بالسيف والسنان، انها مهمة معقدة ولكنها مجيدة، يجب علينا ان نقوم بها لنعضد جهود القيادات الرشيدة، التي تدعو الى الخير وتأمر بالمعروف، تلك مهمة امة الاسلام «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون»، وكذلك «جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، فلنغرس الوسطية لنقوم باداء واجب الشهادة.

واختتم العجمى حديثه قائلا :إن منهج اهل السنة والجماعة منهج وسط بين الامم، ووسط بين الفرق الغالية، ووسط بين المفرطين المتساهلين والمتشددين وهذه وسطية في كل شيء، والوسطية ليست التساهل، لكنها التزام بالدين، وأقول لعلاج الغلو لا بد من نشر منهج النبى صلى الله عليه وسلم فى الإعتصام بكتاب الله والسنة الصحيحة عملا وقولا واعتقادا على علم وبصيرة، والتزود بالعلم الشرعي الصحيح، والاخذ بمنهج الوسطية والاعتدال في شؤون الحياة كلها لانها من ابرز خصائص الاسلام، ولزوم جماعة المسلمين، والتربية الايمانية الصحيحة على منهج القرآن وبنبراس من تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته واصحابه، والتربية على منهج السماحة وخفض الجانب للمخالفين، والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك الجرأة في الحديث عن العلم، والسماح بالحوار الصادق الهادئ الناشد للحق مع الآخرين، وذم الجدل والتحاكم في الافكار والمناهج والاعمال الى الكتاب والسنة الصحيحة، وقيام العلماء والائمة بواجبهم وبدورهم برفع الجهل عن الناس وان يكونوا قدوة لهم وترك ما يكون بينهم من خلاف، والنزول عند الحق. ويجب التحصين من الغلو اذ ان الغلو ليس مشكلة آنية، ولكنه قد يطرأ مرة اخرى اذا وجدت اسبابه، فلا بد من بيان الغلو وجذوره لتقطع المشكلة ويحصن الدعاة عقول الشباب ويغرسوا فى عقولهم حبهم لدينهم و الإنتماء لوطنهم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوقاف الإسكندرية تطلق أمسيات دينية في المساجد لمواجهة التطرف أوقاف الإسكندرية تطلق أمسيات دينية في المساجد لمواجهة التطرف



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon