الإسكندرية - محمد المصرى
أعلن الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية، أن الأشهر الحرم فرصة للتغير والتقرب إلى الله تعالى لأنها كلها خير وبركة، ومن محطات البركة فيها يوم عاشوراء (العاشر من محرم). جاء ذلك خلال الأمسيات الدعوية التى نظمتها مديرية أوقاف الأسكندرية في المساجد الكبرى في المحافظة تحت عنوان ( فضائل الأشهر الحرم ) والتي حاضر فيها قيادات الدعوة في المديرية وعدد كبير من الأئمة والدعاة.
وأكد العجمي أن من كبرى المحطات في الأشهر الحرم العشر الأوائل من ذي الحجة، ومما يدل على فضلها ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري، وقد أقسم الله بها في كتاب العزيز فقال تعالى ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2] قال ابن كثير: (المراد بها العشر من ذي الحجة) وقال تعالى ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]. قال القرطبي: (وقد روي عن ابن عباس أن المعلومات العشر والمعدودات أيام التشريق وهو قول الجمهور) تفسير القرطبي 3/3.
وقال وكيل الأوقاف في الأسكندرية عن حال المسلم في الأشهر الحرم، إنها بمحطاتها المختلفة فرصة كبيرة للتأثير والتغيير، وإعادة البرمجة الذاتية، وإذا تم تعظيمها كما أراد الله عز وجل يمكن أن تحدث انقلابا أخلاقيا إيجابيا كبيرا في المجتمع ويتم ذلك بالآتي: أولا: اجتناب الظلم حيث قال الله تعالى ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36] ويكون ذلك بهجر المحرمات واجتناب سائر المعاصي، والبعد عن كل المظالم ويشمل ذلك مظالم الدماء، ومظالم الأعراض، ومظالم الأموال، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: (من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) رواه البخاري.
وأضاف محمد العجمي أن من أعظم الظلم الذي ينبغي أن يُجتنَب الشرك بالله عز وجل كما قال العبد الصالح لقمان لولده في وصاياه ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾، وحدد العجمي فى حديثه مجموعة من الإرشادات التى ينبغي للمسلم في هذه الأشهر (على وجه الخصوص) أن يلتزم بها للفوز بالثواب العظيم وهى مايلى، اجتناب جميع المعايب ومن ذلك، الشرك بنوعيه: الأكبر والأصغر، التهاون في الصلوات المفروضة، إهمال السنن والنوافل، الألفاظ المحرمة والكلمات البذيئة، السب والطعن واللعن، الغيبة والنميمة، عقوق الوالدين، الغدر والخيانة، اطلاق النظر في المحرمات، قطع الأرحام، التبرج والسفور من النساء، ظلم الزوج لزوجته، ظلم المدير لمن هم تحته من عمال أو موظفين، وغير ذلك من المساوئ الأخلاقية التي نهت عنها الشريعة والتي لا تليق بمسلم أو مسلمة.
وتابع العجمي المسارعة في الخيرات، لقول الله تعالى ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾[آل عمران: 133]، ومن الأعمال الإيجابية العظيمة التي ينبغي الحرص عليها في هذه الأشهر (على وجه الخصوص)، ما يلي، الإخلاص وتنقية السرائر، التوبة وتصحيح المسار، الإكثار من ذكر الله عز وجل، المحافظة على الصلوات المفروضة، المداومة على السنن والنوافل، تعاهد القرآن بالتلاوة والمدارسة، الإكثار من الصيام، الحرص على التهجد والقيام، الصدقات والإنفاق على المحتاجين، صلة الأرحام، بر الوالدين وتحسين العلاقة معهما، حفظ اللسان والحذر من مزالقه، غض البصر عن كل ما حرم الله تعالى، اجتناب الظلم بكل أشكاله ومظاهره للإنسان والحيوان، وغير ذلك من القربات والمحاسن الأخلاقية التي جاءت بها الشريعة وحث عليها الإسلام.
واختتم "وكيل أوقاف الإسكندرية" حديثه بالتأكيد على أن الأشهر الحرم لها تأثير كبير في تغيير ما بالأنفس الذي هو أساس تغير وإصلاح المجتمعات، وهي قاعدة التغيير المذكورة في قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11].فيجب علينا أن نعرف قدر الأشهر الحرم، وفضلها، وحكمتها، وكيفية استثمارها، ومن المؤسف أن تكون هذه الأشهر المباركة منسية عند كثير من المسلمين، مجهولة لدى أبنائهم إلا القليل
أرسل تعليقك