العريش: محمد سليم سلام
احتفلت محافظة شمال سيناء، وخاصة مدينة العريش بمناسبة أربعاء أيوب، حيث توجه الآلاف من أبناء المحافظة وبعض المحافظات الأخرى الى شاطىء البحر المتوسط في العريش للاستحمام فى مياه البحر وطلب الشفاء والأمنيات وقضاء الحاجة ، وذلك تيمنا بنبي الله أيوب عليه السلام .
وهي مناسبة يحرص أبناء سيناء على الاحتفال بها سنويا . كما أنها من الطقوس والمعتقدات الراسخة لدى أبناء سيناء منذ القدم حتى أصبحت من التراث الشعبى ويتوارثها الأبناء جيلا بعد جيل .
وبالرغم من تقلب الظروف الجوية الا أن الجميع أصر على الاستمتاع بهذا اليوم ، والدعاء بالشفاء وتحقيق الأمنيات .
وتنوع رواد الشاطىء من مختلف الفئات وحسب الأمنيات، فمنهم من جاء بغرض الشفاء من الأمراض ، ومنهم من جاء بغرض تحقيق الآمال ، ومنهم من جاء بغرض الترفيه فى هذا اليوم . وهناك نساء جاءت بغرض أن يرزقها الله بالأولاد ، وغير ذلك من الأمنيات .
ويحرص أبناء سيناء على الاحتفال بهذه المناسبة سنويا بمشاركة العديد من أبناء المحافظات الأخرى والزوار من بعض الدول العربية .
وتقول الأسطورة أنه فى مثل هذا اليوم من آلاف السنين شهد شاطئ العريش وجود سيدنا أيوب عليه السلام الذى صبر على محنة ابتلائه بالأمراض ، وأن زوجته ناعسة تركته على الشاطىء وذهبت للبحث عن شيء، وأثناء وجوده على الشاطىء اندفعت موجة من أمواج بحر العريش نحوه وهو جالس لا يحرك ساكنا فتأخذه إلى المياه ليستحم ، ويشاء المولى عز وجل أن يشفيه من أمراضه، وعندما تعود زوجته اليه تجده يخرج من مياه البحر صحيحا معافيا،جزاء له على صبره وايمانه بالله سبحانه وتعالى .
ومنذ هذا التاريخ استقر في وجدان أبناء سيناء هذا اليوم كيوم مقدس يحمل لجميع المرضى والعائزين الشفاء وقضاء حوائجهم .
وعندما يدور قرص الشمس دورته ما بين الشروق والغروب مساء يوم الثلاثاء السابق لشم النسيم من كل عام تتدفق أعداد هائلة من البشر باتجاه شاطىء البحر في العريش ، وتصل الذروة الى ما قبل الغروب بدقائق معدودة حتى يبدو قرص الشمس ملامسا لسطح مياه البحر في الأفق البعيد ذي الحمرة الدامية فتندفع هذه الأعداد من نساء وفتيات وأطفال وشباب وشيوخ لتلقي بنفسها فى مياه البحر للاستحمام والدعاء بقضاء الحاجة وتحقيق مطالبهم ، ويستمر ذلك حتى يختفي قرص الشمس رويدا رويدا ويبتلعه امتداد الأفق إلى ما وراء البصر .. حيث يبدو وكأنه غرق فى الماء .. فيخرج الجميع من الشاطئ .
ويؤكد عدد كبير من أبناء سيناء والزائرين من خلال تجاربهم السابقة أن هناك حالات عديدة قد شفيت وتحقق مطلبها فعلا فى هذه المناسبة .
أرسل تعليقك