الغربية - مصر اليوم
ضاقت فى وجهه كل السبل، ولم يجد سبيلاً للعيش سوى عرض نفسه وأسرته المكونة من بنتين وولد للبيع، وأمام مبنى محافظة الغربية وقف عباس عثمان خير الله ساعات طويلة فى عز الظهيرة حاملاً لافتة عليها بياناته طالباً بيع نفسه بسبب عجزه وزوجته عبير عبدالغفار عن مواجهة الحياة وقسوتها.
عباس الذى يعمل ماسح أحذية بعزبة طوخ مركز السنطة روى إلى «الوفد» قصة حياته المليئة بالذل والمهانة على حد كبير من أجل القليل من الجنيهات ليتمكن من سد رمق أسرته. عباس ظل سنوات طويلة يحمل صندوق تلميع الأحذية ويجوب به شوارع المدينة، فالعجز الذى يعانى منه فى يده كان سببًا فى عدم قدرته على العمل فى مهنة أخرى وبعد أن حوصر بعشرات المحاضر بتهمة التسول قرر التوقف عن العمل.. وعرض أسرته للبيع.. بصوت مخنوق ممزوج بالحسرة والألم قال الذى أصبح هدفاً لعدسات المصورين: «لم يعد لدى سوى جسد عليل فقررت أعرضه للبيع لتتمكن باقى أسرتى من العيش فلدى بنت فى أولى ثانوى عام تعنى من شلل رباعى، وابن فى الصف السادس الابتدائى بالأزهر الشريف مريض بأنيميا البحر المتوسط، بينما تمكنت بعد مشقة واستدانة من تزويج ابنتى الكبرى منذ شهور قليلة وكانت أحد الأسباب فى ضيق حالى.
ويمضى عباس «44 عامًا» الذى يقطن فى مساكن الإيواء بالسنطة، كنت أحصل على معاش إعاقة قدره 332 جنيهًا وابنتى كذلك على نفس المبلغ، كما كان يتم صرف معاش لابنى المريض قدره 315 جنيهًا وفوجئت بوقف معاشنا جميعا وبعد جهود وسعى على مكاتب الخدمة الاجتماعية تمكنت من عوده معاش ابنتى، ومر العام الماضى عليها فى منتهى الصعوبة حتى سمعت عن حمله تكافل وكرامة فى المحافظة فتقدمت للحصول على معاش تكافل، وبناء على شكوى للرقابة الإدارية تقرر تشكيل لجنة كدراسة حالتى للتحرى عن ظروفى المعيشية وأقرت اللجنة بأحقيتى فى المعاش، وبعد انتظار شهور طويلة توجهت أمس لصرف أول شهر ففوجئت بعدم وجود اسمى وأن ورقى بالكامل مازال موجوداً فى وحدة الشئون الاجتماعية باشنواى.
وتابع «بسؤالى عن سبب عدم إرسال أوراقى أبلغتنى الموظفة المعنية أن ذلك عقاباً له على الشكاوى الذى قدمها فى موظفى الشئون الاجتماعية، معلنين تحديهم لكافة القرارت التى تصدر من المسئولين فى الدولة.
الغريب أن عباس كتب على اللافتة الصغيرة التى ظل يرفعها لساعات طويله فى شارع البحر بمدينة طنطا أنه من مواليد ثورتى 25 يناير و30 يونيه «أسرة للبيع موديل 25 يناير/30/6» وبسؤاله عن ذلك قال إنه يقصد أنه كان من أوائل الذين شاركوا فى هاتين الثورتين أملا فى تحقيق حلم العيش والعدالة الاجتماعية واستطرد بلغة لا تخلو من الانكسار: « نموت كل يوم بالبطيء ورجال الأعمال يتجاهلون الغلابة مثلنا ويهتمون بالمهرجانات والاحتفالات وبرامج الشو.
وعن سبب تفكيره فى عرض عائلته للبيع قال «لم أجد أمامى خيارًا سوى ذلك، أفضل من اللجوء إلى طريق الحرام، فحالة ابنى الصحية فى تدهور وابنتى تحتاج لأدوية باهظة وأنا أموت كل لحظة أشاهدهم يتألمون فيها وموظفو الشئون الاجتماعية قلوبهم مثل الحجر ولا يراعون ظروفنا، مشيرا إلى عدم قدرة زوجته هى الأخرى على العمل بسبب مرض الأبناء وحاجتهم لها طوال الوقت
وعن ردود فعل المسئولين فى المحافظة تجاه ما فعله قال «كل ما حدث هو إعفاء ابنى من مصاريف الدراسة، وإرسال فاكس للقوى العاملة للبحث لى عن فرصة عمل ولكنى لا أعلم كم شهر سأنتظر.
وطلب عباس من اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية تبنى حالته وتوفير أى فرصة عمل له ولو كشك صغير يعينه على ظروف الحياة، كما يناشد جمال نصار وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالمحافظة سرعة التدخل وإعادة صرف معاش التضامن.
أرسل تعليقك