القليوبية ـ مصر اليوم
"مستنينكم بسلاح عند التلاجة" مضمون مكالمة هاتفية تلقاها أفراد عائلتي "بيومي" و"الحافي" من شخص مجهول، على خلفية مشاجرة سابقة بين مجموعة من أفراد العائلتين، كانت كافية لتجدد الاشتباكات بينهم، وسقوط قتيلين ومصاب، إضافة إلى إثارة الفزع والخوف في نفوس أهالي منطقة منطي، التي تتبع حي شبرا الخيمة محافظة القليوبية.
قبل 3 أسابيع، وقعت مشادات كلامية وتشابك بالأيدي بين سائق وجزار في منطقة منطي، التابعة لمركز قليوب، أعقبتها استعانة الأخير بعائلته واعتدوا بالضرب على الأول وشقيقه، وحاول الأهالي التواصل مع الطرفين للصلح بينهما، إلا أن مكالمة هاتفية لم تكمل دقيقتين من شخص مجهول ادّعى أنه "فاعل خير" يخشى على الطرفين، تسببت في تجدد الاشتباكات، مستخدمين الأسلحة النارية، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ثالث.
البداية كانت عند رجل مسن يجلس على المقهى المجاور لمزلقان "التلاجة"، والذي بدأ يشير بيده "الخناقة كانت هنا"، وتابع "مساء يوم الواقعة وأثناء تواجدي بالمقهى فوجئت باندلاع اشتباكات بين عدد من الأهالي، استخدموا خلالها الأسلحة النارية، ما أدى لمقتل اثنين وإصابة آخر، دا اللي شفته بس".
الخلاف بدأ بجملة قالها "محمد بيومي"، سائق ميكروباص، لـ"محمود الحافي"، جزار، تطور لتشابك بالأيدي واعتداء كل منهما على الآخر، ليغادر "الجزار" المنطقة متوعدًا السائق بانتظاره للثأر منه، حسب "أحمد.ن" أحد أفراد عائلة "بيومي، الذي أضاف :"مساء نفس اليوم انتظر الجزار وأقاربه، السائق، في منطقة "الثلاجة"، وبمجرد وصوله، هاجمه مسلحون، وأثناء ذلك تصادف مرور شقيق السائق، فتدخل لمحاولة منعهم عن شقيقه، إلا أنهم اعتدوا عليه أيضًا، ما أدى لإصابته بجروح متفرقة بالجسد، وتمكن المارة من الفصل بينهم"، وتابع:" عقب فض المشاجرة، بدأت العائلتان في إعداد"العدة"، جمعوا الأسلحة النارية والبيضاء استعدادًا للتشاجر، لكن تدخل عقلاء القرية حال دون ذلك، حتى ورد اتصال هاتفي بعد يومين، من مجهول، أخبر فيه أفراد كل عائلة أن الطرف الثاني يتربّص بهم وينتظرهم في منطقة الثلاجة، مدخل القرية من جهة طريق مصر إسكندرية الزراعي.
لم يتردد أفراد العائلتين في التوجّه إلى منطقة الثلاجة لمواجهة الطرف الآخر، يقول أحد أفراد عائلة الحافي إنه بمجرد ورود اتصال من مجهول، سارع أفراد عائلته إلى تلك المنطقة، وبعد مرور دقائق شاهدوا أفراد العائلة الأخرى قادمين تجاههم، وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية، ما أسفر عن مقتل "عامل كاوتش" وآخر، وإصابة ثالث، ويكمل أحد شهود العيان: استمرت المشاجرة قرابة ساعتين، وفرض المسلحون حظر التجول في مسرح الأحداث، ومنعوا الأهالي من التدخل للفصل أو المرور من المنطقة، حتى حضرت الشرطة، هرب بعدها الجميع في الأراضي الزراعية القريبة من القرية.
من جانبه، قال عمدة القرية، جاب الله، إن ضباط مباحث مركز قليوب وقوة من مباحث مديرية أمن القليوبية، استقروا في القرية لمدة تجاوزت الأسبوع حتى تمكنوا من السيطرة على الأحداث، وضبط بعض المتورطين فيها، ولفت إلى محاولة التوصل لباقي المتهمين الهاربين، نافيًا علمه بالسبب الأساسي للواقعة "معرفش السبب، ناس بتقول بسبب كلب وناس بتقول بسبب أجرة سيارة"، موضحا أن حالة من الترقب والحذر تسود طرفي المشاجرة، الذين رفضوا تلقي العزاء حتى يثأروا لقتلاهم.
وقد تلقى اللواء محمد توفيق حمزاوي، مدير أمن القليوبية، إخطارًا بتفاصيل الواقعة، وبالانتقال تبين مقتل كل من "محمد.ب" و"عبدالصبور.ا"، وسيطرت الأجهزة الأمنية على الأوضاع في القرية، وأوقفت بعض المتورطين فيها، وجارٍ توقيف الهاربين.
أرسل تعليقك