القاهرة - مصر اليوم
رغم أن إدارة مهرجان الجونة السينمائى، أعلنت نهاية أكتوبر الماضى مواعيد ثلاث دورات مقبلة، حتى عام 2024، إلا أنها فاجأت الجميع مساء أمس بقرار تأجيل الدورة السادسة التى كان من المزمع عقدها أكتوبرالمقبل، إلى موعد لاحق، دون إعلان أسباب واضحة، وهو ما دفع البعض لتوقع إلغاء المهرجان نهائيا، كما حدث مع مهرجان دبى السينمائى، الذى أعلن فى 2018 عن تأجيل دورته الـ15 إلى عام 2019، وتغيير دورية انعقاده ليقام كل عامين، لكنه لم يعد مرة أخرى حتى الآن.
مدير مهرجان الجونة انتشال التميمى اكتفى فى ، بالتأكيد على أن «الجونة» سيعقد العام المقبل، نافيا ما تردد عن إلغائه بشكل نهائى كما أشاع البعض على مواقع التواصل الاجتماعى، مطالبا بعدم المقارنة بين «الجونة» وما حدث فى حالة مهرجان دبى الذى لم يعود بعد قرار تأجيله فى 2018.
وأشار «التميمى» إلى أنه لم يغادر منصبه، ويواصل العمل مع فريق المهرجان الأساسى، لتكون الدورة السادسة جاهزة للإطلاق فى أبهى صورة العام المقبل.
«هناك شىء مسكوت عنه، ومن الواضح أن هناك مشكلة بين الفكر الفنى والفكر الإدارى، فالأسباب التى ذكرها بيان التأجيل غير مقنعة وليس لها معنى»، بهذه الجملة علق الناقد طارق الشناوى على قرار تأجيل الدورة السادسة لمهرجان الجونة، مؤكدا فى تصريحات لـ«الشروق»، أن «الجونة» مهرجان ناجح وأحد العناوين المهمة للثقافة المصرية وقوتها الناعمة، وبالتالى لابد أن ندعم فكرة استمراره لصالح الوطن، وليس لصالح أشخاص.
وقال «الشناوى»، إن استحواذ رجل الأعمال سميح ساويرس على المهرجان بشكل كامل ربما يكون من أسباب قرار التأجيل، فربما خروج مؤسس المهرجان رجل الأعمال نجيب ساويرس من الصورة يتطلب تغييرا فى الاستراتيجية، مشيرا إلى أن الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائى، شهدت موقفا كان معبرا عن انسحاب «نجيب» من المشهد، فقد كان حريصا منذ الدورة الأولى لمهرجان الجونة على أن يقيم حفل استقبال المهرجان سنويا فى اليخت الخاص به وعلى مدى 5 سنوات مضت، لكن هذا العام تغير الأمر وأقيم حفل الاستقبال فى اليخت الخاص بـ«سميح»، دون حضور «نجيب»، ربما يكون هذا الموقف عابرا بالنسبة للبعض، ولكنه مؤشر على تغيير قد حدث فى كل ما يتعلق بالمهرجان.
وعما إذا كان يتوقع لـ«الجونة» مصير أبو ظبى ودبى، قال «الشناوى» إنه يتمنى ألا يتكرر نفس السيناريو مع الجونة، خاصة أن الإلغاء يبدأ دائما بقرار تأجيل، لكنه فى الوقت نفسه يرى أن الشىء المطمئن هو عدم إنهاء التعاقد مع الفريق الفنى للمهرجان، وهذا دليل على أن هناك نية لاستمرار المهرجان، لافتا إلى أن انتشال التميمى من أهم المبرمجين على مستوى العالم، ولديه نجاحات واضحة، ولا يمكن لأحد أن يشكك فى قدراته.
واستبعد «الشناوى» أن يكون سبب التأجيل ماليا، مشددا على أن المهرجان لدية قوة جذب كبيرة، ويعتمد على الرعاة بنسبة تزيد عن 50 %، وهناك خطة ربما أجلتها فترة «كورونا»، لكى يقام المهرجان ذاتيا بدون الاعتماد على رجل الأعمال سميح ساويرس.
كانت إدارة مهرجان الجونة، قد أكدت فى بيان أمس أن قرار التأجيل جاء حرصا وإيمانا على تعزيز الدور الحيوى الذى يلعبه مهرجان الجونة، على المستويين الفنى والسياحى محليا وعالميا، أخذا فى الاعتبار التحديات العالمية الحالية والتى قد تعوق إضفاء الصبغة العالمية والإقليمية التى تسعى إدارة المهرجان لتحقيقها والتأكيد عليها منذ الدورة الأولى للمهرجان.
وأضاف البيان، أن إدارة المهرجان وضعت فى الاعتبار الظروف العالمية الحالية التى قد تحول دون خروج المهرجان بالصبغة العالمية التى تطمح اللجنة المنظمة للمهرجان فى وجودها ليستكمل المهرجان دوره الحقيقى كمنصة سينمائية وفنية وثقافية هامة.
وشددت إدارة المهرجان، على أن الدورة القادمة ستكون انعكاسا قويا لرسالة «الجونة» منذ انطلاق دورته الأولى عام 2017 ليكون المنصة السينمائية الأهم إقليميا، بل وعالميا فى القريب العاجل. كذلك سيتم وضع قائمة متنوعة من المدعوين لضمان تبادل الخبرات بين كافة الأجيال والجنسيات المهتمة بصناعة السينما التى لطالما تصدرت مصر ساحتها عربيا وإقليميا وهو ما قد يتعذر تحقيقه فى ظل الظروف العالمية الراهنة.
وأوضح المهرجان أن قرار التأجيل سيتيح مزيدا من الوقت لوضع استراتيجية متكاملة للدورة السادسة ترتقى إلى التوقعات المتزايدة من المهرجان، لتسمح بالتركيز على الجانب الفنى والسينمائى فى الدورات المقبلة مع إتخاذ الخطوات الأنسب للمهرجان ليستمر فى القيام بدوره الرائد والمساهمة فى تطوير الشبكات الإقليمية والدولية الخاصة بصناعة السينما.
واختتمت إدارة المهرجان البيان، بأنه من المتوقع أن اللجنة المنظمة للمهرجان ستعلن فى الفترة المقبلة عن الاستعدادات والمستجدات التى قد تطرأ على فاعليات الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائى بشكل دورى.
يذكر أن مهرجان الجونة قد شهد خلال الدورة الخامسة، استقالة مديره الفنى أمير رمسيس، كما أعلنت الفنانة بشرى مارس الماضى استقالتها، حيث كانت تتولى منصب مدير العمليات فى المهرجان، وتردد أن عمرو منسى الشريك المؤسس، الذى كان يتولى فى الدورات الأولى منصب المدير التنفيذى، قد عاد إلى منصبه مرة أخرى، بعد تغيير منصبه إلى المستشار التنفيذى فى الدورة الرابعة، ومغادرته المهرجان نهائيا فى الدورة الخامسة.
وحتى هذه اللحظة، ومنذ مغادرة أمير رمسيس وبشرى، لم يعلن المهرجان عن فريقه الجديد عبر موقع الرسمى، كما لم يصدر أى بيانات رسمية بالتغييرات الإدارية ومن سيتولى المناصب الشاغرة.
وكان التغيير الأول فى الهيكل الإدارى لمهرجان الجونة قد حدث فى يوليو 2020، عندما تم الإعلان فى بيان رسمى أن شركة أوراسكوم القابضة للتنمية، المملوكة لمؤسس الجونة سميح ساويرس، ستلعب دورا أهم وأكبر فى دعم وإدارة المهرجان، على أن يستمر المهرجان فى تلقى العديد من سبل وأشكال الدعم المختلفة من مؤسس المهرجان المهندس نجيب ساويرس، كما تم وقتها الإعلان عن تشكيل لجنة تنفيذية من أجل متابعة سير المهرجان من إدارة أوراسكوم، من بين أعضائها أمل المصرى، التى عُينت منسقا عاما لمهرجان الجونة السينمائى، وعمرو منسى الشريك المؤسس للمهرجان كمستشار تنفيذى.
وترتب على هذه التغييرات، حينها أن يتم تنظيم المهرجان بشكل مباشر من الشركة المملوكة لرجل الأعمال سميح ساويرس، وليس من خلال شركة The Festival التى كانت تتولى تنفيذ مهرجان الجونة منذ انطلاقه عام 2017 وعلى مدى الدورات الثلاث الأولى، بشراكة بين بشرى رزة، وكمال زاده، وعمرو منسى.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :