بيروت - مصر اليوم
عندما وقفت الفنّانة اللبنانيّة نجوى كرم أمام العملاق الراحل وديع الصافي، وقدّما رائعة "وكبرنا يا بيّي"، خاطبها الصافي قائلاً: "رح ترجعلك الضّحكة وإيّام الهنا، وعنّك مش رح إتخلّى ولا دقيقة أنا".اقتنعت كرم بهذه المشهديّة، وقرّرت تبنّيها لكن بتصرّف. حوّلت ما وجّهه إليها الراحل إلى رسالة وطنيّة، موجّهة بوصلة فنّها في هذا الاتّجاه. فهي ترفض التخلّي عن لبنان، ولو لدقيقة، وتؤمّن بأنّ الضّحكة وأيّام الهناء ستعود لا محال، ولا تزال تصرّ على دعم هذه الرسالة بذكاء، من دون أن تسمح لأتباع السياسة بتوظيف ما تدلي به من تصريحات وأعمال فنّية وطنيّة لمصالح خاصة، فلبنان الحياة كما تسمّيه سيبقى بلد الحياة.
انتفضت كرم منذ أغنية "لا تنده أطرش ما بدو يسمع" و"ليش مغرّب"، و"نحن شعبك يا الله"، و"بيروت"، وغيرها الكثير من الأعمال الوطنيّة، فجسّدت صورة الفنّان الذي يزداد التقدير له، عندما يوظّف فنّه لخدمة الوطن من فترة إلى أخرى، محافظاً على هويّة ما يقدّمه من فنّ ترفيهيّ في الوقت نفسه.ولعلّ حضور الفنّانة نجوى كرم الوازن أخيراً، في فاعليّات مهرجان جرش للثقافة والفنون، كان منبراً مناسباً للتذكير بلبنان الحياة.وتقول كرم في حديث لها: "ما يجول في بالي أن يتمثّل لبنان بكلمته. ونصدّق عندما نقول: أنت اسم على مسمّى، الذي سيبقى طوال عمره هكذا، اسماً على مسمّى، إلّا إذا أتى من ينهب حتّى اسمه".وتكشف كرم عن أمنية واحدة فقط لا غير، ترغب في أن تتحقّق، وتقول: "لديّ أمنية واحدة قد تكون بسيطة للمستمع، ولا أعلم مقدار صعوبة تحقّقها، تتمثّل بالسيادة والحرية والاستقلال في لبنان".
نسأل كرم عن الانتقادات التي لاحقت الفنّانين الذين استعرضوا حصولهم على الإقامة الذهبيّة، في وقت عصيب يمرّ به لبنان، لاسيّما أنّها نالت الإقامة الذهبية من دولة الإمارات، فتردّ قائلة: "نحيّي الدول التي تكرّمنا، والإقامة الذهبية أو أيّ جنسيّة فخريّة ينالها الفنان أو أيّ مبدع، هي بمثابة شهادة تقدير، وحبّذا لو تعلم كلّ الشعوب كيف تقدّر هذا التقدير الذي نحصل عليه من الدول التي تعطينا الإقامات"، وتضيف: "هذا عنوان أضعه في خانة الفخر والاعتزاز، لأنّ الدول التي تستطيع أن تترجم حقيقة اعتبار الفنان صورة عن البلد، هي دول متطوّرة وتملك رؤية صادقة".
أهدت كرم أغنية "زايد مجدها"، كعربون محبة ووفاء من لبنان إلى دولة الإمارات العربية، وتنتظر اليوم الحدث العالميّ المتمثّل بافتتاح فاعليات معرض "إكسبو 2020" في دبي، وتقول: "هذا المعرض يليق بالإمارات، وعندما غنّيت لهذه الدولة لم أكن أجد الكلام الوافي كي أعطيها حقّها، حتى أنّني شعرت بالتقصير. أعبّر بهذا الكلام ليس مجاملة ولم أطلب مقابلاً،ولا أريد شيئاً سوى أن أقول: حمى الله كل بلد يحاول أن يوصل بلده دائماً إلى الصفوف الأولى ويعتبر شعبه هو الأوّل"وتتابع: "إذا كنت حاضرة بشخصي في "إكسبو 2020" سأحصل على شرف مشاهدة الازدهار وانطلاقة النهضة والاستمراريّة، وإذا لم أكن موجودة تأكّدوا أنّني سأكون متابعة عبر الفضائيّات وشاشات التلفزة والتواصل الاجتماعيّ، حتّى أتعلّم كيف تتقدّم الدول".
الدردشة مع كرم يجب أن يصلح هواها نحو الوطن حاليّاً، رغم أنّها قامة فنية يُفتخر بها، وأعمالها تشهد تجدّداً لا ينضب، تمثّل أخيراً بأغنية "ساحر القلوب"، وتقول في هذا الإطار: "لقد سحرت قلبي هذه الأغنية بكلّ بساطة، وأردت أن أغنّيها لأنّني أحببتها". التجدد عند كرم هو سلّة متكاملة، تبدأ بالصوت ومن ثمّ بالإطلالة، وصولاً إلى مسار هدفه الأساس تقريب المسافة بينها وبين جمهورها، ولعلّ انضمامها أخيراً إلى عالم "تيك توك" أكبر دليل على الخطّ الذي تنتهجه: "تيك توك منصّة كأيّ وسيلة للتواصل الاجتماعيّ التي أحبّ استخدامها، لما يخدم قضيّتي الفنيّة وشخصيّتي وجمهوري الذي يحبّ التواصل معي". وعن استعداداتها للمشاركة في الموسم السابع من برنامج "أرابز غوت تالنت"، توضح كرم: "لم نتبلّغ أيّ جديد في ما يتعلّق بالبرنامج، وأنتظر عودته لأنّه برنامج أضاف إليّ الكثير وجعلني أقرب إلى الجمهور الذي أحبّه".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
النجمة اللبنانية نجوي كرم تشعل حماس جمهورها بالأردن
استقبال نجوى كرم في الأردن بالزغاريد والعلمَين اللبنانيّ والأردنيّ