شيكاغو

تحظى شيكاغو بتطبيق الأفكار الفريدة في مجال البناء والتشييد، لاسيما أنها الولاية الأولى التي ظهر فيها المصعد، كما شهدت بناء ناطحة سحاب للمرة الأولى، فضلاً عن كونها موطناً لأكثر من بناية تابعة لـ"فرانك لويد" و"رايت".

وتوفر مؤسسة الهندسة المعمارية في المدينة ما لا يقل عن 85 جولة للزوار من أجل الاطلاع على سحر البناء في الولاية وما تشهده من طفرة معمارية وحداثة، فضلاً عن ما توفره القوارب والحافلات والدراجات من راحة أثناء الجولة. فالمباني الرائدة وعبق التاريخ الذي تتمتع به يبقى السبب الرئيسي في كون هذه المدينة ساحرة وتستقطب ما يزيد عن 50 مليون سائح سنويًا.

لكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة إلى عمدة المدينة الحيوية، رام إيمانويل، إذ افتتح هذا الأسبوع معرض الطراز المعماري الجديد لشيكاغو، والذي يقام كل عامين ليكون بمثابة خطوة على الطريق، وجرى تمويل القطاع الخاص بقيمة ستة ملايين دولار والذي يهدف إلى ضمان أن المدينة ستستمر في إبهار العالم كمركز للعمارة الحديثة.

وأكّد المهندس المعماري دانيال بورنهام، الذي وضع خطة عمرانية شاملة لشيكاغو أن الولاية تمتلك تاريخًا من التفكير والتخطيط الشامل، كما أنها تمثل أكبر معرض للعمارة المعاصرة في تاريخ أميركا الشمالية، كما تضم أنواع الفنون المختلفة عبر التشكيل بواسطة الرخام والفسيفساء في وسط المدينة ما يجعلها من أنسب الأماكن لانطلاق المهرجان الذي يعادل في مكانته مهرجان "Biennale" المقام في البندقية.

وتهدف الأعمال المشاركة في المعرض إلى إيجاد حلول جذرية من قبل المهندسين المعماريين من أجل بناء إسكان اجتماعي بتكلفة منخفضة عندما يتعلق الأمر بالبلدان النامية. فالمعرض يمثل حقل تجارب يطرح خلاله المهندسون المعماريون رؤيتهم بشأن مستقبل البناء وليس مكاناً لعرض صور تخص المباني.

وطرحت الكثير من الأفكار التي جاءت في طورالتجربة لمنازل لا تتعدى تكلفة بنائها 9 آلاف دولار من قبل المهندسة المعمارية المكسيكية تاتيانا بلباو بحيث كان تصميمها يسمح للسكان إمكانية تمديد مساحة المنزل على مراحل من خلال استخدام مواد أخف وزناً مع الارتكاز على نواة مركزية صلبة. وبذلك يتم التوصل إلى حل بخصوص العجز في المساحات بالنسبة إلى المنازل.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن "Lacaton & Vassal" طرحت فكرة بموجبها يتم تجديد العقارات بتكلفة أقل وذلك في أنحاء العالم بينما كانت هناك فكرة أخرى تتمثل في بناء الهياكل الضخمة عبر ضغط الحصى باستخدام الإنسان الآلي ولكن يبقى التطبيق العملي هو الفيصل.

واستكمالاً لسلسة التصورات التي ستكون عليها المباني في المستقبل، تناولت جين غانغ وهي من أبرز النساء في العالم في مجال الهندسة المعمارية وتتخذ من شيكاغو مقرًا لمزاولة مهنتها، تصميماً لما قد تكون عليه أقسام الشرطة في ظل التوتر المتزايد مابين القوات في الولايات المتحدة والمجتمعات التي من المفترض خدمتها.

ووفقاً لرؤية جين غانغ بشأن أقسام الشرطة الجديدة، فإنها ستتضمن العديد من المرافق المجتمعية بداية من دار الحضانة وحتى الحلاق إلى جانب مركز للجراحة الطبية في محاولة لتقريب الشرطة وزيادة تفاعلها مع المجتمع، وبالتإلى الابتعاد عن فكرة كون أقسام الشرطة مجرد أماكن لحجز المشتبه فيهم.