حذر الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ التربية البيئية في جامعة عين شمس وكيل معهد الدراسات والبحوث البيئية لشئون الدراسات العليا سابقا، من أضرار المُخلفات الالكترونية نظراً لما تحتويه من مواد كيميائية خطرة ومتعددة ليس فقط على صحة الإنسان عندما يتعرض لها ولكن أيضاً على البيئة بمكوناتها من هواء وماء وتربة وكذلك الحيوان والنبات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .

وقال عبد المسيح، - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم الخميس،إن إلقاء المُخلفات الالكترونية يسبب تلوثاً شديداً للتربة وللهواء والماء والمياه الجوفية ، كما يحيل الأراضي الزراعية إلى أراضي غير صالحة للزراعة ويؤثر على التنوع الحيوي .

وأضاف عبد المسيح أن من أهم المواد الضارة وتأثيراتها التى تحتويها المخلفات الالكترونية مادة الرصاص والتى توجد فى أجهزة شاشات التليفزيون والكمبيوتر ولوحات التحكم والدوائر والبطاريات وتؤدى إلى التأثير على الدورة الدموية والكلى وجهاز المناعة بجانب الأثر السلبي على التقدم والنمو العقلي للأطفال والأضرار بالحياه البرية، وهناك أيضا مادة الكادميوم التى توجد في الدوائر الالكترونية المُتكاملة وبعض الأجهزة الخاصة بالأشعة تحت الحمراء والتى تؤدى إلى التأثير على الرئة عند التعرض الحاد لها أو مركباتها من خلال الاستنشاق والالتهاب الرئوي والتأثير على الكلى وقد تصل إلى الفشل الكلوي .

ولفت عبدالمسيح الى أضرار الزئبق الذى يوجد في الأجهزة الطبية والتليفونات المُحمولة وأجهزة الاستشعار والبطاريات وشاشات العرض الحديثة والمُسطحة حيث يؤثر على الأعضاء الداخلية للإنسان وخاصة المخ وكذلك التأثير السلبي على تكوين الجنين والتأثير على نمو الجهاز العصبي للأطفال؛ ما يؤثر على التفكير والذاكرة والانتباه واللغة والمهارات الحركية كما أن وجود الزئبق في الماء يحدث ترسب له داخل الكائنات الحية بسهولة ويتركز في السلسلة الغذائية وخاصة الأسماك.

ونوه عبد المسيح أيضا إلى أضرار مادة الكروم التى توجد فى أنواع من البطاريات حيث تخترق الخلايا بسهولة فتعمل على تحطيم الحمض النووي وتتسبب في التهابات وحساسية شديدة في الأنف والعين والجلد وهو من أكثر العناصر تهديداً لمكونات البيئة ، بالاضافة إلى مادة الباريوم التى توجد فى اللوح الأمامي للشاشة حيث أن التعرض لفترة قصيرة قد يؤدي إلى أورام المخ وضعف عضلات الجسم وإصابة القلب والكبد والطحال بأمراض مُزمنة.

وتابع عبدالمسيح "تحتوي بعض المخلفات الالكترونية على بعض المواد مثل الزرنيخ والتى تتسبب فى أضرار للجلد والجهاز الدوري ويزيد من التعرض للسرطان، والسيانيد الذى يؤدى الى تلف الأعصاب ومشاكل في الغدة الدرقية والتولوين الذى يؤثر على الاعصاب والكلى والكبد.

وأوضح عبدالمسيح أن نتائج تقرير المرصد العالمي للمخلفات الإلكترونية التابع للأمم المتحدة لعام 2020 تشير إلى أن البشر لا ينفذون أهداف التنمية المُستدامة بشكل كافٍ وأن هناك حاجة ملحة إلى بذل جهود أكبر بكثير لضمان انتاج المُعدات الإلكترونية واستهلاكها والتخلص منها بطريقة أكثر ذكاءً واستدامة

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

ياسمين فؤاد تشهد توزيع جوائز الاتحاد الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي

وزيرة البيئة المصرية تؤكد تلوث الهواء فى القاهرة يكلف أكثر من 47 مليار جنيه سنويا