دخلت وفاء يعقوب، أول امرأة تتولى رئاسة حي العرب، إلى "عش الدبابير"، ويطلق عليه الكثير ورش القناة الداخلي في الحي لتتولى الإشراف على إزالته، من دون أن تخاف من رد فعل أصحاب الورش الذي أساء أغلبهم للمكان، وأصبح بؤرة تنتشر فيها البلطجة والمخدرات وغيرها من الأفعال المخالفة للقانون والمجتمع، بعد أن فقد الأمل الرؤساء السابقين للحي في إزالة هذه العشش.

وأضافت يعقوب، "من بداية نقلي لمنصبي الجديد، فحصت ملف محلات القناة الداخلي الذي تخوف منه الكثير، واستياء المواطنين والتنفيذين منه، وأنه ملف لا يمكن الاقتراب منه، حيث يقطن فيه الخارجون عن القانون، بل وأنهم ضد القانون، وعرضت الملف على اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، فشجعني وأعلن أنه سيخصص محلات بديلة للمستحقين منهم، في أماكن أخرى، ليتم استغلال الأرض بمشروعات سكنية أو تجارية، حسب خطة المحافظة، وقمت خلال وقت قصير بفحص وتجميع المستحقين، وإرسالهم لإدارة التعاون الإنتاجي في المحافظة ثم إرسالهم للمحافظ وأمر بالموافقة والإزالة".

وتابعت "بعد ما سمعته من أهوال هذه المنطقة فكرت أن أجرب وأنزل للمنطقة، إما أن أنجح وأستكمل أو أعلن فشلي، وفكرت أن أقصر الطرق هي الاعتماد على سيكولوجية الشخصيات الموجودة في المنطقة، ونزلت وأوضحت لهم أمر الإزالة، وأن المحافظ سيخصص للمستحقين بديلًا وأنه إذا واجهنا أي تصدي من قاطني المنطقة، فإن الأمن سيقوم بالقبض عليهم، من دون أن أتوقع استوعب القاطنين، ووافقوا خاصة أن بعضهم مسجل ويخشى المواجهات الأمنية".

وواصلت "يوجد في المنطقة 484 موقع "محل" في 42 نشاطًا مختلفًا، وتم إزالة لليوم الثاني 250 ورشة في معدات الحي، ومن دون قوات أمنية، وتستغرق باقي المحلات يومين على الأكثر بعد وعود قاطنيها بالإخلاء، وسمحت لهم بأن يحصلوا على ما يرغبون به من حديد أو غيره من متعلقاتهم". وتؤكد السبب في نجاح الإزالة تعاون مسؤولي الحي معي، ووقفتهم معي على مدار يومين على أرجلنا من الثامنة صباحًا، وحتى المغرب من دون الشعور بالتعب ووجدت على وجوههم الحماس".

واستطردت "حماس موظفي الحي، سيجعلني استكمل، وانتقلت من الشرقية إلى بورسعيد منذ شهر وأنا أول رئيسة امرأة للحي، وكنت قلقة من رئاسة الحي أقدم أحياء بورسعيد، وباستكمال العمل نسيت أولادي، ولم أزورهم إلا مرة وسعيدة بالعمل في المحافظة، وأتمنى أن أعطى الحي الكثير من أفكاري، والقضاء على العشوائيات والإشغال، التي وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة الإشغال في السوق التجاري وسوق السمك".  وأكدت أن المحافظ يشدد على البعد الاجتماعي للمواطنين، ولكن مع الحفاظ على حق الأخرين في المرور في الشوارع من دون إشغال.