أهالي ضحايا "أتوبيس بورسعيد"

سيطرت حالة من الحزن على وجوه المئات من أهالي وزملاء ضحايا ومصابي أتوبيس مصنع اللوتس للملابس الجاهزة بالمنطقة الحرة للاستثمار، عقب وفاة 11 شخصًا وإصابة 17 آخرين، إثر حادث تصادم مروري بطريق "بورسعيد – الإسماعيلية"، حيث أكد الأهالي أن "7 ملايين جنيه فقط كانت كفيلة أن تنقذ الأرواح وتجنب الحوادث لكن المسؤولين لم يوفروا ذلك، في حين أن نفس المسؤولين خصصوا ما قيمته 10 ملايين جنيه لخدمة طريق خاص بأحد فيلات عضو بمجلس النواب".

بين حسرة وندم، بداية من مطرق الألم وسندان الإهمال يعيش العشرات من أهالي الحادث، جزء منهم لوفاة إما عائلهم الوحيد أو رب الاسرة أو ابن من خيرة الشباب نظير بضعة ملاليم تمكنه من العيش حياة كريمة أو تكوين حياته الأسرية، حيث أدان الأهالي "إهمال الطرق وعدم إنقاذ زملائهم في مستشفى بورسعيد العام نظرًا لفقرهم".

يقول والد أحد المتوفيين: "ابني أحمد محمد عثمان مات بينزف في دمه قبل أن يتم إسعافه لقلة الإمكانيات بالمستشفى وضعف خبرة التمريض ولعدم وجود أطباء مخ وأعصاب".

ومن جانبه يقول على الشربيني، عامل، إن "حادث اليوم هو تكرار لحوادث سابقة ومع ذلك لم يهتم أي مسؤول بإصلاح الطريق أو وضع ضوابط فيه، فوكيل مجلس الشعب، سليمان وهدان، كبد الدولة 12 مليون جنيه لعمل طريق فرعي موصل من الطريق الرئيسي إلى قصره جنوب بورسعيد، ولم يهتم بعمل طلب إحاطة لإصلاح طريق الموت بتكلفة حوالي 7 ملايين جنيه ودي معلومات مؤكدة من أحد أقاربي بمديرية الطرق والكباري".

بعيون غارقة في الدموع، أكدت والدة المتوفى أنس عبد الله، 17 عامًا: "ابني كان العائل لي ولأخته ورفض أن اساعده بنزولي للعمل خاصة بعد أن تخلى عنا زوجي، ليرد ابني الشاب (بعد ما أموت إنزلي واشتغلي)، هو وديعة من الله وأخذها وأريد فقط الصبر، وقالي قبل نزوله أنا احبك وهشتغل وأضيع عمري لأجلك انتي وأختي، كان طيب الخلق لا يفوته صلاة، اتصلت بيه عندما علمت بالحادث من زميل فرد عليا أخر وقال تعالى إلى المستشفى ابنك مصاب وجئت لأجده جثة هامدة".

بوجه باكي يكسوه الحزن، قالت إيمان سيد، موظفة بمصنع اللوتس، "علي غانم زميلي شهيد لقمة العيش في حين الشباب على المقاهي بصحة جيدة لا يعملون مدى العذاب الذي نعاني منه خاصة (سخرة) أصحاب المصانع وإعطائهم لنا الملاليم وفي النهاية بنموت على طرق مكسرة".

وأدانت فاطمة متولي، عاملة بالمصنع، عدم نقل الضحايا إلى مستشفى التضامن التابعة للتأمين الصحي حيث أن العاملين مؤمن عليهم و"كلنا ندفع كل شهر ما لا يقل عن 150 جنيهًا للتأمين ومفيش نتيجة، كما لم يتم نقلم لمستشفى خاصة، وفى النهاية يطرحون أرضًا في مستشفى الأميري، طالبت الإدارة بإنشاء مصنع بالمطرية تجنبًا من طرق الموت، حسبي الله ونعم الوكيل".

وتضيف: "اهمال مستشفى بورسعيد العام تجسد في زميلنا علي غانم حيث استمر في النزيف حتى مات دون أن يسعفه، والأطباء كانوا بيقفلوا جروح المصابين بدون مخدر!".

وتطالب فاطمة عبد الغني، عاملة بالمصنع، أن "يتم كشف دوري للمخدرات على سائقي سيارات الاستثمار لأن أغلبهم يتعاطون (الترامادول) ومحتمل أن يكون السائق تحت تأثير المخدر".

ويقول عبد الرحمن السحراوي، أحد الشهود، "كان في أتوبيس أخر وسائق الأتوبيس كان بيسوق برعونة ليتقدم على سيارة نقل ومن السرعة اصطدم بالنقل".

كان أتوبيس يقل العاملين بمصنع اللوتس للملابس الجاهزة بالمنطقة الحرة للاستثمار، اصطدم بسيارة نقل صباح اليوم الأحد، على طريق "بورسعيد - الإسماعيلية" وأسفر عن وفاة 11 شخصًا وإصابة 17 آخرين.