دمياط - مصر اليوم
كشفت النيابة العامة في المنصورة، مذكرة تفصيلية للمحامي العام الأول لنيابات شمال الدقهلية، تتضمن التحقيقات الكاملة، مع محمود نظمي السيد،33 سنة والمتهم بقتل نجليه "ريان ومحمد" بإلقائهما في مياه نهر النيل أعلى كوبري فارسكور في محافظة دمياط وإدعائه اختفائهم.
تضمنت المذكرة طلب الإحالة الذي اعتراف المتهم تفصيليا بارتكاب الواقعة، والتخلص من نجليه بإلقائهما في مياه نهر النيل متأثرًا بتعاطيه للعقاقير المخدرة وفكرته بالتخلص منهم لكي يعيشوا حياة أفضل كونهما أبناء لأب لا يستحقهم.
وشملت المذكرة نص التحقيقات في القضيتين رقمي 1483 لسنة 2018 إداري مركز شرطة ميت سلسيل و4521 لسنة 2018 إداري مركز فارسكور بثبوت الواقعة بمحضر جمع الاستدلالات المؤرخ بتاريخ21/8/2018 بداية في الثامنة مساء بتحرير الرائد محمد فتحي، رئيس وحدة مباحث ميت سلسيل، والذي يتضمن بلاغًا من المتهم محمود نظمي محمد، بتغيب نجليه "ريان ومحمد" إبان اصطحابهما لنزهة بحديقة ميت سلسيل لحضور احتفالات عيد الأضحى.
وأوضحت المذكرة حضور المتهم إلى مركز شرطة ميت سلسيل، وتحرر محضر روى فيه أنه أثناء تقابله وأحد الأصدقاء القدامى فوجئ عدم تواجد نجليه بجانبه، وظل يبحث عنهما فلم يجدهما ولم يشتبه جنائيا في ذلك التغيب وأدل بأوصاف وملامح نجليه المتغيبين.
وذكر مشروع إحالة المتهم أن النيابة العامة باشرت التحقيقات، وبسؤال "سماح.ط.ا.م"، والدة الطفلين وزوجة المتهم، أقرت بقيام زوجها بالخروج من المنزل واصطحب نجليها لنزهة في حديقة المدينة بعد صلاة العصر بتاريخ 21/8/2018 إلى أن هاتفها وأخبرها بعدم تواجد الطفلين، وتغيبهما عن الأنظار وقيامه بالبحث عنهما ولكن من دون جدوى فهرعت إلى ذلك المكان وبسؤالها لكل الأشخاص المتواجدين فلم يسفر عن إيجادهما واستعانت بأفراد من عائلتها وهمت بالذهاب إلى كل الأماكن التي ساورها الشك في ذهاب نجليها إليها فلم تجدهما إلى أن علمت بالعثور على جثمانيهما بمجرى مائي في مركز فارسكور محافظة دمياط، ولم تتهم أحدًا بعينه وراودهما الشك بشأن بعض الأشخاص المقربين لزوجها.
وتضمنت مذكرة الإحالة طلب تحريات المباحث الجنائية بشأن الواقعة وظروفها وملابستها، وورد محضر التحريات المؤرخ في 24/8/2018 والمسطر بمعرفة العقيد سيد لطفي خشبة، رئيس فرع البحث الجنائي بشمال الدقهلية، والتي أسفرت تحرياته أن وراء ارتكاب الواقعة والد الطفلين بعد أن قام باصطحابهما بسيارته رقم "د وط 9725 وإلقائهما بنهر النيل فلقيا حتفهما غرقا وأبلغ باختفائهما.
وشملت المذكرة صدور قرار النيابة العامة بفارسكور بضبط وإحضار والد الطفلين وسؤاله بعد العثور على نجليه غرقي في مياه نهر النيل، والذي أقر أن الجثامين لنجليه "ريان ومحمد"، وأقر في تحقيقات نيابة فارسكور أن هناك خلافات بينة وبين آخرين وتتمثل في وجود خلاف على عقار بينه وبين زوج عمته ويدعى "محمد.ا"، وشهرته العسكري على مبالغ مالية وقدرها مليون جنيه جراء إعطائه لتلك الأرض، وقام عقب ذلك الأخير بإشهار سلاح ناري في وجهه لإرغامه لإعطائه المبلغ المالي المتفق عليه وهدده بخطف أحد أطفاله.
وكشفت المذكرة عن قيام النيابة بانتداب الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة وإعداد تقرير صفة تشريحية للمجني عليهما وباشرت نيابة شمال المنصورة الكلية التحقيقات وبسؤال "والد الطفلين"، اعترف تفصيليًا بارتكابه واقعة قتل نجليه على إثر خلافات زوجية وأسرية وتعثره المالي وبناء على سوء علاقاته ورفقته ومع تعاطيه المواد المخدرة من بانجو وحشيش، وراودته فكرة التخلص من نجليه إلى أن لاحت له الفرصة بأول أيام العيد واصطحاب الطفلين للترفية عنهما بمكان يدعى" العيد" في ميت سلسيل.
وبدأ في التروي والتدبر لتنفيذ فعلته وتناول عقار الأنافرائيل، والأبتريل، وسيجارة لمخدر البانجو وذهب بهما إلى مكان الواقعة وتوقف حتى خلا الكوبري من المارة وأخرج الطفل الأول"ريان" وألقاه من أعلى الكوبري فسقط في مياه نهر النيل، ثم أخرج نجله الثاني"محمد" وفعل به ما فعله مع الأول وذلك لإرسالهما لمكان أفضل خوفًا عليهما من مساوئ الحياة أو مستقبلهم لاسيما وسمعته قد خالطها العطب، ثم فر من مكان الواقعة وأختلق واقعة المحضر المسطر على لسانه بتاريخ 21/8/2018 بشأن اختطاف الطفلين.
وأوضحت المذكرة تحريات إدارة البحث الجنائية التي أجريت بمعرفة العقيد سيد لطفي خشبة، رئيس فرع البحث بشمال الدقهلية والتي تضمنت أن المتهم من مواليد 1/10/1985 من دون عمل ومقيم في مدينة ميت سلسيل وهو الابن الأصغر لأسرة ميسورة الحال آلت إليه بعد موت والده تركة لا بأس بها جعلته هدفًا لعدد من الأصدقاء المتعطلين، إلى نيل بعض عطاءاته المادية والعيش إلى جواره معتمدين على إنفاقه عليهم.
وأوردت التحريات إلى أن المتهم منذ 6 أعوام ارتبط بعلاقة زواج وأثمر زواجه عن طفلين، وتوسعت علاقات المتهم وارتبط بمجموعة من أصدقاء السوء من أصحاب المصالح وتوثقت صلته، نحو جعل من دائرة هؤلاء الأصدقاء ملاذا أقرب إليه من أسرته وصار أفرادها أوثق إليه من أشقائه وأقرب إليه رحمًا.
وبينت التحريات أن أصدقاء المتهم مارسوا الفجور وتعاطوا المخدرات على نحو وقح بعد ان هيأ لهم كبرهم منزلا كبيرا يترددون عليه في وضح النهار ويستضيفون الساقطات وسيئات السمعة، ويتولى "المتهم الإنفاق عليهم ببذخ لافت ومستفز.
وأشارت التحريات الواردة بمذكرة الإحالة إلى أن أهلية المتهم انزعجوا من تصرفاته ورأوا في سفه سببًا يوجب عليهم مقاومته خوفًا على أمواله المعرضة للنفاذ فأجمعوا أمرهم على مواجهته، وقام شقيقيه "رضا، ومحمد" بمطاردة المترددين على وكر شقيقهم وأجبروه على تحويله لمنزل أسري يقيم فيه زوجته وحاولوا إدخاله مصحة نفسية لعلاج الإدمان إلا أن ذلك لم يجد نفعًا.
وتضمنت التحريات أن المتهم انحاز إلى أصدقاء السوء وحرر محضرًا في مواجهة شقيقيه واتهمهما فيه بالتعدي عليه وعلى بعض أصدقائه.
وبينت التحريات أن علاقة المتهم بأشقائه وزوجته يشوبها توتر إلى درجة كبيرة واضطر إلى الرضوخ لهم، ونقل أسرته للبيت الذي كان يتخذه وأصدقاؤه مركزًا لهم إلا أن ذلك أشعره بالإحباط الشديد والكراهية لأسرته وزوجته وأبنائه.
وأكدت التحريات تورط المتهم في التخلص من أبنائه وإلقائهم في مياه نهر النيل، بعد أن سولت له نفسه المريضة، أنهما العقبة في عودته إلى حياته الساقطة مع أصدقاء السوء، كما أن وجودهما كان الحجة الرئيسية لأسرته، في غل يده عن التصرف في ثروته الموروثة بالإضافة إلى ما تتسم به نفسه من اللامبالاة والتجرد من المشاعر والأنانية الخاصة التي تفقده روح الأبوة ومسئولياتها.
وتضمنت مذكرة الإحالة أجراء المعاينة التصويرية لارتكاب الواقعة والتي تمثلت في كافة ما أدلى به المتهم وأقر به وباعترافه بتحقيقات النيابة، فضلًا عن شهادة عدد من الشهود حول رؤيتهم للمتهم بسيارته في تمام السادسة والربع وبرفقته نجليه في ناحية فارسكور.
وقدما عددًا من الشهود مقاطع فيديو تظهر المتهم بمحطة وقود في فارسكور في الدقيقة 6.20 مساء خلال تفريغه للوقود وظهور وجه أحد الطفلين بصحبته والآخر بالمقعد الأممي وغادر المحطة في تمام الساعة 6.22 مساء، ومقطع آخر في الدقهلية 6.12 مساء يظهر المتهم بطريق البحر أما الملاهي، ومقطع آخر في تمام الساعة 6.53 دقيقة على طريق الخضيري المؤدي إلى فارسكور، ومقطع آخر في تمام 6.20 يظهر لمتهم بمدخل الجمالية بطريق البحر وجميعها كانت على طريق فارسكور محل ارتكاب الواقعة.
وذكر تقرير الطب الشرعي الخاص بالصفة التشريحية للمجني عليهما والذي انتهي إلى أن الطفلين في دور بداية التعفن الرمي على هيئة ظهور الشجرة الرمية مع اخضرار وانتفاخ البطن، ووجود إصابات بسيطة حيوية حديثة يسار العنق، ولم يتبين أحوال مرضية ظاهرة من شأنها أن تؤدي للوفاة، مع وجود زبد رغوي من فتحتي الأنف والفم ووجود رسوب دموي رمي بأعلى الجثتين، ووجود كبر بحجم الرئتين وعلامات انطباع الأضلاع مما يشير لحدث وفاة الطفلين بـ"إسفكاسيا الغرق".
وورد تقرير الطب الشرعي حول تحليل عينتي الدم والبول المأخوذة من المتهم، إيجابية تعاطي المواد المخدرة "الحشيش والترامادول".
وكشفت المذكرة عن استعلام النيابة من شركات المحمول بشأن رقم الهاتف الخاصة بالمتهم وتحديد الأماكن التي تردد عليها بيوم الواقعة والتتبع المكاني وورد تقرير مفصل أوضح تواصل المتهم مع أحد الأشخاص بتاريخ 21/8/2018 في تمام الساعة 5.49 مساء و7.9مساء و7.11 و7.12 مساء، وورد مكالمة بتاريخ 5.55 مساء وأخرى في تمام الساعة 7.42 مساء وبعض تلك المكالمات أجريت في مدينة فارسكور وقت ارتكاب الواقعة.
ووجهت النيابة العامة للمتهم وفقًا لمذكرة الإحالة للمحاكمة جريمة القتل العمد لأبنائه، وطلب رئيس النيابة الكلية بقيد الأوراق جناية قتل عمد مع سبق الإصرار بأن بين النية على التخلص من نجليه وتحين الفرصة لذلك حتى واتته فاقتاد سيارة إلى مكان الواقعة أعلى كوبري فارسكور وألقى بهم من أعلى الكوبري في مجرى نهر النيل حتى لقوا مصرعهم غرقًا.