السحب السوداء

سادت حالة من الغضب وسط أهالي مدينة دمياط الجديدة جراء انتشار السحب السوداء في سماء المدينة والتي كونتها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الأخشاب داخل مكامير الفحم التي تنتشر بالقرب من مدينة دمياط الجديدة، الأمر الذي أثار سخط الأهالي وسط تجاهل من المسؤولين.

وعبرت روان عبدالحميد أحد أهالي مدينة دمياط الجديدة، عن غضبها الناتج عن تجاهل المسؤولين في محافظة دمياط لشكاوى سكان المدينة المتعددة من مكامير الفحم.
وأضافت روان عبدالحميد: "أعلن مجلس أمناء مدينة دمياط الجديدة من فترة إزالة جميع المكامير بالمدينة بعد تعدد شكاوى الأهالي، حفاظا على صحة الأطفال والجو العام للمدينة التي يقطنها الآلاف من أهالي دمياط، وبالفعل تمت إزالة عدد منها إلا أن عددًا ليس بالقليل لا يزال يعمل بصورة مستفزة للأهالي".

وأضاف محمد شوارب، أحد سكان مدينة دمياط الجديدة: "مطالبنا تتلخص في إنشاء أفران حديثة بحيث لا تؤثر على مصدر رزق أصحاب المكامير والعاملون بها، ولا تؤذي صحة سكان المدينة"، مؤكدًا على انتشار الإصابة بمرض بحساسية الصدر، والالتهابات الصدرية، بين الأهالي بشكل عام والأطفال بشكل خاص.

و"المكمورة" عبارة عن حفرة بعمق مترين وعرض 4 أمتار يتم رص خشب الأشجار بها بشكل أفقي ثم تبدأ عملية تفحيمه، ويصل متوسط إنتاج الواحدة نحو 10 أطنان من الفحم النباتي شهريا، علمًا بأنه يحيط بمدينة دمياط الجديدة 122 مكمورة فحم طبقا لآخر مسح تم عمله من قبل إدارة شؤون البيئة في المحافظة، ويعتبر سكان المنطقة الصناعية وطريق كفر البطيخ أكثر المتضررين من بين سكان دمياط الجديدة لكونها البقع السكانية الأكثر قربًا للمكامير.

وفي سياق متصل، أكد أشرف رجب مالك لأحد المكامير: "قمنا وبعض التجار بتوفيق أوضاعنا وشراء الأفران الصناعية المعتمدة من قبل وزارة الصناعة، والذي تتجاوز تكلفة الفرن الواحد منه مليون جنيه للحد من المشكلة البيئية، وكذلك للحفاظ على قوت العمال العاملين، فالمكمرة الواحدة قد يعمل بها10 أشخاص، ويتجاوز أجر العامل بها 100 جنيه يوميا".

من جانبه، نفى المهندس أسامة حفيلة رئيس مجلس أمناء مدينة دمياط الجديدة، وجود مكامير للفحم داخل المدينة، مؤكدًا أنه تمت إزالتها بالكامل، وأن جميع المكامير الموجودة خارج المدينة تقع في زمام المحافظة ويسأل عنها محافظ دمياط.

وأضاف حفيلة أن مجلس الأمناء خاطب رئيس مجلس الوزاراء ووزارة البيئة، للنظر في ما يتعلق بملف مكامير الفحم بدمياط نظرًا لوقوع الضرر الأكبر على سكان دمياط الجديدة، وبالفعل تم تشكيل لجنة من وزارة البيئة والتقت أصحاب المكامير، وحددت مهلة لأصحابها لتقنين أوضاعهم قبل أن تتم إزالتها، وبعضهم قام بتوفيق أوضاعه والغالبية العظمى منهم لم تفعل، والمهلة الزمنية انتهت بالفعل ولكن المحافظة لم تتخذ خطوة حتى الآن بإزالة المكامير المخالفة.​