عادت من جديد أزمة مدينة السرو التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط والتى يعانى دائما سكانها من تجاهل المسئولين لمطالبهم والتى تنحصر في توفير الخدمات الأساسية كمياه الشرب النقية والصرف الصحى وتطوير مستشفي المدينة وتوفير الإمكانيات به. يأتى ذلك وقد تحول حلم توفير الخدمات الأساسية لأهالى بالمدينة إلى سراب نتيجة لاستبعاد المدينة من الخطة الاستثمارية للمحافظة على مدار العام الماضي بدعوى عدم توفير دعم مالى لسد احتياجات المدينة من الخدمات. وعانى الأهالى من التصريحات الوردية للتنفيذيين بالمحافظة بشأن المدينة والتى لم يتحقق منها شىء، ومؤخرا طالب أهالى مدينة السرو اللواء محمد عبد اللطيف منصور، محافظ دمياط، بتحويل مدينة السرو إلى مركز أسوة بمدينة كفر البطيخ والتى تحولت الى مركز، خاصة أن المدينة بها كل المؤهلات التى تساعدها فى التحول إلى مركز والانفصال عن مركز الزرقا، حيث إنها تتمتع بوجود إدارة تعليمية وصحية وإدارة تموين ومستشفى مركزى ومحطة مياه للشرب، وتضم عددا من القرى المجاورة. وقد سبق لأهالى السرو إعلان استقلالهم وانفصالهم عن محافظة دمياط منذ عامين وجاء ذلك كخطوة تصعيدية لاحتجاجات اهالى القرية، فالسرو يبلغ تعدادها 50 ألف نسمة يشتهر معظم أهلها بتجارة الذهب وهو ما جعل البعض يطلق عليها مدينة الذهب , كما ان اهلها معروفون بالتميز في مجال التجارة ـ، خاصة توكيلات الشركات التجارية. كما يتميز العديد منهم بالثقافة وتبوأ الكثير منهم العديد من المناصب البارزة وأبرزهم اللواء صلاح المناوي رئيس هيئة العمليات الجوية في حرب أكتوبر واللواء يسري مراد أحد أبطال حرب أكتوبر وقائد المظلات والمندوه الحسيني عضو مجلس الشعب وأمين عام جمعية أصحاب المدارس الخاصة وأمين صندوق نادي الزمالك سابقا واللواء عبد الرؤوف المناوي مساعد وزير الداخلية السابق وعبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار السابق . ورغم ما تتميز به المدينة من وجود عدد من المنشآت الحكومية المهمة إلا أن اهلها يعانون من تدنى الخدمات بها حيث يعانى اهلها من سوء حالة مياه الشرب حيث يغذي المدينة محطتا كومباكت تم إنشاء الأولي عام 1987 والثانية في 1991 بقدرة 30 لتراً في الثانية للمحطة الواحدة إلا أن كفاءتهما انخفضت إلي أقل من 50% وانتهي العمر الافتراضى لهما منذ سنوات وأصبحتا غير صالحتين للاستخدام الآدمي وكثرت الشوائب بهما مما أدي إلى تغيير طعم ولون ورائحة المياه ويتم حاليا تشغيل عمال عاديين بالمحطتين خاصة في الفترة المسائية ولا يوجد كيميائي دائم بهما. ولا يقتصر الأمر على تلوث المياه ولكن الصرف الصحى بالشوارع والذى يعرض الأطفال للإصابة بالأمراض الوبائية وقال جهاد شاهين أحد الأهالى إن ما يحدث في السرو مهزلة بكل المقاييس فكيف يعيش ما يزيد على 50 ألف مواطن علي محطة مياه بدائية بنظام الكومباكت النقالي تحوي وحدتين يكسوهما الصدأ، حيث تم تركيب المحطة الأولي عام 87 و الاخري 91 , بطاقة لا تتعدي 30 لتر في الثانيه وبالتالي فعمرها الافتراضي قد انتهي وانخفضت كفاءتها لما يقرب من 65% وفجر شاهين مفاجأة ان هذا النوع من المحطات تستخدمها دول أوروبا لمد حيواناتها بالمياه. واشار الى ان حلم الاهالى بتوفير الخدمات تحول الى سراب في عهد نظام الإخوان الذين تجاهلوا تماما معاناة الأهالى من سوء الخدمات، وما تمر به البلاد من ظروف سياسية واقتصادية كان سببا في عدم استكمال بناء محطة مياه الشرب الجديدة بالمدينة والتى كان قد بدأ في تنفيذها اللواء محمد على فليفل محافظ دمياط السابق وتوقف العمل بها منذ عام ومازالت متوقفة حتى الآن. بينما أكد طلعت العواد من أهالي السرو أن هناك جريمة حقيقية في السرو تتمثل في وجود ما يزيد عن 60% من شبكات المياه المصنوعة من مادة الاسبستوس المحرمة دوليا لتعريض المواطنين لأمراض السرطان والفشل الكلوي والتليف الكبدي. وأشار إلى أن الأهالي فوجئوا بتقارير شركة مياه الشرب تفيد بأن الشركة اشتركت مع مديرية الشئون الصحية بأخذ عينات من محطة السرو وأخري من شبكة التوزيع ومن أحد المقاهي وتم إرسال عينات للمعامل المركزيه لوزارة الصحة والمعمل المشترك بالشركة لتخرج جميع النتائج مؤكدة أن جودة المياه مطابقه لكل المعايير الصحية والمواصفات و هو ما اثار غضب الاهالي.