مقتل طفلة

لم يصدق أهالي قرية دمرو الحدادي التابعة لمركز سيدي سالم في محافظة كفر الشيخ، حتى الآن، أن الطفلة أبرار البالغة من العمر 9 أعوام، والتي كانت تلهو وتبتسم في وجه الجميع، رحلت، قُتلت دون ذنب، قتلها المتهم بدم بارد بعد أن فشل في التحرش بها وسرق قرطها الذهبي، الجميع ما زال في حالة صدمة، وتحولت القرية لسرادق عزاء مفتوح حزناً عليها.سيدات اتشحن بالسواد حزناً على الطفلة التي لم ترتكب ذنباً سوى أنها صرخت حينما حاول القاتل التحرش بها، فكان مصيرها القتل وإلقاء جثمانها في مصرف القرية، ثم طلب فدية من أهلها بزعم إعادتها.

120 ثانية من رقم مجهول وشخص تعمد تغيير صوته، لأنور مختار، والد الطفلة أبرار، يطلب فيهما القتل 100 ألف جنيه كفدية حتى يتم إعادة الطفلة بعد ساعات من البحث عنها عقب تغيبها، ليُغلق الهاتف بعدها الجاني، ولتبدأ حيرة الأب الذي كان في رحلة عمل بمحافظة الفيوم، ليخبره الأهالي بعد ذلك عثورهم على جثة داخل "شيكارة" مُلقاة بمصرف القرية، ليتأكد بعد ذلك أنها طفلته: "مكنتش مصدق، عايشين في ذهول لسه، مش قادر استوعب اللي حصل، حرمني من فلذة كبدي بدون أي ذنب، كان خد مال الدنيا كلها ومكنش قتلها"، بهذه العبارات الحزينة عبر والد الطفلة عن حزنه.

بوجه شاحب وعينان شادرتان، يجلس والد الطفلة داخل منزله، يستقبل المعزين كعادة أهل القرى ليؤكد لكل معزٍ إنه لم يستطع التفكير للحظة واحدة أن قاتل طفلته ابن بلده: "كنت شغال في الفيوم وأخويا بلغني أن أبرار اختفت و بيدوروا عليها، والناس كلها بتدور عليها الأطفال قبل الكبار، فنزلت فورا، وفجأة جاني اتصال من شخص مجهول بيطلب 100 ألف جنيه وعدم إبلاغ الشرطة مقابل إعادة طفلتي، فوافقت وجمعت المبلغ من أيادي أقاربي، مفكرتش في أى حاجة غير إعادة بنتي ولكن أهلي طلبوا إبلاغ الشرطة، وفعلاً بلغنا وأثناء البحث وجد الناس جثة في شيكارة، في مصرف بس مكنتش متخيل أنها أبرار والشرطة جت وفتحوا الشيكارة وجدت بنتي وعليها آثار خنق، انهارت ولم أتمالك أعصابي".

والدتها تطالب بإعدام القاتل: بأي ذنب قُتلت؟
بجلباب أسود واسع فضفاض، تجلس والدة الطفلة أبرار، حاملة ما تبقى من ابنتها البريئة التي قتلت دون ذنب، تمسك بصورها تارة، وملابسها تارة أخرى، يجلس إلى جوارها نساء القرية من جيرانها وحتى من لم تعرفهم معرفة جيدة، الجميع يقدم واجب العزاء، غير مصدقين ما حدث: "بأي ذنب قُتلت؟"، تتساءل والدة الطفلة القتيلة، ودموعها لم تنقطع، لتؤكد أنها لن يهدأ بالها سوى بعد إعدام القاتل "مش هقدر أرتاح إلا لما أشوف اللي قالتها وهو بيتعدم، بنتى معملتش حاجة حرمني منها ليه؟، الناس كلها بتحبنا، عمرنا ما توقعنا أن يحصل معانا كده، حسبي الله ونعم الوكيل، كانت زي النسمة الكل بيحبها، حرمنا منها المجرم".

وكانت محكمة سيدي سالم الجزئية، قد جددت حبس المتهم "محمد ر. ك."، 23 عاما، 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بعدما اصطحب فريق من النيابة العامة بكفر الشيخ، إلى مكان الجريمة لتمثيلها وسط حراسة مشددة من قبل الشرطة، وذلك عقب قرار النيابة بحبسه بعد اعترافه بارتكاب جريمته كاملة أمام النيابة والشرطة.

وحرصت النيابة العامة، على اصطحاب المتهم وسط حراسة مشددة في الساعات الأولى من صباح اليوم، حتى لا يفتك به الأهالي، مؤكداً ندمه على ما فعله "أنا ندمان و مكنتش في وعيي وكنت محتاج فلوس، لكن معرفش أنا عملت كدة ليه".وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية حول استدراجه الطفلة التي لم تُكمل عامها التاسع، وسرقة حلقها الذهبي وقتلها بعد محاولة التحرش بها، قائلاً "ماكنتش في وعيي، وقلت لها تعالي أجيب لك حاجة حلوة، فِرحت وجت معايا، وأول ما جيت أبوسها واتحرش بيها صرخت، ولما خفت من الناس والفضيحة، وقّعتها على الأرض وكتمت نفسها لحد ما ماتت"، مؤكداً ندمه على ما فعله "أنا ندمان و مكنتش في وعيي وكنت محتاج فلوس، لكن معرفش انا عملت كدة ليه".

واعترف المتهم "محمد ر. ك."، 23 عاما، بجريمته كاملة بداية من التخطيط إلى استدراج الطفلة أثناء مرورها في الشارع، إلى داخل محل الزيوت الذي يملكه في قرية دمرو الحدادي بمركز سيدي سالم في كفر الشيخ، إذ أقنعها بتقديم بعض الحلوى لها، ثم غدر بها محاولاً هتك عرضها، موضحًا: "حاولت لمس أجزاء من جسدها وتحرشت بها ثم حاولت خلع ملابسها، إلا أنها استغاثت بالمارة، وصرخت لما كنت ببوسها، وخفت من الفضيحة".

تفاصيل اعترافات المتهم بجريمته "مكنتش في وعيي وندمان"
أصبح المتهم في مأزق كبير، صدى الفضيحة سيكون قويًا، الحيرة تزداد والطفلة لا تتوقف عن الصراخ، وهنا كان القرار دون تفكير، إذ يقول: "كتمت أنفاسها لحد ما ماتت، وبعدين جبت شيكارة، وحطيت الجثة فيها، وسبتها في المحل شوية، وفكرت إزاي نتخلص منها بعد ماخدت حلقها الذهب، وخدتها رميتها في مصرف القرية".

ويواصل الشاب اعترافاته أمام الرائد محمد عبدالعزيز، رئيس مباحث سيدي سالم، قبل عرضه على النيابة العامة: "مكنتش عارف أنا باعمل إيه، مكنتش في وعيي، وخفت البت تفضحني في القرية"، لكن الأمر قد نفذ، وظل في حيرة جديدة "مش عارف يعمل إيه"، لكنه قرر أخيرًا أن يستفيد من مصيبته بجريمة جديدة، إذ اتصل بوالد الطفلة وطلب فدية، حتى يثبت أن الجريمة ليست أكثر من عملية خطف، مكررًا: "مكنتش في وعيي".وتمكنت مباحث سيدي سالم بكفر الشيخ، من كشف لغز العثور على الطفلة مقتولة، إذ تبين أن وراء مقتلها صاحب محل زيوت بالقرية، ووجهت له تهمة خطف طفلة، وقتلها بعد فشله في التحرش بها.

وكان اللواء خالد العزب، مدير أمن كفر الشيخ، قد تلقى إخطارا بورود بلاغ إلى العقيد هشام الزعفراني، مأمور مركز سيدي سالم، من المواطن "أنور.م.ي"، يفيد باختفاء ابنته "أبرار" 9 سنوات، عن المنزل، ولم يتم العثور عليها، وعلى إثر ذلك تلقى مكالمة هاتفية من مجهول أبلغه خلالها بخطف ابنته ويطلب فدية قيمتها 100 ألف جنيه، مقابل إطلاق سراحها.وكلف مدير الأمن اللواء إيهاب عطية، مدير إدارة البحث الجنائي، بسرعة ضبط الجناة، وجرى تشكيل فريق بحث جنائي ضم الرائد محمد عبدالعزيز، رئيس مباحث مركز شرطة سيدي سالم، ومعاونيه، لكشف غموض الواقعة، والوصول إلى مرتكبيها، وتبين أن وراء غياب الطفلة المتهم "محمد.ر.ك"، 23 عاما، صاحب محل زيوت، بقرية دمرو، دائرة المركز.ألقي القبض على المتهم، بمواجهته بما أسفرت عنه التحريات أقر بارتكابه الواقعة، وأقر معرفته بوالد الطفلة المجني عليها لتردده عليه بالمحل، وأرشد عن مكان القرط الذهبي، ومكان الجثة، وحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وجارى العرض على النيابة التي أمرت بحبسه.

قد يهمك أيضًا:

لص يُمزِّق جسد ربة منزل ونجلها خلال نهار رمضان في محافظة الغربية

طالِب محافظة الغربية المصرية يكشف تفاصيل اتّهامه بـ"حرق قطة"