محافظة كفر الشيخ

لم يكن يعلم محمد مبروك السيد حسانين، 35عامًا، حداد ومقيم في منطقة المنشية التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، أن نهايته ستكون على أيدى 4 من البلطجية نتيجة دفاعه عن "جارته"، فلتكن إذن نهايته مثل موت النسور، يدفعون حياتهم ثمنًا للشهامة والرجولة، لكن لم يتوقع أهله أنها ستكون نهاية قاسية بهذا الشكل الدرامي، تحرمهم من عائلهم  ومن رؤيته للأبد .
 
محمد هذا الشاب الثلاثينى، الذي طعنه 4 ذئاب بشرية لا يعرفون للرحمة طريقًا ولا للإنسانية بابًا، انقضوا عليه بالطعنات حتى فارق الحياة وكأنهم كانوا يجسدون فيلمًا سينمائيا أو مسلسلًا دراميا لمجرد أنه قال لا لبلطجتهم . البداية كانت مؤلمة عندما تجمع أهالي المنطقة أمام منزل محمد وشاهدوه غارقًا في دمائه وحمله أحدهم مسرعًا نحو الشارع ليستوقف سيارة "تاكسي" ويأخذه إلى مستشفى دسوق العام وسط جري وهرع العشرات من جيرانه وأهله، لكن عندما وصل للمسشتفى قال القدر كلمته ولقى حتفه متأثرًا بجراحه، وأبلغ مدير عام المستشفى الدكتور محمد عبد العزيز مأمور قسم شرطة دسوق بوصول المجني عليه مصابًا بجرح نافذ بالبطن، لقى مصرعة فور وصوله المستشفى.
 
وفور تلقى الإخطار انتقل عدد من ضباط البحث الجنائي إلى المستشفى لسؤال ذويه وحُرر محضر بالواقعة وأمرت النيابة بالتحفظ على الجثة لتشريحها وبيان أسباب وفاتها، خصوصا بعد تضارب أقوال عدد من اقاربه. وكلف مدير إدارة البحث الجنائي في مديرية أمن كفر الشيخ العميد أشرف ربيع ، رئيس مباحث المديرية العميد محمد عمار ، بقيادة فريق بحث يضم رئيس فرع البحث الجنائي بدسوق العميد عبد الفتاح المنشاوي ، ورئيس مباحث قسم دسوق المقدم إيهاب شمس ، ومعاونوه- بمعرفة الحقيقة وفك لغز الجريمة .
 
وبالبحث والتحري وبعد سماع أقوال عدد من الجيران والأهل والانتقال إلى منطقة سكن المحني عليه تبين أن مشاجرة نشبت بين فتاة "جارته" و4 من العاطلين والمسجلين على خلفية اتهام المجرمين للفتاة باقتراض مبلغ مالي منهم. وبتدقيق البحث من قبل فريق المباحث تبين أن المتهمين هم "محمد ا.ع.ا"،  27 سنة،  عاطل،  وشهرته "ضبش"،  ويقيم في شارع فرج الصايغ بحي المنشية، ومن ذوي المعلومات الجنائية،  و"محمد س.ا.ح"،  24 سنة،  وشهرته "زيزو"،  عاطل،  ويقيم في حي المستعمرة، طرف المشاجرة وبين  "شيماء ش.ا.ا"،  17 سنة،  طالبة،  وتقيم في حي عميرة نفس عنوان المجني عليه، كما تبين أن هؤلاء من المسجلين، وهناك اثنين هربا خوفًا من القبض عليهما. ودلت التحريات على أن الفتاة استلفت منهم 1200جنيه، وأن هؤلاء مسجلون معلومات وتجارة سلاح ومخدرات، وعندما ذهبوا للفتاة في منزلها للمطالبة بإستراداد المبلغ رفضت فنشبت مشاجرة بينهم وبين الفتاة وأهلها تدخل على إثرها المجني عليه ليُدافع عن "جارته"، فسدد أحدهم عددا من الطعنات له أودت بحياته على الفور.
 
قُبض على اثنين من المتهمين، واعترفا بأنهما لم يقصدا قتله وأنهما طالباه بعدم التدخل لكنه رفض دفاعًا عن جارته، فسدد أحدهما طعنات له من سلاح أبيض، واعترفا باأن اثنين من أصدقائهما هربا خوفًا من القبض عليهما؛ حُرر المحضر حمل رقم 7697جنح قسم دسوق، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق وسرعة القبض على الهاربين وتقديمهما للعدالة .