حرق قش الرز

تعاقبت حكومات وامتلأت الأوراق بالقوانين المنددة بحرق قش الرز ووعود بالقضاء على الظاهرة كل عام دون تنفيذ للوعود ومازالت سماء محافظة كفر الشيخ كغيرها من المحافظات الزراعية تغطيها الأدخنة المتصاعدة من حقول الرز بعد إقدام الفلاحين على حرق القش للتخلص منه تمهيدًا لزراعة محصول جديد وإخلاء الأرض من القش المنتشر بعيدًا عن أعين المسؤولين الذين اكتفوا بتحرير عدد من المحاضر دون تفعيل لها.

وكيل وزارة الزراعة في كفر الشيخ المهندس سليمان غيث، يؤكد أنَّ الوحدات المحلية تسلَّمت منذ سنوات 34 مكبسًا لقش الرز وهي المسؤولة عن التشغيل والاستفادة من قش الرز بالبيع واستخدامه في صناعة الورق والعديد من الصناعات المختلفة، علاوة على استخدامه في العلف الحيواني بعد إضافة "المولاس" إليه، مضيفًا أنَّ مديرية الزراعة حررت 231 محضرًا للمخالفين من الفلاحين لحرقهم قش الرز في الحقول.

من جانبه، أوضح مسؤول البيئة في كفر الشيخ فايد الشاملي، أنَّ المسؤول عن المحاضر هم المكلفين بأقسام البيئة في كل وحدة محلية على مستوى المحافظة ولكن مخاوفهم من اللوم، نظرًا إلى أنَّ لهم علاقات بأصحاب الأراضي يتقاعسون عن تحرير المحاضر ضدا لمخالفين الذين يشعلون النيران في قش الرز مساءً بعد انتهاء عمل الموظفين، حتى يكونوا بعيدين عن أعين المسؤولين، وتجنبًا لتحرير محاضر ضدهم.

وفي حين تسببت السحابة السوداء بإصابة العديد من المواطنين بالأمراض الصدرية وتفاقمها المصابين بحساسية الصدر، يقول الموظف كمال مصطفى: لم أعد أطيق الجلوس خارج المنزل بسبب الدخان الكثيف المنتشر في كل مكان نتيجة حرق قش الرز وحتى المنزل نفسه لم أعد أحتمل الجلوس فيه بسبب تسرب الدخان إلى داخل المنزل، لافتًا إلى أنَّ هذه المشكلة تتكرر كل عام لمدة ثلاثة أشهر هي آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر ورغم ذلك لا حياة لمن تنادي.

ويشير السكرتير السابق في إحدى الجمعيات، عبد الودود السيد محمد، إلى أنَّ كميات القش المحروقة هذا العام أكثر من أي عامٍ مضى بسبب استخدام المزارعين للـ"كومباين" دون غيره في ضم المحصول واستغناء غالبيتهم عن الدَّرَّاسات التي كانت تقوم بتكويم القش وتعبئة الرز وبالتالي فإنَّ آلة "الكومباين" أدت إلى صعوبة تجميع الفلاح للقش وتكويمه وهو ما يحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة، فيُضطر إلى حرق القش للخلاص منه وزراعة محصول جديد في نفس الوقت, فإنَّ تهديدات المسؤولين لم تخيف الفلاحين لأنهم يعرفون أنها لن تفعل وأنَّ التهديدات كلها مجرد "كلام في كلام".

 ويؤكد المواطن حسن يوسف محمد، أنَّ مسؤولي الزراعة أخذوا على عاتقهم السعي إلى حل هذه المشكلة وملؤوا الدنيا ضجيجًا بأنَّهم سيحررون محاضر للمخالفين بالتعاون مع البيئة إلا أنَّه تبيَّن أنَّ كل هذه التهديدات هي مجرد "حبر على ورق".

وأضاف حسن "رغم قرب انتهاء الموسم الصيفي إلا أنني أتمنى من المسؤولين محاولة تفعيل القوانين الخاصة بالبيئة وتنفيذ وعودهم التي سبق أن طرحوها وتفاءلنا خيرًا بإمكان تطبيقها.