عم أحمد يحيى صانع الأقفاص

يجلس عم أحمد يحيى ابن قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس في محافظة كفر الشيخ، والذي يبلغ من العمر (78 عامًا) في "دكان" لا يتعدى المترين ليصنع الأقفاص من "جريد النخل".

ورغم  تقدمه في السن إلا أنه يأبى ترك العمل، فهذه القرية معجونة بالسلال والأقفاص، تتراص في أزقتها، وفوق أسطح البيوت والحقول وكأنها سر من أسرار هويتها وحرفتها، والعلاقة مع المكان، واستغلال ما جادت به الطبيعة من عناصر ومقومات بسيطة، وعلى الرغم من تطور الصناعة والميكنة، فإن الطابع البدائي على هذه الحرفة لا يزال له طعمه وعبقه الخاص.

وأفاد عم أحمد: "أنا عندي 6 بنات وولد واحد وجوزت البنات من المهنة دي علشان أنا بشتغل فيها من سن 16 عامًا وأضطر للعمل الشاق 12 ساعة يوميًا لكسب 36 جنيهًا فقط".

وأضاف: "صنع القفص يستغرق نحو ساعة، بينما يمتد الوقت اللازم لصنع كرسي إلى نحو 6 ساعات، أما الأدوات المستخدمة فشديدة البساطة تضم سكينًا وعددًا من المواسير لثقب عيدان الجريد ومطرقة خشبية".

وأوضح عم أحمد كيف يصنع القفص، قائلًا: "تبدأ بتشذيب الجريد وصقله وتقطيعه تبعًا لـ 12 طريقة للتقطيع بأسماء مختلفة، مثل دواير ومرايات ورفايد طول وعرض، وأطواق طول وعرض، ويود وعيدان، تنتهي عملية صنع القفص بتقطيع 4 عيدان تعمل بمثابة قوائم 4 للقفص، ثم يركب عليها باقي الهيكل، وتبدأ عملية التقفيل، أو وضع اللمسات النهائية، في المقابل تتسم صناعة الكراسي بقدر أكبر من التعقيد".

وأكد أن الجريد هو عروق النخل بعد نزع الأوراق منه، وهو عبارة عن أخشاب ذات ألياف طولية حيث تقشر وتعد في تخانات تثقب وتعشق لإنتاج العديد من المشغولات كأقفاص الفاكهة والخضروات والكراسي و"الترابيزات"، مشيرًا إلى أن صناعة الأقفاص والسراير والكراسي ما زالت مطلوبة.

ويتمنى عم أحمد أن تتطور هذه المهنة لأنها مهمة في صناعة الكثير من الأشياء التي لا غنى عنها، قائلًا: "هي مش صعبة بس مرهقة".