كواليس يومي الانتخابات الرئاسيّة المصريّة في كفر الشيخ

رصد "مصر اليوم"، عملية الانتخابات الرئاسية المصرية، داخل لجان الدوائر المختلفة في محافظة كفرالشيخ, والتي تمثلت في اشتباكات في اللجان بين أنصار عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي, واختراق لقوانين الجنة العليا للانتخابات, والكواليس داخل لجان المحافظة.
اليوم الأول
بدأ مواطنو محافظة كفرالشيخ، الاثنين، أول أيام الانتخابات الرئاسية التوافد أمام اللجان الانتخابية من أجل الإدلاء بأصواتهم، حيث شهدت بعض اللجان تواجد أعدادا من المواطنين، أمام هذه اللجان قبل فتحها، وعندما تم البدء في فتح هذه اللجان، تكدس المواطنون أمامها، لبدء عملية التصويت.
وشهدت هذه اللجان الانتخابية في محافظة كفرالشيخ، تنظيمًا من رجال القوات المسلحة المكلفة بتأمينها، بالإضافة إلى وجود متابعات أمنية من قوات الشرطة، وضباط مباحث أقسام ومراكز الشرطة، التابعة إلى مديرية أمن كفرالشيخ.
وقال الرئد شريف عبود، رئيس قسم مرور دسوق، إنه تم انتشار لجان مرورية مختلفة، على مستوى دائرة شرطة مرور دسوق، وتشمل بندر ومركز دسوق، وفوه ومطوبس، وذلك بالتنسيق مع الملازم أول حسام مصطفى، وكيل مرور دسوق، مشيراً إلى أنه تم وضع حواجز حديدية، والأقماع المرورية، أمام اللجان الأنتخابية.
وأشار المهندس سيد القصاص مدير مشروع السرفيس في مجلس مدينة دسوق، إلى وجود متابعات من إدارة المشروع لسيارات السرفيس، منذ السادسة صباحاً، وذلك لسهولة وتنقل المواطنين في هذه السيارات، أثناء سير العملية الانتخابية.
ومن جانب آخر تمكن الرائد أحمد المندوه، في قسم الحماية المدنية في مديرية أمن كفرالشيخ، والطاقم المرافق له، من إبطال مفعول قنبلة يشتبه بتكوينها من مادة TNT شديدة الإنفجار، في محطة قطار دسوق في كفرالشيخ.
كان أميني شرطة محمد فوزي الهواري، وحسن الجمال، ومخبر سري محمود العاصي، وباقي أفراد نقطة شرطة محطة قطار دسوق، تلقوا بلاغاً من إحدي السيدات المنتقبات، بوجود جسم غريب، داخل كيس بلاستيك أحمر، مابين مبنى نقطة الشرطة، ومكتب ناظر محطة القطار، وبقيام الأول بفحص ما بداخل هذا الكيس، وجد عبوة وعليها جهاز تايمر.
وأخطرت  نقطة شرطة محطة قطار دسوق، شرطة النجدة، والحماية المدنية، وقسم شرطة بندر دسوق، وانتقل اللواء ياسر زهران، مساعد مدير أمن كفرالشيخ، لفرقة دسوق، والعميد سيد سلطان، رئيس فرع البحث الجنائي لغرب كفرالشيخ، والعميد سعد سليط، مأمور قسم شرطة بندر دسوق، والمقدم إيهاب شمس، رئيس مباحث القسم، وعدداً من قوات الشرطة, إلى مكان الواقعة.
وتوقفت حركة القطارات تماماً، وتم فرض كردون أمني، واخلاء مكاتب الموظفين في محطة القطار، وأغلق جانبي الطريق الخلفي للمحطة، في شارع الشركات، وقام العميد إيهاب لطفي، في الأدارة المركزية لتدريب كلاب الحراسة في أكاديمية الشرطة، بفحص الكيس باستخدام الكلاب البوليسية.
وتم التأكد من صحة البلاغ، وتمكنت قوة الحماية المدنية من إبطال القنبلة، وسط فرحة الأهالي، والذين حملوا الرائد أحمد المندوه، الذي قام بإبطال مفعول القنبلة، على أعناقهم, وتبين من الفحص المبدئي للقنبلة، أن بها مادة TNT شديدة الإنفجار.
كما شهدت لجنة 17، ومقرها في مدرسة جمال عبدالناصر، في قرية الكفر الشرقي في مركز البرلس في كفرالشيخ، مسقط رأس المرشح الرئاسي حمدين صباحي، توقف التصويت بها لمدة نصف ساعة، بسبب مناوشات بين مندوب المشير عبدالفتاح السيسي، ورئيس اللجنة، تسبب فيها أحد الصم والبكم، ويدعى "عبدالسلام.ح"، وذلك أثناء دخوله  اللجنة للإدلاء بصوته.
وكان الأصم أشار إلى رئيس اللجنة، بعلامة النصر، وأنه يريد المرشحان  معاً، ما أدى إلى قيام رئيس اللجنة، بتسويد البطاقة للمرشحين معاً مبطلا صوت الأصم، مما أثار حفيظة مندوب السيسي، واحتدم الخلاف بينه وبين رئيس اللجنة، وأدى إلى توقف اللجنة بالمدة المعلنة، وعادت إلى عملها بعد تدخل رجال الجيش والشرطة، لأحتواء الأزمة التي نشبت، وأكد رئيس اللجنة أنه لم يقصد فعل ما ظن به مندوب السيسي، نظرا لعدم إدراكة لغة الأشارة لهذا الأصم.
وأجبر أهالي في برج البرلس في كفرالشيخ، صحافية في جريدة الكرامة، من أنصار حمدين صباحي، أثناء مرافقتها إلى أحد أنصار حمدين في برج البرلس، بمغادرة المدينة، بسبب مشادة أنصار السيسي، مع مرافقها.
وكان أحد أنصار حمدين صباحي، في برج البرلس، يحمل صورة حمدين، على ملابسة، مما أثار حفيظة أنصار السيسي، معتبرين ذلك أنه دعاية انتخابية لمرشحه، وكادت أن تتطور المشادة، إلى اشتباكات بالأيدي، لولا تدخل العقلاء لأحتواء الموقف.
وشهدت لجنة 19 ومقرها معهد قرية كفر مجر الديني الأزهري الابتدائي، التابعة إلى مركز دسوق في كفرالشيخ، بوم الاثنين، قيام المستشار محمود سويف، رئيس اللجنة، بالخروج إلى المواطنين، من ذوي الاحتياجات الخاصة، دون أن يتحملوا عناء الصعود والنزول إلى اللجنة، والتي تقع في الدور الثاني، من أجل الإدلاء بأصواتهم، وذلك تيسيراً عليهم
اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية، الثلاثاء، شهدت مدن ومراكز محافظة كفرالشيخ، وجود عدة سيارات، تجوب الشوارع، تحمل مكبرات الصوت، لحث المواطنين، والأهالي على النزول والمشاركة، في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية، والتي شهدت إقبالاً ضعيفاً للغاية من جانب المواطنين.
وقال شريف أبو ليلة، أحد المتابعين المحليين، في الانتخابات الرئاسية، في محافظة كفرالشيخ، إن سبب ضعف الإقبال يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة، وانشغال الفلاحين والمزارعين في المراكز والقرى الريفية، من ضمن الأسباب التي أدت إلى عزوف المواطنين، من المشاركة في الانتخابات، والإدلاء بأصواتهم.
وأوضح إسماعيل أبو اليزيد، المحامي وعضو لجنة الحريات، في نقابة المحامين في كفرالشيخ أن سبب تراجع نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية الحالية، يرجع إلى أخطاء اللجنة العليا للانتخابات، متمثلة في عدم مراجعة وتنظيم كشوف القضاه المشرفين على العملية الانتخابية وتنقيتها من القضاه التذين ينتمون إلى جماعة الإخوان، والذين قاموا بعرقلة العملية الانتخابية، بحجج واهية، ومبررات لا وجود لها في القانون، مثل تناولهم وجبات الغذاء، وأداء الصلوات، وغيرها من المبررات.
وقام أحد المخبرين، في مركز شرطة دسوق في كفرالشيخ، بمحاولة منع وعرقلة عمل أحد الصحافيين، المكلفين بتغطية الانتخابات الرئاسية، مجاملة لأحد أصدقاءه الذي ينتمي إلى الحملة الشعبية للمرشح الرئاسي، المشير عبد الفتاح السيسي.
وكان أحد الصحافيين، توجه بصحبة بعض المتابعين المحليين للانتخابات، والصادر لهم، تصريحات بذلك من اللجنة العليا للانتخابات، إلي لجنة 13 ومقرها مدرسة قرية شباس الشهداء الإعدادية، التابعة إلى مركز دسوق، وذلك لتغطية ومتابعة سير العملية الانتخابية، ودخل أحد أعضاء حملة السيسي الشعبية في القرية، في مشادة كلامية مع أحد المتابعين المحليين، بحجة عدم وجود صور ودعاية للسيسي في القرية.
وعندما دخل الصحافي، ومعه المتابعين المحليين إلى اللجنة المذكورة، قام المخبر بمحاولة منعهم، بحجة عدم وجود تصريحات، وحاول فرض نفسه عليهم، لولا تدخل قوات الجيش، المكلفة بتأمين اللجنة، واحتوت الأزمة، ولم يكتفي مخبر الشرطة بما فعله، بل قام بإبلاغ الضابط بوشاية غير صحيحة، أدت إلى قيام قوات من الجيش، والشرطة، وبعض من الأفراد السريين، بالانتشار داخل اللجنة.
وتمكنت قوات الأمن في كفرالشيخ، بالتصدي إلى أنصار جماعة الإخوان المسلمين في كفرالشيخ، لمحاولتهم قطع الطريق الدولي الساحلي، أمام قرية العتارسة، التابعة إلى مركز البرلس، بغرض عرقلة المواطنين نحو سيرهم للإدلاء بأصواتهم في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية.
وشهدت لجنتي مدينة الرياض في كفرالشيخ، بقيام ملثمين اثنين، يستقلان دراحة بخارية، وأطلقا صواريخ، وألعاب نارية، وفرا هاربان، قبل أن يلحق بهما الأمن المتواجد بتأمين اللجنتين.
ورفضاً للانتخابات الرئاسية الحالية، نظم أنصار جماعة الإخوان، وما يسمى بـ التحالف الوطني لدعم الشرعية في كفرالشيخ، ثلاث مسيرات، وسلسلة بشرية أخرى، رفضاً لانتخابات الرئاسية التي تجرى حالياً، في مدن بلطيم، مسقط رأس، المرشح الرئاسي، حمدين صباحي، ومركزي دسوق، والرياض، وانطلقوا علي الطرق العامة وطالبوا الأهالي بمقاطعة الانتخابات.
ورفع المشاركون في المسيرات الإخوانية الثلاث، صور الرئيس السابق محمد مرسي، ورددوا الهتافات التي تطالب الأهالي بعدم الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى تنظيم سلسلة بشرية أخرى على الطريق الدولي في البرلس، وذلك لنفس المطالب الإخوانية.
وتمكنت مباحث مركز شرطة دسوق في كفرالشيخ، من توقيف المدعو"محمود.م.م.س.ا"، أحد أنصار الإخوان في قرية كفرالسودان، التابعة إلى مركز دسوق، وذلك لتدوينة عبارات مسيئة لمرشحي الرئاسة، المشير عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، على بطاقة التصويت الخاصة به، في اللجنة رقم 72 ومقرها مدرسة قرية كفرالسودان الابتدائية.
وكان الشاب الإخواني، دخل إلى اللجنة للإدلاء بصوتة الانتخابي، ولمحة رئيس اللجنة المستشار شوكت الستري، يقوم بتصوير ورقة التصويت، من خلال الهاتف الخاص به، وأخطره رئيس اللجنة بمنع ذلك، لأنه مخالفاً لقرار اللجنة العليا للانتخابات، إلا أن هذا الشاب رفض تعليمات رئيس اللجنة، وأصر على ما قام به، وبناء على ذلك، حرر رئيس اللجنة المستشار شوكت الستري، مذكرة رسمية، إلى النقيب محمد أبو حطب، معاون مباحث مركز شرطة دسوق، والمكلف بتأمين اللجنة، وتم تدوين هذه المذكرة، بمحضر أعمال اللجنة.  
فضلا عن ذلك أكد أحمد شوقي جاد، المتحدث الرسمي لحركة شباب 6 إبريل في كفرالشيخ، أن الحركة قررت تعبئة أعضاءها، بهدف الانتشار والتواجد، في محيط جميع اللجان الأنتخابية داخل محافظة كفرالشيخ، وذلك تحسباً لحدوث عملية تزوير - على حد قوله، وقال شوقي :"من المتوقع ستحدث عمليات تزوير، في الساعات القادمة، نظراً لقلة المشاركة الأنتخابية، وعزوف الشباب عن هذه المشاركة، والتي أدت إلى إرتباك الدولة، مما يؤكد ذلك علي نجاح حركة 6 ابريل بدعوتها لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في بيان رسمي قبل ذلك لها، لعدم الأعتراف بها".
وشهدت الفترة المسائية في اللجان الانتخابية في دوائر محافظة كفرالشيخ، مساء الثلاثاء، إقبال وتوافد المواطنين للإدلاء بأصواتهم الانتخابية، بعدما كانت تلك اللجان تبحث عن ناخبين طوال اليوم، ومنذ فتح جميع اللجان.
وكانت سيارات تجوب شوارع مدن ومراكز محافظة كفرالشيخ، تحمل مكبرات الصوت، لحث المواطنين، والأهالي على النزول والمشاركة، في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية، والتي شهدت إقبالاً ضعيفاً للغاية من جانب المواطنين، منذ صباح اليوم .
وبسبب قرار اللجنة العليا للانتخابات، بمد التصويت ليوماً ثالثاً، أكد علي السيد درويش، المتحدث الإعلامي، باسم حركة الحرافيش قادمون في كفرالشيخ، في تصريحات صحافية، أن قرار اللجنة العليا للانتخابات، بمد التصويت ليوم ثالث: "ما حدث في الانتخابات الرئاسية ماهي إلا مهزلة، وندعو المرشح الرئاسي، حمدين صباحى، إلى الإنسحاب، لإفتقادها النزاهة وللتعنت مع مناديب صباحي، وماحدث من اختراق للصمت الانتخابي من قبل مؤيدى السيسي، وأعضاء حزب النور، لايمكن السكوت عليه، ويطعن في نزاهة اللجنة العليا للانتخابات، والحركة لن تعترف بنتيجة الانتخابات المقبلة".